|
فضائيات أتذكرها اليوم لأسباب عديدة قد يكون أهمها الجهد الهائل الذي بذلته لانجاز هذا العمل مقارنة مع الأعمال التي تنجز حاليا عن حرب 1967 أو حرب حزيران أو حرب الأيام الستة أو النكسة, جميعها مصطلحات لحقيقة واحدة واسم واحد. تابعت على إحدى المحطات الفضائية استطلاعا للرأي لم يشمل آراء الناس بنتائج الحرب أو الأنظمة التي كانت موجودة حينها أو الخطأ الأساسي الذي أدى الى تلك الهزيمة كان السؤال: هل تعرف ما هي حرب 1967? الكارثة أن نحو 95 % لم يعرفوا هذه الحرب بل قال بعضهم وهم من مصر العربية أن هذه الحرب ليست موجودة لديهم في الكتب الدراسية وبالتالي فهم لا يعرفون ما هي هذه الحرب! إذن عن أي هزيمة نتحدث اليوم? إذا كان جيل كامل لا يعرف أنها وقعت أساسا وعن أي أدب نتحدث كتبه مبدعون كبار متأثرون بهذه الهزيمة. لا أعرف الواقع في سورية وهل يعرف الجيل الجديد هذه الحرب والتداعيات التي نتجت عنها أم أنهم يعرفون ما تذكره الكتب المدرسية وهي قليلة جدا على كل حال. المعنى الأساسي لم يعد في خسارة تلك الحرب بل في الفصل الهائل في المعرفة بين الأجيال وكأن جيلا معنيا بتلك الحرب والأجيال اللاحقة لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد. أسأل هنا افتراضا: هل يجهل الجيل الجديد في اسرائيل تفاصيل حرب 1973?! كنت اضحك أحيانا وأنا أرى وأسمع الطلاب الأميركيين وهم يؤدون أدوارا لشخصيات أميركية وهم في المرحلة الابتدائية, إذ لا يكفي أن يعرف الطالب المعلومة بل يؤديها على خشبة المسرح أيضا وهذه مرحلة عالية من تثبيت المعلومة. لا أقارن ولا استنتج إنما أقول إن لدينا 1967 ألف سبب وأكثر كي نقرأ تاريخنا ونعرفه, إذ دون هذه المعرفة لا أعتقد أننا سنعرف مستقبلنا كما يجب. |
|