تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث.. ماذا نقول لأحفادنا؟

آراء
الخميس 21-6-2012
د. اسكندر لوقا

الأيام الراهنة التي يعيشها أبناؤنا وأحفادنا، كيف يمكن تفسيرها إذا ما سئلنا من قبل أحدهم ذات مرة: ماذا تعني عبارة الدفاع المشترك التي نقرأ عنها في كتبنا المدرسية؟

في هذه الحالة لا بد أن نحيل السائل إلى مجريات العام 1950، وهو العام الذي شهد ولادة معاهدة عرفت باسم معاهدة الدفاع المشترك، ووقع عليها بتاريخ السابع عشر من شهر حزيران من العام المذكور في قصر انطونيادوس في مدينة الاسكندرية من قبل الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومعروف أيضاً أن هذه المعاهدة التي عرفت فيما بعد باسم معاهدة الضمان الاجتماعي تم التأكيد عليها بمعاهدة مماثلة في اليوم الثاني من شهر شباط في العام 1951 وغدت عملياً سارية المفعول.‏‏

وبطبيعة الحال فإن شهود هذا الحدث التاريخي الذين مازالوا على قيد الحياة حتى اليوم أطال الله من أعمارهم، لا بد أنهم أصيبوا بالذهول يوم قررت جامعة نبيل العربي وفريق عمله، إقصاء نفسها عن سورية وهي الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية ، وفي سياق ذهولهم هذا كان لا بد أن يندرج السؤال بينهم وبين أنفسهم لماذا كان هذا الإقصاء؟ ولماذا كان الهدف من ذلك استخدام سورية؟‏‏

حين يقرأ أحدنا تاريخ المنطقة الحديث، لا بد أن يستنتج الإجابة والإجابة توضح أن سورية كانت، كما هي اليوم، العائق الوحيد في مواجهة تيار سوق الدول العربية كالنعاج إلى المذبح إرضاء لسادة أصحاب هذا التيار، وأيضاً لأن سورية بقيت مصرة على تحصين ثوابتها الوطنية والقومية على حد سواء، فضلاً عن مواقفها المعهودة حامية لحركات التحرر والمقاومة لافي منطقتنا العربية فحسب بل حتى بعيداً عنها، وذلك من منطلق أن القضايا الوطنية لا تقبل التجزئة على نفسها، كما لا تقبل المساومة على حاضرها أو مستقبلها، ومن هنا غالباً ما تعرضت سورية وتتعرض في الزمن الحالي للصدمات الغاية منها دفعها إلى الوراء، إن لم يكن جعلها تخضع لإرادة الخارج بأي شكل من الأشكال.‏‏

وبالعودة إلى الدفاع المشترك والضمان الاجتماعي وما شابه ذلك، من المؤكد أن يستنتج القارئ سقوط هذه المعادلة القومية على نحو ما يشاهد اليوم، إذ لم يبق منها ما يدل على قابليتها للحياة مجدداً، مع انهيار جدار الجامعة العربية بخروجها من البعد العربي السوري الذي طالما شكل الحصن المنيع للعروبة كمفهوم نظري وكممارسة عملية على أرض الواقع، لقد كانت سورية دائماً الكلمة الفصل في سياق المواجهات مع أعداء الأمة العربية، مثلما كانت الموقف الذي لا يهادن على مصير الذات، كذلك هي سورية وكذلك هي iskandarlouka@yahoo.com ">تبقى.‏‏

iskandarlouka@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية