|
أروقة محلية شتى والهدف واحد هو الربح ثم الربح والحصاد المادي الفاحش على حساب الآخرين آيا كان هؤلاء الآخرين حتى لو كانوا من ذوي القربى لهم فلا يهم لأن المنفعة المادية هي الأولوية الأولى والأهم في جدول ترتيباتهم واعتباراتهم ليثبتوا أنهم بحق يستحقون الوصف والقول بجدارة تفوق كل تصور. وها هم تجار الأزمات عناوين بارزة لأزمة الغاز التي أخذت تتفاقم أكثر وأكثر وخلقت مشهدا عاما بتنا نلحظه يوميا أمام مراكز توزيع الغاز حيث الازدحام والفوضى و المحسوبيات وحدوث كثير من المشاكل بين المنتظرين لساعات طويلة للحصول على اسطوانة غاز ومنهم من ينتظر عبثاً أي جدوى ليعاودوا الانتظار في الأيام التالية مرات ومرات. ومع غياب الضوابط والأسس التي من المفترض أن تضعها وتعمل على تنفيذها الجهات المعنية لتوزيع هذه المادة برز جليا دور المستغلين ومن أخذوا يتاجرون بمادة الغاز في السوق السوداء ليصل سعر الاسطوانة ما بين الألف والألفي ليرة رغم تخفيض وزنها فاستغلال حاجة المواطن لهذه المادة الأساسية بات أمرا مألوفا وتتم المتاجرة بهذه الحاجة علنا دون أي خوف أو عقاب من أي جهة معنية، ودون أي ضمير أو رادع لضبط هذا الاستغلال. ومع أن الجميع لن يتجاهل أبدا ما تمر به البلد من أزمة ومؤامرات شرسة ويعي الظروف الصعبة التي تمر بها سورية والتأثيرات السلبية للعقوبات الاقتصادية المتلاحقة والمفروضة من قبل بعض الدول لمزيد من الضغط والتآمر والتأثير على الاقتصاد الوطني، إضافة للتصريحات المتكررة من المعنيين بوجود نقص في إنتاج مادة الغاز، إلا أن ذلك كله من المفروض أن يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على دور الوزارات المعنية لإيجاد الآليات المناسبة لتوزيع المادة وضبط المخالفات الكثيرة التي تحدث يومياً ،ومحاسبة من يتاجر بها ومن يحتكرها لتكون لصالح فئة دون أخرى ،والسعي لجميع السبل التي تحقق وصول المادة لمستحقيها بكل عدالة وإنصاف، ويضع حدا صارما لمن يتاجر بها علنا و يسعى حتى آخر رمق له لاستغلال ذوي الحاجة والفقراء. |
|