|
|
ثقافة
حيث من المنتظر أن تشكل هاتان الشهادتان اختصاصاً جديداً يرفد الاختصاصات الحاسوبية الموجودة حالياً في سورية,بمزيد من الآفاق ذات البعد في هذا المجال. حول مجمل هذه النقاط, وأخرى سواها, التقت (الثورة) د. عماد خير بك المشرف العام على الجامعة الافتراضية في الحديث التالي: * ما الفرق بين إجازة علوم تكنولوجيا المعلومات,وإجازة هندسة النظم المعلوماتية? ** تمهيداً ,أقول بأن علوم الكمبيوتر تشكل الجذر الأساس لتلك الاختصاصات المتعلقة بالمعلوماتية من هندسة معلوماتية ,وتكنولوجيا معلومات, ولكن ثمة اختلافات مهمة على الصعيدين المهني والدراسي. -مهنياً, يكون مجال عمل مهندس المعلوماتية,العمل في بنية التقنيات التحتية,وتوسيعها وتطوير البرمجيات الخاصة بها, انطلاقاً من نقطة الصفر. في حين يطلب من(تكنولوجي) المعلومات في مجال عمله, استثمار التقنيات التي يزوده بها مهندس المعلوماتية إضافة إلى ربط التقانات المتوفرة بعضها ببعض, وصولاً لإيجاد الحلول المناسبة والمفيدة للأمور التي تعترض العمل اليومي. * حبذا لو ضربت لنا مثالاً مبسطاً..?!! ** يمكن مثلاً أن يطلب إلى تكنولوجي المعلومات القيام بربط برنامج مراقبة دخول وخروج الموظفين في مؤسسة ما, والمعتمد على التعرف من خلال بصمات الأصابع, مع برنامج المحاسبة المالية, أو مع برنامج الرواتب, ومن الممكن جداً أن يكون ذات الشخص هو من صمم البرنامج فهو من صميم عمله, حتى نصل في النهاية إلى تحديد ساعات العمل الإضافي والحسومات المفروضة على الغياب لكل موظف. - في حين أن مهندس المعلومات, يكون المسؤول عن تطوير برنامج التعرف على البصمات نفسه. - أي عمل التكنولوجي يكون ربط البرامج وإدارة الشبكة المكونة لها, في حين أن المهندس يقوم بتصميم بنية هذه البرامج وآليتها. * ما مجالات عمل كل منها? ** يكون عادة عمل تكنولوجي المعلومات في قسم تكنولوجيا المعلومات وتصميمها وتطويرها في شركة أو مؤسسة ما,في حين أن مهندس المعلوماتية,يكون مجال عمله في الجهات المختصة بالبرمجيات وإدارتها. * هذا على المستوى المهني,فماذا عن المستوى الدراسي في الفارق بين الاختصاصين? ** يمكن على هذا المستوى أن نلاحظ تركيزاً أكبر على نواحي البرمجيات والتقانات الشبكية التطبيقية في تكنولوجيا المعلومات,إضافة إلى المواضيع التخصصية في المجال التطبيقي المطلوب. -فيمكن أن يكون التركيز دراسياً على تكنولوجيا المعلومات في مجالات الأعمال وتكنولوجيا المعلومات الصناعية في حين يتركز أكثر في الهندسة المعلوماتية,على إيجاد الخوارزميات وحساب تعقيدها وبرمجتها. -وباختصار ,وبلغة تخصصية بحتة,يستلزم مشروع تكنولوجيا المعلومات النموذجي ,تجميع وتوصيل مكونات متاحة, في بيئة برمجة عالية المستوى,وتوفير واجهة سهلة للمستخدم إلى الوظائف التي توفرها تلك المكونات,بينما يبني مهندس المعلومات برامج ضخمة ومتشعبة منذ الأساس, وباستخدام لفات برمجة تقليدية, مع التركير على البنية المثلى للبرنامج, وبنى المعطيات وتطوير الخوارزميات. وبشكل عام هذه هي الفوارق بين الاختصاصين. * لابد من هدف معين لكل اختصاص,وفائدة مفترضة منه,فما المنتظر من هذين الاختصاصين? ** إجازة تكنولوجيا المعلومات,تهدف إلى تأهيل حاملها للحصول على المعرفة المطلوبة,والخبرة التي تربط ما بين المعلوماتي والعلوم الإدارية,كمقوم أساسي للنجاح في مواجهة التحديات اليومية,في عالم الأعمال. -في حين أن إجازة هندسة النظم المعلوماتية,تهدف إلى التخصص المعلوماتي الاحترافي,من خلال بناء المعارف والمهارات على قاعدة صلبة من العلوم الرياضية والخوارزميات وغيرها من علوم يحتاجها مهندس البرمجيات وعالم الحواسيب. * تعاني الدراسات الجامعية التخصصية,من عدم التوافق بينها وبين سوق العمل الحالية, فهل يشذ هذان الاختصاصان عن ذلك? ** طبعاً يشذان عن ذلك,من حيث أن هاتين الشهادتين تشكلان مقاربتين ابتكاريتين للمعلوماتية بطريقة مختلفة عن مقاربة الشهادات التقليدية في هذا المجال, إذ تؤهلان حاملها للدخول مباشرة إلى سوق العمل التنافسي. -أضف إلى هذا وذاك ,أن الدراسة تتم من خلال الجامعة الافتراضية,ما يعني إمكانية الجمع بين الدراسة والعمل,وإلغاء الحاجة للسفر أو الانتقال,إضافة إلى إمكانية متابعة الدراسة في أي مكان وزمان. كذلك فإن التكامل بين الاختصاص وبيئة التدريب الحديثة والمنصة التكنولوجية ا لمستخدمة للتعلم الالكتروني من شأنه تعزيز التواصل والتفاعل ما بين الطلاب ومصادر المعرفة والخبرات. * سمعنا عن فرصة اتحتموها في الجامعة الافتراضية لطلاب المعاهد المتوسطة,بالالتحاق بجامعتكم,ماذا تخبرنا عن ذلك? ** لما كان التعليم مدى الحياة,أو وفقاً للمصطلح العالمي LIFE-LONG-LEARNING هو أحد المبادىء الأساسية التي قامت عليها الجامعة الافتراضية السورية,فقد وفرت الجامعة إمكانية متابعة الدراسة للحصول على الإجازة في تكنولوجيا المعلومات,لخريجي المعاهد المتوسط لهندسة الكمبيوتر,حيث يقبل خريجو هذه المعاهد في السنة الثالثة مباشرة,ويتابعون الدراسة بعد ذلك لعامين للحصول على الإجازة الجامعية في تكنولوجيا المعلومات. الأمر الذي من شأنه فتح الطرق أمام هؤلاء الطلاب للمضي في تحصيلهم العلمي,إضافة إلى إغناء تجربتهم بالعلوم الإدارية والمصرفية والمالية الحيوية بالنسبة للعمل في هذا العصر. وبشكل عام, فإن دراسة الواقع الإداري والمعلوماتية في سورية, تدل بوضوح على أهمية إعداد كوادر ملمة بالخبرات الضرورية في هذين المجالين, لمتابعة مسيرة التحديث والتطوير,فبعد إنتاج أعداد هائلة ,و مجالات متنوعة من برامج المحاسبة,كان لابد من تنفيذ أتمتة الأعمال في الشركات والمؤسسات,إضافة إلى الشق الأهم, وهو أتمتة الأعمال المصرفية,والتجارة الالكترونية,والتي باتت أمراً ملحاً ضرورياً وبعنى آخر: فتطوير الخبرات للكوادر العاملة من خلال هذه البرامج, لا يقل أهمية عن إعداد الخريجين الجدد المجهزين بالعلوم التطبيقية ,للإسهام في خطة المرحلة القادمة,بإغناء وتنمية الموارد البشرية في سورية. |
|
