تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


واشنطن تخفق في محاولاتها لاحتواء الصراعات بين العائلة المالكة.. الأمير طلال: هيئة البيعة لفظت أنفاسها والملكية الدستورية والبرلمان المنتخب أمران ضروريان

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الخميس 21-6-2012
صراعات آل سعود على المناصب القيادية في المملكة السعودية بدأت تلقي بظلال قاتمة على مستقبل العائلة الحاكمة، ولاسيما بعد وفاة الأمير نايف ولي العهد ونشوء الخلافات على تعيين خلف له نتيجة تدهور الاوضاع الصحية لكبار تلك العائلة واختيار الامير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد دون الرجوع الى ما يسمى هيئة البيعة التي انشأها الملك السعودي الحالي.

الولايات المتحدة دخلت على خط الصراع لاحتواء الازمة والتوصل لحل يرضي هؤلاء وذلك بسبب سيطرتها الكاملة على السعودية التي تحولت «بفضل» واشنطن الى دولة كرتونية هزيلة ترزح تحت الوصاية الغربية، وتتلقى أوامرها من البيت الابيض الاميركي.‏

وذكرت سانا في تقرير لها ان الطاقم الذي أوفدته المخابرات الأمريكية إلى الرياض لحل الخلافات بين آل سعود في ظل الاوضاع الصحية المتدهورة لكبار العائلة السعودية المالكة فشل رغم اجبار النظام السعودي على تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد.‏

وأوضح التقرير أن الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال تأكيده أن المسمار الأول في نعش حكم آل سعود وهيئة البيعة تم دقه منذ أكثر من ثمانية أشهر عندما تم تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز كولي للعهد في إشارة واضحة إلى أن حكم آل سعود أصبح في مهب الريح وأن مسألة انهياره أصبحت مسألة وقت لا أكثر.‏

الأمير السعودي المعتكف في اليونان احتجاجا على ممارسات النظام السعودي كشف أيضا في تصريحات نشرتها صحيفة القدس العربي عن خلافات حادة بين أفراد العائلة المالكة في السعودية التي تواجه احتجاجات شعبية متصاعدة تعم أرجاء البلاد للمطالبة بالعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية حيث أكد في تصريحاته أن أمراء آخرين وصفهم بأنهم «كبار» فضلوا التزام الصمت على تعيين سلمان في ولاية العهد، كاشفاً أن هيئة البيعة التي يعد من الامراء الرئيسيين فيها لم تدع للاجتماع مطلقا للتشاور حول تعيين الامير سلمان مثلما تنص هيئة البيعة، مؤكداً أن تلك الهيئة لفظت أنفاسها..‏

واوضح الامير طلال في اتصال هاتفي مع صحيفة القدس العربي من مقر اقامته في اليونان ان مجلس العائلة الحاكمة في السعودية الذي يضم ابناء واحفاد الملك عبد العزيز لم يجتمع ايضا منذ اشهر معلنا ان تعيين الامير نايف الراحل وليا للعهد كان المسمار الاول في نعش هيئة البيعة وحكم آل سعود.‏

وقال الامير طلال متسائلا: ماذا اقول في اناس لا يتبعون طريق والدهم موضحا أنه في حالة اعتكاف حاليا وان عددا من الامراء الكبار الآخرين فضلوا التزام الصمت.‏

واختصر الامير طلال موقفه بالقول انهم لم يحافظوا على الاعراف المتبعة ولم يأتوا بشيء جديد يتماشى مع القرن الحادي والعشرين مشيرا إلى مسألة اشراك شباب العائلة في المسؤولية بصورة اكبر.‏

وجدد الامير طلال موقفه المؤيد لتحول الملكيات العربية إلى ملكيات دستورية وقال ان الملكيات المطلقة لم تعد تتماشي مع لغة العصر.‏

وتساءل الامير طلال في حديثه كيف يقولون ان الشعب السعودي غير مؤهل لتولي المسؤوليات الكبرى فهل الامراء الكبار مؤهلون لشغل مواقعهم.‏

واشار في حديثه إلى انه يخشى ان يتكرر ما حدث في الايام الاخيرة للاتحاد السوفييتي السابق في السعودية حيث أدى الدفع بمسؤولين كبار في السن إلى قمة الحكم إلى الانهيار مشددا على ضرورة وجود برلمان منتخب يتولى التشريع والرقابة والمساءلة.‏

وترافقت المحاولات الأمريكية الرامية إلى الحيلولة دون انهيار النظام السعودي مع قيام عائلة آل سعود بتكثيف تمويلها وتسليحها للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية كمكافأة لواشنطن وإسرائيل على جهودهما لمنع انهيار النظام السعودي الذي يتعرض لعواصف قوية جعلته واهنا وآيلا للسقوط وخاصة مع افتضاح دوره في خدمة دول الاستعمار القديم الجديد وعدائه للعروبة والاسلام ومواصلته القمع ضد أبناء وأهالي نجد والحجاز.‏

وتشير المعطيات إلى أن خلافات الأسرة المالكة تجاوزت خلال الفترة الماضية الحدود السعودية لتؤثر في أداء حكام الرياض وتآمرهم في مجموعة من الملفات ومن بينها لبنان والعراق وإيران وسورية الأمر الذي شكل عامل ضغط إضافيا على الإدارة الأمريكية لتكثيف جهودها من أجل حل هذه الخلافات والصراعات.‏

وإذا كان المعارضون والناشطون السعوديون يرون في هذه الخلافات والصراعات المتزايدة دليلا إضافيا على أن النظام السعودي أصبح في حالة من الضعف يزيد من خطورتها فشل العائلة المالكة في تأسيس حالة شعبية ومعنوية تجعل الشعب السعودي يكن احتراما لها فإن الباحث السعودي فؤاد ابراهيم توقع أن يشكل رحيل الأمير نايف انعطافة كبيرة جدا في هذا البلد لأنه مثّل رمزية الهيبة الأمنية للسعودية على مدى أكثر من 3 عقود إضافة إلى أنه كان يقود ملفات كبرى مرتبطة بالأمن وخاصة الأمن الداخلي.‏

وفي الوقت الذي ينشغل فيه أفراد العائلة المالكة في التحاصص على المناصب في الملكية المطلقة لآل سعود تواصل فئات كبيرة من الشعب السعودي تحدي القمع والظلم والاستبداد ومنع الحريات وقمع الاقليات والفشل الاقتصادي والسياسي وهو ما أكده طلال بن عبد العزيز أن النظام السعودي لم يأت بشيء جديد يتماشى مع القرن الحادي والعشرين الأمر الذي يحتم تحويل جميع الملكيات العربية إلى ملكيات دستورية لأن الملكيات المطلقة لم تعد تتماشى مع لغة العصر حسب تعبيره.‏

ويرى مراقبون أن الملكية السعودية المطلقة المدعومة من الغرب الاستعماري أصبحت أعجز من أن تستمر في الحكم رغم تحويلها الأراضي السعودية إلى قواعد وثكنات للغرب واستمرارها في منع ظهور أي تيارات قومية عروبية رافضة للكيان الصهيوني والسياسات الغربية ودعم المعارضات والمجموعات الإرهابية المسلحة في الدول العربية الاخرى مثل العراق وسورية وليبيا.‏

وفي المحصلة تؤكد المعطيات أن مجمل الأنظمة الأوليغارشية في الخليج وفي مقدمتها النظام السعودي التي أوجدها الاستعمار القديم لخدمة مصالحه ونفوذه أصبحت مهددة في استمراريتها جراء الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة الرافضة لتحويل الشعب إلى مجرد عبيد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية