|
ثمَّ إنَّ تتعامل الدولة مع الأراضي والعقارات على أسس مختلفة, في طليعتها ادعاء حماية ملكيتها?! أقول: ادعاء.. لأن كل من يعرف واقع أملاك الدولة, يعرف تماماً أنها المجال الأوسع لممارسة الاثراء غير المشروع من قبل ذوي النفوذ والواسطات الذين تحميهم الجدران الصماء نفسها.. من لا يصدق ليسأل عن ملايين وملايين الدونمات من أملاك الدولة في البادية تفلح وتزرع وتنتج حباً فمنه يسرقون ويثرون ويراقبون فيما إذا كان في أرض مواطن نبتة حراجية كي يصادرها كأملاك دولة?! أنا أتساءل: لماذا تريد الدولة أملاكاً وماذا تفعل بها..?! هل هي قدرتها الفريدة على الاستثمار..?! نقول: الدولة تحمي أملاكها.. ونقبل بذلك.. رغم ما نراه بالأعين مما يجري في هذه الأملاك.. لكن.. طالما أنها مالكة, لماذا تستملك..?! لماذا لا يحجب عنها حق الاستملاك وتعمل على مبدأ البيع والشراء.. كما في كل الدنيا..?! الاستملاك.. جاء أصلاً للنفع العام.. مفهوم النفع العام, أن لا يكون من سبيل لتدارك الاستملاك الذي هو إجراء يفرض قسراً على الأملاك الخاصة.. وبالتالي يفترض من باب أول أنه لا يجوز الاستملاك واستحواذ الأملاك الخاصة لأي سبب كان إلا إذا كانت أملاك الدولة منعدمة تماماً في موقع الاستملاك.. ثم.. إن الاستملاك يجب أن يراعي التفريق بينه وبين المصادرة.. وعندما نضع خططنا ومخططاتنا من الضروري جداً أن نفكر اجتماعياً.. أين أضع مواقع المشاريع المختلفة بشكل تكون بأقل الخسائر وتراعي ظرف صاحب الملكية الخاصة.. فإذا كانت اللجان والهيئات المخططة لا تملك الوقت لذلك.. أقول: يجب أن تملك.. لأن أملاك الناس وأرزاقهم ليست لعبة.. حتى ولو كان الأمر في محافظة اللاذقية حيث تبدو الجدران الصماء أقسى وأصعب من إمكانية خرقها. من اللاذقية هذه الحكاية.. الصديق الكاتب والأديب وديع اسمندر, استنجد بي ولم أستطع -حتى الآن- نجدته. قضيته أنه يملك أرضاً بحدود /3/دونمات في قريته (القلايع).. وفي إطار العمل التخطيطي الدائم.. المتسم بأمرين: الجهل والفساد.. اختاروا أرضه مكاناً لإقامة مدرسة.. يعني بالعربي الفصيح: قرروا تشريده من قريته.. والأنكى في الأمر أن في القرية أملاكاً للدولة.. لكن.. يبدو أن واضع اليد يستطيع أن يحمي سلبطته أكثر من صاحب الملك.. والملك لله, وليس لوديع اسمندر الذي عليه أن يقدم الشبر الأخير له في قريته قرباناً على مذبح (حماية أملاك الدولة). بل الأنكى أن كل محاولاتنا وتدخلاتنا ووسائطنا لشرح القضية والتي وصلنا فيها الى السيد وزير الادارة المحلية لم تقدم إنقاذاً لشقفة الأرض هذه.. فما رأيكم..?! كيف نسكت..?! وهل يجوز أن نسكت..?!. لدي كلام آخر.. أؤجله اليوم, كي لا تطول هذه المقالة, وانتظروني غداً.. سأحدثكم عن التحديد والتحرير وعن أبي خلدون الذي حدد وحرر قريتنا. وعن..?! |
|