|
ترجمة فقد استنفد جزء كبير من الطاقة والسعي الحثيث الضروريين من أجل تحقيق السلام في المنطقة. وهذا الاستنفاء وتبديد الطاقات وتضييع فرص السلام يعود الى زمن ليس بالقريب وهنا نتساءل بأى حق وعد البريطانيون عام 1917 اليهود باقامة وطن لهم في فلسطين? ولماذا رفض الفلسطينيون التقسيم عام 1947? ولماذا احتل الإسرائىليون أراضي عام 1967?ولماذا أطلق الأميركيون يد إسرائىل في فعل ما تشاء? ولما لم تعثر على اجابات على تلك الأسئلة,انبثق سجال محوره هل الفلسطينيون ارهابيون,هل الإسرائيليون عنصريون,هل أعداء إسرائىل معادون للسلام. وهل كان بامكان ياسر عرفات زعيم السلطة الفلسطينية الموافقة على (العرض السخي) الذي عرض عليه خلال مفاوضات كامب ديفيد عام ,2000 ولكن هل كان عرض إسرائىل هذا سخياً بحق? إذاً,سجال تمحور حول هذه النقاط,وشيئاً فشيئاً كان يشتد وطيسه,ويتغلف بالعنف أكثر مع كل قفزة,ليمتد حتى خارج حدود منطقة الشرق الأوسط,وليتحول ما كان يعتبر نضالاً من أجل استعادة أرض متنازع عليها,وبشكل تدريجي, الى صراع حضارات,كما صوروها- بين الاسلام والغرب. ومن الشائن بل والمخجل أن يستمر الاحتلال منذ عام 1967 . هذا الصراع كان يمكن تسويته وايجاد حل له منذ زمن بعيد,إن استمراريته عار لكافة أولئك الذين تدخلوا فيه بدءاً من الأطراف الأساسية فيه الى القوى العظمى التي لم تكرس جهوداً كافية وصادقة لحل هذا الصراع مروراً بالقوى الاقليمية. في وقت يجمع الكل على ضرورة ايجاد حل لهذه القضية,ولكن كيف? الجواب على هذا السؤال واضح وهو موجود منذ عام 1937 حينما أشارت لجنة التحقيق البريطانية التي ترأسها اللورد Peelالى أ أن الصراع الشائك قائم بين العرب واليهود على فلسطين يتم حله من خلال تقسيم البلاد. وفيما بعد وفي أزمنة قريبة,باتت نماذج هذا التقسيم واضحة أكثر,إذ استمر عامل الديمغرافية وكذلك العدالة بالرغم من سعي إسرائىل الى بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة,يقضي ويفرض تعيين الحدود القائمة بين الدولتين اعتباراً من خطوط ما قبل عام 1967الى جانب بعض التعديلات الثانوية,كتلك التعديلات التي اقترحها الرئيس بيل كلينتون عام .2000 ومن خلال فشل الرئيس كلينتون في التوصل الى تسوية للصراع خلال المفاوضات تلك تجلت بوضوح مشقة تمرير اتفاق بين الطرفين ويقضي الحل الذي طرحه كلينتون على إسرائيل اخلاء وتفكيك جزء كبير من مستوطناتها في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك تقاسم السيادة على مدينة القدس بينما كان على الفلسطينيين من جانبهم القبول بعدم عودة معظم اللاجئين الى وطنهم والى منازلهم التي احتلها الإسرائىليون من ستين عاماً داخل أراضي عام 1948 بل يقيمون داخل الدولة الفلسطينية الجديدة التي ستقام فوق أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ولم يتم التوصل الى تفاهم. ولكن أن نطالب بالمزيد من التنازلات فذلك معناه تحول الصعب الى مستحيل,ولغاية الآن ما زال الطلب أكثر من العرض. وحيث إن إسرائىل تنازلت عن حلمها التاريخي بانشاء (إسرائيل الكبرى) الحلم المنتعش بنشوة انتصار عام ,1967فإن وهم التزام الفلسطينيين الصمت على احتلال أراضيهم بدده اندلاع الانتفاضتين,وتساقط صواريخ المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائىلية. وإن كانت الحكومة الإسرائىلية الحالية تؤكد موافقتها على حل قائم على أساس انشاء دولتين جنباً الى جنب فإنها تتسم بالعجز والضعف وعدم امتلاك الشجاعة الكافية لدفع الثمن المستوجب على الإسرائيليين. |
|