|
موسكو ومن يرفضون مشاركة إيران ممن يأتمرون بأوامر تصدر عن السعودية وقطر والولايات المتحدة لأنهم لا يريدون حل الأزمة في سورية ولأنه سيشكل هزيمة لهم ولداعميهم. حيث أكد رجب صفاروف المدير العام للمركز الروسي لدراسة إيران المعاصرة في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس أن انتصار الدولة السورية على المجموعات الإرهابية سيشكل "هزيمة نكراء للولايات المتحدة والسعودية" ومن هم على شاكلتهما، معتبراً أنه إذا تم وقف التدخل الخارجي ومساندة الإرهابيين فلن يبقى في غضون أشهر قليلة إرهابي واحد على الأراضي السورية. وأشار صفاروف إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سورية بدعم خارجي تضم مرتزقة ومجرمين وأفراد عصابات من جميع الأشكال والألوان في حين "توجد في سورية معارضة داخلية تعمل ضمن أطر القانون والدستور وهذه معارضة طبيعية لا تقف أبداً ضد مصالح وطنها" أما أولئك الذين يجتمعون في اسطنبول ومدن وعواصم أوروبية أخرى فإنهم دمى وصنائع يأتمرون بأوامر تصدر عن السعودية وقطر والولايات المتحدة ولا يريدون حل الأزمة في سورية لأن ذلك يعني هزيمتهم. وأضاف صفاروف أن الولايات المتحدة والسعودية وقطر لا تريد مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 حول سورية لأن النقاش لا يمكن أن يقتصر على بحث سبل الخروج من الأزمة في سورية بل سيتعرض أيضاً لأسباب استمرار الأزمة مبيناً أن الحديث لن يكون سهلاً لأن إيران التي تملك معلومات مهمة وتعرف الوقائع كما هي ستصر على وقف تدخل قوى الإرهاب الدولي وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعمل تحت مظلة ما يسمى ائتلاف الدوحة. وأكد صفاروف أن الموقف الروسي بخصوص سورية ينطوي على أهمية كبيرة وكذلك الموقف الصيني إلى جانب الموقف الإيراني ولكن بلدان الغرب وممالك الخليج غير مهتمة البتة بحل الأزمة في سورية ولذلك تعمل على تحويل مؤتمر جنيف 2 إلى مسرحية هزلية حتى قبل انعقاده. بدوره اعتبر فلاديمير ساجين الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن دور روسيا في حل الأزمة في سورية كان "حاسماً" منذ البداية. وأوضح ساجين أن الدبلوماسية الروسية أدت دوراً إيجابياً كبيراً وكبحت في المراحل الأولى على وجه الخصوص تلك الميول السلبية التي لاحظناها نتيجة لأعمال البلدان الغربية في سورية مؤكداً أن الدبلوماسية الروسية كانت بعيدة النظر وتستند إلى تحليلات عميقة للوضع في سورية. ولفت ساجين إلى أنه ومنذ أن ظهرت فكرة عقد مؤتمر جنيف 2 كان هناك الكثير من المتشائمين بصدد إمكانية تنفيذ هذه الفكرة ولكن نشاط موسكو الفعال أتاح إقناع البلدان والأطراف المعنية الأخرى بضرورة عقد المؤتمر الدولي حول سورية مشيراً إلى أن هذا المؤتمر سيكون "مهماً في كل الأحوال وسيتيح حل بعض القضايا الجزئية ولكن حل القضايا الأساسية ومنها وقف العنف وإراقة الدماء لا يمكن تحقيقها دون مشاركة إيران" في المؤتمر وذلك لعدة أسباب تعود لكون إيران دولة مؤثرة ولذلك فإن استبعادها من حل أي قضايا في المنطقة وخاصة الأزمة في سورية غير ممكن وغير مثمر إطلاقاً. |
|