تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محافظ حمص طلال البرازي لـ«الثورة»: استهداف حمص ممنهج ومدروس لضرب البنية التحتية للاقتصاد السوري... المواطنون متفائلون وأكثر قناعة بالجيش والدولة والقيادة

الأحد 12-1-2014
أجرى الحديث: قاسم البريدي – ميساء العلي

مثلما دمشق قلب العروبة النابض.. فإن حمص ايضا قلب سورية الكبير الذي ينبض بالحب والامل والتفاؤل والمستقبل.

‏‏

«أميسا» كما كانت تسمى في عهدالرومان ويعود تاريخها الى العام 2300 قبل الميلاد، هي نفسها حمص المتألقة العريقة ثالث أهم المدن السورية التي يمر فيها العاصي الشهير.‏‏

ماهو حالها اليوم.. هل استعادت عافيتها واستفاقت من الكابوس المظلم وتركته كسحابة صيف عابر .. أم إنها لا تزال تنتظر بعض الوقت؟‏‏

الصورة اليوم باتت شديدة الوضوح وحمص عام 2014 كسورية 2014 اكثر تفاؤلاً بحب الحياة والمستقبل والخلاص، وهذا ما يحدثنا عنه بصراحة وبلغة الارقام محافظ حمص طلال البرازي في لقائه الذي خص به جريدة الثورة اثناء زيارته لها.‏‏

- لماذا حمص مستهدفة؟‏‏

-- بداية ينطلق طلال البرازي محافظ حمص من التعريف بأهمية حمص الاستراتيجية على الخارطة السورية وهو السبب المباشر لاستهدافها عبر التاريخ..‏‏

يقول: تتربع محافظة حمص على مساحة تشكل 25٪ من المساحة الاجمالية لسورية وترتبط شرقاً مع العراق وغرباً مع لبنان وتحيط بها خمس محافظات اضافة الى كونها ممراً لكل حركة تواصل واتصال من الناحية الجغرافية فـ 40٪ من شبكة الاتصالات والمواصلات تمر عبرها فهي شريان اساسي للتواصل، كمثال على ذلك نجد ان 65٪ من الصناعة المتمركزة في شمال سورية بمحافظة حلب تمر عبرها الى المنطقة الجنوبية وكذلك 40٪ من الطاقة الكهربائية التي تغذي المنطقة الجنوبية من الساحل السوري تمر عبرها ولذلك فإن استهداف حمص ممنهج ومدروس لضرب البنية التحتية للاقتصاد السوري.‏‏

- وماذا عن ناحية تركيبتها الاجتماعية كنموذج سوري مميز؟‏‏

-- من الناحية الديمغرافية فكل تنوع النسيج السوري والذي يعكس التعايش الوطني موجود في هذه المحافظة المميزة بكل طوائفها ومذاهبها وإن حاولوا في البداية إثارة الفتنة في منطقة صغيرة جداً فإن إرادة المجتمع الحمصي هي التي احبطت هذه المؤامرة، وصحيح ان لكل الجهات الحكومية دوراً مهماً جداً في هذا المجال الا ان الدور الاساسي والناجح جداً هو للمجتمع المحلي، أي الدور الشعبي لأن جزءاً من ثقافته منع انتشار اي حالة من الفتنة والحالة الآن الاجتماعية والنفسية اقرب الى الحالة الايجابية.‏‏

- وماذا عن واقع السكان والاستقرار في محافظة حمص بعد تلك المحاولات اليائسة؟‏‏

-- بالنسبة للواقع الراهن للمحافظة وكما تعرفون فإن عدد سكان حمص 4 ملايين نسمة كان نصيبها من العمل الارهابي كبير ولاسيما في البدايات وبعض الاحياء وصلت نسبة التدمير فيها الى 70٪ ما سبب هجرة داخلية وخارجية، لكن معظمها داخلية لأن ابناء حمص ولا سيما المدينة مرتبطون عاطفياً بالمدينة وبعائلاتهم واستقبلوا كضيوف في احياء ومناطق مجاورة، وبدأ قسم كبير منهم بالعودة تدريجياً، وظل قسم ضمن 23 مركز ايواء داخل المدينة مؤمن لها كل الحاجيات الضرورية وعلى سبيل المثال، تم تمكين 114 عائلة من العودة الى كفر عايا في شهر ايلول ثم تضاعف العدد نهاية العام الماضي الى 600 عائلة، وما يشجع عودة الأهالي توفر الحاجات الأساسية من كهرباء وماء ومراكز طبية وافران ومدارس..‏‏

وفي القصير عند افتتاح العام الدراسي بدأت بعض المدارس بـ 56 طالباً وفي نهاية الاسبوع الثاني تضاعف العدد لأكثر من 320 طالباً وهذا يعني ان عائلاتهم عادت بعد توفير حاجاتها الأساسية والعيش الكريم.‏‏

- سيادة المحافظ.. ماذا عن تجربة العمل الإغاثي هل حققت نتائجها؟‏‏

-- التعاون مع المنظمات الدولية كان مثمراً للغاية حيث ارتفعت نسبة تنفيذ خطة الاستجابة الانسانية من 60٪ في الربع الاول من العام الماضي الى 85٪ في نهايته، وتم الوصول الى كل المناطق الساخنة التي تتوفر فيها المواد الاساسية كاملة من غذاء ودواء وإصحاح صحي ومياه شرب وبشكل متوازن وعادل في التوزيع، وأحب أن اشير هنا الى ان منظمات الامم المتحدة بما فيها الهلال الاحمر والصليب الاحمر كانت مكاتبها لغاية الشهر العاشر خارج المحافظة وتم تشجيعها للعمل من داخل المحافظة وافتتاح مكاتبها بالتعاون مع لجنة الاغاثة الفرعية وهذا اعطى مردوداً عالياً جداً والوصول الى خطة اغاثة لكل مواطن باستثناء بعض المناطق التي يتعذر الوصول اليها بشكل منتظم لوجود المسلحين.‏‏

ومن جانب آخر فإن هذه المنظمات التي تعمل داخل مدينة حمص اصبحت ترسل تقاريرها عن الوضع الآمن الى حد كبير بحمص وبعض وكالات الانباء العالمية بدأت تنشر تصريحات لهذه المنظمات عن الوضع المستقر والآمن.‏‏

- ماهي المؤشرات التي تطمئن المواطنين داخل حمص وخارجها على ان الحياة بدأت تعود لطبيعتها المعتادة كبقية المحافظات؟‏‏

-- بالتأكيد الحياة عادت بمدينة حمص بشكلها الطبيعي وأسواقها مفتوحة ليلا نهارا، وعلى سبيل المثال فإن العام الدراسي الجامعي بجامعة البعث وسط مدينة حمص كان منتظما بنسبة 95٪ منذ بداية العام الدراسي في شهر ايلول وحتى وحدات السكن الجامعي كانت مكتظة، علما ان 65٪ من طلاب جامعة البعث هم من ابناء المحافظة وكذلك فإن نسبة 80٪ من احياء المدينة محالها التجارية تفتح حتى ساعات متأخرة من الليل، وهذا ينطبق على معظم الاحياء بنفس الدرجة.‏‏

- وماذا بقي غير مستقر إذن من مدينة حمص تحديداً؟‏‏

-- تستطيعون ان تزوروها من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها بشكل آمن جداً والذي تبقى هو جزء من المدينة القديمة تحديداً منطقة الحميدية مازالت تحت ارهاب المسلحين الذين يحتجزون 76 مدنياً في احدى الكنائس، وقد استطعنا مؤخراً اخراج بعض كبار السن عن طريق الصليب الاحمر، وفي تقديرنا فإن عدد المسلحين بالمنطقة المذكورة لا يزيد عن 700 مسلح، لكنهم يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية، وقد فتحنا الباب لأبناء المحافظة المغرر بهم الى العودة لحضن الوطن، حيث عاد على دفعات المئات منهم ومؤخراً نحو 36 شخصاً سلموا اسلحتهم وتمت التسوية بنفس اليوم نتيجة الثقة الكبيرة للاهالي بالدولة وحتى بعض العسكريين المحتجزين بهذه المناطق استفادوا من العفو وعادوا لأداء خدمتهم العسكرية.‏‏

ومما يدعو الى التفاؤل هو التواصل الشعبي مع بعض المغرر بهم حيث الكثيرين يريدون تسليم انفسهم كمناطق «الحصن» و«الزارة» وينتظرون الفرصة المناسبة خوفاً عليهم من بطش الارهابيين.‏‏

- وماذا عن منطقة الوعر؟‏‏

-- تعتبر منطقة مأهولة بالسكان لكنها غير مستقرة الا انه وعبر اللجان المحلية وبعض الوجهاء ورجال الدين، تم تسوية اوضاع المضللين وعودتهم ما خلق نوعاً من الاستقرار وتأمين ظروف معيشية مناسبة عبر لجان الاغاثة، يشوبها بعض الحوادث نتيجة تعدي الجماعات المسلحة، لكن واقع الوعر عموماً مقبول والحياة الطبيعية تمارس ونسبة انسياب المواد الغذائية من 70 الى 80٪ والذي يعوق وصول الاغاثة فقط هو انتشار بعض المسلحين.‏‏

وهناك جهود تبذلها اللجان المحلية من خلال تأمين مراكز ايواء للنازحين إما بيوت تستأجرها او المدارس غير المستخدمة للتعليم.‏‏

وتسير الامور التدريسية بشكل مقبول حتى الكنيسة تم استيعاب 800 طالب فيها لتلقي دروسهم، ويبلغ عدد المدارس ضمن منطقة الوعر 9 مدارس، ويدرس منهاج وزارة التربية بالكامل من منطلق مسؤولية الدولة الاخلاقية والقانونية على المجتمع وهذا ينطبق على باقي المناطق، حيث يوجد 11 مدرسة في الرستن 5 في تلبيسة و2 بالزارة، وذلك لقناعة المواطنين بأن الدولة الام لجميع ابنائها والوجود المسلح غير شرعي ومؤقت وشاذ وسينتهي قريباً اما بالتسويات او عمل عسكري وأمني.‏‏

- اذاً بتقديركم ماذا تبقى من مناطق غير آمنة حتى اللحظة؟‏‏

-- أستطيع القول والجميع يعرف ذلك ان هذه المناطق في الحد الاقصى لا تشكل 5٪ من جغرافية المحافظة.‏‏

- وهل يمكن القول بناء على ذلك ان الجماعات المسلحة انهزمت في حمص؟‏‏

-- بالطبع ملامح الهزيمة بدأت تظهر للعيان بعد الضربات الموجعة لقواتنا المسلحة الباسلة وادت الى انسحابهم من اغلب المناطق مثل صدد مهين- حوارين والحدث وتدمر ومحيطها واصبح طريق تدمر حمص الذي يصل طوله الى 180 كم آمناً بشكل كامل ودليل فشلهم انهم باتوا يستخدمون قذائف بعيدة المدى وامطروا المدينة في يوم واحد بـ23 قذيفة عشوائية وهذا مؤشر على انهيارهم ودليل اجرامهم وتخبطهم وضعفهم، بهدف ترويع المواطنين، وهم ليسوا إلا قتلة مأجورين ينفذون تعليمات اسيادهم في الخارج وهم لا يستطيعون الاقتراب لمواجهة الجيش العربي السوري البطل ومن الامثلة على ذلك ايضاً افتتاح مضحنة الهلال التي تنتج 120 طناً يومياً وشكلت تحدياً ومؤشراً فرغم ان الجهة الغربية مهددة بالقنص إلا أن العمال كانوا يواظبون على عملهم بهمة عالية.‏‏

ومنطقة القصير سيادة المحافظ.. ما اهميتها التي لم يسلط عليها الضوء سابقاً ونريد التعرف عليها عن قرب من خلالكم؟‏‏

منطقة القصير تمتد غرب العاصي على طول الحدود اللبنانية حتى محافظة طرطوس، وتمتاز بأنها مصدر لمعظم المنتجات الزراعية الموسمية والمهم ايضاً انها غنية بالمياه ومصدر المياه لمحافظتي حمص وحماة، اضافة لكونها بجوار لبنان عبر معبر الجوسية الحدودي، ولهذا كان لاعادة القصير اثر ايجابي لعودة شريان المياه لمحافظتي حمص وحماة واصبحت منطقة غربي العاصي آمنة بالكامل وبدأت بالاستقرار وعودة الناس اليها والاستقرار الزراعي حيث زاد الطلب على البذار والسماد، وافتتاح المزيد من المدارس وتقوم ورشات الانشاءات العسكرية باعادة تأهيل اربع طرق تربط 7 قرى مع بعضها البعض ونسبة التنفيذ حالياً 40٪ وستشهد القصير الانتهاء من انجاز دراسات المخطط التنظيمي ويتوقع اصداره بمرسوم خلال الشهرين القادمين.‏‏

- وهل تم تلبية التعويضات للمتضررين؟‏‏

-- احب ان اذكر اولاً ان المواطنين متعاونون جداً وحتى طلباتهم متواضعة وتتعلق بالخدمات الاساسية والمدارس وصرفنا تعويضات لنحو 65٪ من الطلبات المقدمة لنا، اضافة للسعي لاعادة تأهيل الطريق الرئيسي حمص- القصير الذي يصل طوله إلى 30 كم.‏‏

- ماذا عن خطة 2014 لباقي المناطق؟‏‏

-- انا متفائل بالعام 2014 لأنه بداية اعادة اعمار حمص وانجزنا مخططات تنظيمية وتخطيطية اساسية داخل مدينة حمص وهي مخطط حمص- دير بعلبة الشمالي بمساحة 700 هكتار ودير بعلبة الجنوبي والمخطط التنظيمي لبابا عمر ٢٠٧ هكتارات وتم اعداد مشروع مرسوم رفع لوزارتي الادارة المحلية والاسكان، حيث يتوقع خلال شهر على الاكثر استكمال الملفات الفنية.‏‏

وكذلك هناك مشروعات مخططات تنظيمية جديدة لكلٍ من الخالدية- باب هود- باب تدمر- القرابيص.‏‏

‏‏

- وماذا عن اهم المشاريع لاعادة الاعمار؟‏‏

-- نتوقع أنّ انطلاقة اعادة الاعمار ستبدأ بالمحافظة تدريجياً وتستوعب من 45 ألفاً الى 120 ألف فرصة عمل بالقطاع الخاص معظمها متعلقة بإعادة الاعمار وهي تدفع قدماً بعجلة الاقتصاد.‏‏

ومن المشاريع التي يتم التحضير لها وسلمت لوزارة الاسكان مشروع منطقة صناعية صديقة للبيئة في تلكلخ تخدم محافظتي حمص وطرطوس بمساحة 254 هكتاراً والمرحلة الاولى 81 هكتاراً وقد باشرنا بالفعل بدراسة البنى التحتية وخلال هذا الشهر تنتهي جميع الدراسات حولها.‏‏

- وماذا عن واقع مياه الشرب وهل بات يلبي الحاجة؟‏‏

-- من خلال الدراسات عن الموارد المائية سواء الاسعافية او الاستراتيجية استكملنا كل المخططات للآبار الاحتياطية داخل محافظة حمص بشبكة بديلة لتغذية الشبكة الاساسية في حال تعرضها لأي اذى، ولدينا مصادر حالياً تكفي 100٪ لاحتياجاتنا ومحققة للشروط المطلوبة ولكنها تلبي اكثر من 70٪ فقط نظراً لتعرض الشبكة الاساسية للتخريب وكذلك الخزانات بنسبة 30٪ ونعمل على استكمالها.‏‏

وعلى المدى البعيد ستكفي حتى عام 2020 وبعض المناطق حتى 2030 سيتم وفق الدراسات التي قمنا بها باشراف وزارة الموارد المائية وصولاً الى تأمين الامن المائي والاصحاح المائي للمرحلة القادمة، ونشير هنا ان سدود المياه الحلوة المقدرة بـ250 مليون م3 في بحيرة سد الرستن وبحيرة المزينة وبحيرة زيتا ستكون مصادر لمياه الري او للشرب وتكفي حتى عام ٢040، ما تبقى هو العمل لتأمين مشاريع لشبكات المياه من جهة ولمحاربة الحفر الجائر للآبار غير المرخصة من جهة ثانية التي تستنزف المياه الجوفية وتؤدي لتلوث مخزون المياه، وقد حجزنا 100 حفارة غير مرخصة، علماً ان مياه حوض العاصي مطمئنة حسب الهطولات المطرية والثلجية هذا العام قياساً بالموسم الماضي.‏‏

- من المعروف ان محافظة حمص تشكل اهم المناطق الانتاجية.. حدثنا اولاً عن الثروة الحيوانية هل هي بخير؟‏‏

-- كما هو معروف فإن قطاع الثروة الحيوانية تضرر بنسبة 60٪ في عمليات إرهابية من سرقة وتهريب للدول المجاورة ولا تعد على المناطق الرعوية ولكن تدريجياً بدأت الثروة الحيوانية تتحسن بنسبة 20٪ لهذا الموسم وهذا ما لمسناه من خلال عودة المربين المهجرين واعادة منشآت الدواجن وتربية الاغنام والابقار، وسيلمس المستهلكون انخفاض الاسعار للدواجن خلال الاشهر القادمة نتيجة الدعم الحكومي لقطاع الدواجن، ايضاً فإن القطاع الزراعي عموماً بدأ يعطي مؤشرات ايجابية من خلال عودة المزارعين والطلب على السماد والبذار والاعلاف وغيرها.‏‏

- ماذا عن القطاع الصناعي وهل عادت عجلة الصناعة كسابقها؟‏‏

-- يمكننا القول إنّ العمل الصناعي نما خلال الفترة الماضية من 20٪ الى 50٪ حتى نهاية العام الماضي، ويتوقع ان ينمو اكثر خلال العام الجديد وعلى سبيل المثال فإن معمل السكر يعمل بطاقة جيدة وبكامل انتاجه ويقوم حالياً بتكرار السكر الخامي وتزويد مؤسسات التدخل الايجابي بمادة السكر وكذلك معمل السماد يعمل بطاقته الكاملة ومادة السماد متوفرة عن طريق المصرف الزراعي او غيره وبالكميات المطلوبة ويوجد فائض منها، ايضاً في مجال الصناعة النفطية توفر كافة المشتقات النفطية وتعمل بطاقتها رغم الاعتداءات الإرهابية المتكررة عليها.‏‏

- وماذا عن الورشات الحرفية والصناعية داخل المدينة التي ازدادت بشكل ملحوظ؟‏‏

-- لقد تم الاتفاق على اعادة تشغيل منطقة الصناعة شمال حمص المتخصصة بصيانة واصلاح السيارات الخفيفة والثقيلة وعقدنا عدة اجتماعات مع اللجان الحرفية لتجهيز 200 محل صناعي خلال الشهرين الاول والثاني من العام الحالي وتوفير كافة مستلزماتها من طرق وخدمات، وبعد الانتهاء منها واشغالها بنسبة 25٪ سيتم طلب عودة الحرفيين الى هذه المنطقة والذين يشغلون حالياً الارصفة داخل المدينة.‏‏

- ماذا عن توفر الخدمات الأساسية من خبز وكهرباء ووقود؟‏‏

-- اولاً بالنسبة للخبز لا يوجد اي نقص بهذه المادة وتباع بالسعر النظامي ويوجد كفاية كاملة لكن المشكلة بتوزيع الأفران ولدينا خطة بإنشاء ثلاث افران احتياطية كبيرة أحدها سيكون ضمن المدينة.‏‏

وبالنسبة للمازوت تم تنفيذ المرحلة الاولى بالكامل وهي توزيع 200 ليتر لكل عائلة وبدأنا بالمرحلة الثانية ولدينا فائض ممتاز، كذلك الحال بالنسبة للغاز ويباع بالسعر النظامي بالتعاون مع مؤسسات التدخل الايجابي والسيارات الجوالة التي تصل الى كل المناطق والقرى والارياف.‏‏

أما وضع الطاقة الكهربائية فهو جيد والتقنين بحدة الأدنى من 4 - 6 ساعات واحيانا يكون هناك انقطاعات لايام بسبب الاعتداءات الارهابية على خطوط التغذية وعموماً فإن الطاقة الكهربائية متوفرة بنسبة 80٪ .‏‏

- وماذا عن واقع الاسواق وتجديد الرقابة عليها؟‏‏

-- ما زالت الاسعار مرتفعة الى حد ما، وهناك بعض الاجراءات الحكومية للحد من تلك الارتفاعات وتقوم مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدورها، لكنها تشكو من العدد القليل لعناصرها، وقد تم في الشهر الماضي حجز 10 صهاريج مازوت ومخالفة 6 محطات وقود للتلاعب بالمكاييل.‏‏

ونقوم حاليا بدراسة خارطة لتوزيع محطات الوقود بالمحافظة تراعي احتياجات كل منطقة وتميز بين المناطق الحدودية والداخلية وتختص حسب حاجتها بالمازوت او البنزين او غيرها.‏‏

وعموماً فإن خطة الرقابة على الاسواق ليست بالمستوى المطلوب ونأمل مشاركة أفضل للمواطنين والتعاون بتقديم الشكوى في حال الغش والتلاعب بالاسعار.‏‏

- أخيراًَ ماذا تقول عن مستقبل حمص التي ينظر إليها السوريون بأنها منارة للجميع...؟‏‏

-- أنا متفائل جداً وقد حملني السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد مسؤولية كبيرة عندما كلفني بإعادة النسيج الوطني الاجتماعي الثقافي لمدينة حمص.‏‏

والمناخ في سورية مناخ ايجابي نتيجة التفاف الشعب حول الجيش العربي السوري وقناعته بحكومته وقيادته وأن خيار الدولة مواجهة أعداء الوطن، لأن سورية مستهدفة كدولة وكشعب وكنسيج اجتماعي وكجيش عربي قوي وكقيادة وزعامة اقليمية.‏‏

وعموماً أخبركم عبر جريدة الثورة أن محافظة حمص تستعد من خلال لجان التواصل الاجتماعي والمجتمع المحلي الموجودة في كل الاحياء بالتعاون مع المؤسسات الحزبية المرخصة والوجهاء ورجال الدين لإطلاق لقاءات التواصل مع كل شرائح المجتمع في حمص بألوانه وأطيافه وذلك خلال الشهر القادم لإعادة التأكيد على النسيج الوطني الاجتماعي إلى ما كان عليه وإعادة إعمار الشجر والبشر والحجر.‏‏

وهذه اللقاءات هي الأهم بالنسبة للسوريين ونتائجها ستكون حقيقية وملموسة، سيتحاور المجتمع السوري مع بعضه وحتى لو احتجنا لـ حمص 1 وحمص 2... الهدف بالنهاية صياغة رؤية واحدة نحو مستقبل سورية الجديدة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية