تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إعمار سورية وسقوط الشيكاغويين ؟!

منطقة حرة
الأحد 12-1-2014
د: حيان أحمد سلمان

نقول ومع اقتراب عقد مؤتمر جنيف 2 في 22/1/2014 حسب الأمم المتحدة ووضوح الرؤية السورية سياسياً واقتصادياً وعلى وقع انتصارات الشعب السوري والتي تصنعها ميامين الجيش العربي السوري البطل والضبابية في رؤية أعداء سورية سياسياً واقتصادياً وهزائمهم المتتالية ،

ويترافق هذا اقتصادياً مع تجسيد توجيه السيد الرئيس بشار الأسد بالتوجه شرقاً و بناء سورية بأيدٍ سورية وصديقة وتأكيد ذلك من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي بأن الخطوات والمنطلقات العملية لذلك أصبحت جاهزة ، ولكن على المقلب الآخر وفي ظل المزايدات العلنية والسياسية من قبل اقتصاديين ومهما اختلفوا في رؤاهم ومنطلقاتهم لكن يبقى القاسم المشترك بينهم اقتصادياً هو اعتمادهم على رؤية المدرسة الأميركية السيئة ( مدرسة شيكاغو ) والتي أسسها عملاق الصناعة الأميركية ( جون روكفلر ) في نهاية القرن التاسع عشر وطورها الاقتصادي ( ميلتون فيردمان ) في ستينات القرن الماضي ؛ هذه المدرسة التي تضم أكثر المسؤولين الأميركيين يمينية وتعصباً من أمثال ( رونالد ريغان - جورج بوش الابن - رامسفيلد- بول برايمر - ديك تشيني وغيرهم ) وهم يعتمدون على خصخصة كل شيء وإهمال دور ( الدولة ) لأنها برأيهم رب عمل فاشل ويدعون لتطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر وسيطرة الرأسمالية والليبرالية المتوحشة ، وبالتالي فهي على نقيض المدرسة الكينزية للاقتصادي الاسكتلندي ( جون مينرد كنز ) التي قادت التوجه الاقتصادي الغربي من ثلاثينات القرن الماضي وحتى نهاية الستينات وركزت على تدخل الدولة في قيادة العملية الاقتصادية ، وكان من أهم نتائجها ( مشروع مارشال ) الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية .‏

إن الشيكاغوية يحركها مؤشر الربح الفاحش فقط و كل شيء يخضع للمساومة وبالتالي فهي تشجع الإدارة الأميركية لشن الحروب على دول معينة ومن ثم التوجه لإعادة إعمارها لتحقيق أكبر ربح ممكن وتأمين جبهات عمل لاقتصادها العسكري المترنح تحت ضربات الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في 16/9/2008 ومن قلب الولايات المتحدة الأميركية ، ومن خلال متابعتنا لبعض التقارير الاقتصادية المنشورة داخلياً وخارجياً فإننا نتلمس بعض أفكار المدرسة الشيكاغوية مبثوثة فيها والمعتمدة على مبدأ ( الصدمة الاقتصادية ) أي ضرورة الاقتراض من المنظمات الدولية المشبوهة للبدء بإعادة الإعمار ، ونحن متأكدون أن هذه الدعوات ستذهب أدراج الرياح، فسورية حددت مسارها السياسي والاقتصادي وغيرهما ، ومعالم النصر النهائي بدأت ترتسم على أرض الواقع بسبب التماسك الأسطوري الثلاثي بين الشعب والجيش والقيادة وبأنها ستضع نظرية اقتصادية مناسبة لها وتجنبها التبعية للآخرين وبالتالي كل أمنيات أعداء سورية ستسقط على أرضها المقدسة وسيعاد إعمار بلدنا من قبل محبيها فقط ، وإن إعادة الإعمار انطلقت بإرادة وإدارة سورية ، وأخيراً نقول للمقامرين والمغامرين والمتربصين و الرماديين أي من هم في المنطقة ( الرمادية ) وهم أشد خطورة من غيرهم لأنهم يميلون حسب موازين القوى نقول إن الشيكاغويين القدامى والجدد سقطوا وسيعاد إعمار سورية بأيدٍ سورية وصديقة ولنتذكر بأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية