|
حدث وتعليق ثم سرعان ما أدرك الجميع أن الجديد الوحيد فيها هو العودة للمربع الأول في المفاوضات الفلسطنيية الاسرائيلية. فالهدف كما يبدو هو محاولة تثبيت الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وخصوصاً في القدس المحتلة والمناطق التي أُقيمت فوقها المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية, وترسيخ احتلال غور الأردن عبر نسف خطة «جونز» التي تدعو إلى سحب قوات الاحتلال ونشر قوات أممية مكانها وبمعنى آخر تعود واشنطن لتجريب المجرّب وتسويق أفكار رفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلاً، فلا حديث عن القضايا الجوهرية ولا صوت لقضايا الحل النهائي, وكل ما يتم تناوله موضوع تبادل الأراضي المزعوم والذي هلل له بعض العرب ورحب به كيري سابقاً ودعا إلى تثبيته لأنه الطريق الذي يثبت ترسيخ المستوطنات وشرعنتها. وبين اللهاث الأميركي والتخاذل العربي يحاول الكيان الاسرائيلي تحويل القضايا الجوهرية إلى ثانوية والتمهيد لمسخها لتصبح القضية, وكأنها قضية عقارات معروضة للبيع وليست قضية احتلال أرض وقرارات دولية تدعو إلى الانسحاب منها. ولعل أكثر ما يثير السخرية أن الكيان الاسرائيلي يرفض حتى ما يوافق عليه العرب, فهو يرفض الحديث عن الانسحاب إلى حدود 1967 ويرفض الحديث عن حق العودة ولا يسوّق إلا خزعبلات «يهودية» الدولة المزعومة وتبادل الأراضي داخل حدود 67, وبالشروط التي يضعها ويوافق عليها. ومع الأسف كل ذلك يجري في وقت تعربد فيه عصابات هذا الكيان في طول فلسطين المحتلة وعرضها مستغلة ما يجري في سورية ومصر والعراق, حيث تصب الزيت فوق النار في كل بقعة عربية ليهنأ مستوطنوها بالأمن والاستقرار، والعرب لا يتفرجون فحسب بل يساهمون بقوة في ذلك!! |
|