تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استمرار توقف شركة الكبريت يكشف فشل التخطيط لإيجاد استثمارات بديلة..!!!

دمشق
اقتصاد
الأربعاء 28/9/2005م
عبد اللطيف يونس

لا تزال مشكلة توقف الشركة العامة للكبريت والخشب المضغوط بدمشق مستمرة منذ عدة سنوات, وذلك بالرغم من هدر عشرات الملايين من الليرات سنوياً كقيمة فوات إنتاج وخسارة قيمة الاستثمارات ,

التي تم ضخها فيها سابقاً دون جدوى اقتصادية بالإضافة إلى مصير عمالها المحفوف بالمخاطر خاصة مع صعوبة تأمين رواتبهم وحرمانهم من المزايا الأخرى, وخطورة ما يحصل بشركة الكبريت أن يمتد إلى شركات أخرى في ظل عجز وزارة الصناعة وهيئة تخطيط الدولة وحتى المنظرين في الاقتصاد وأصحاب التصريحات الوردية عن إيجاد استثمار بديل في هذه الشركة وجعل الحياة تدب في أوصالها.‏

رغم أن مشكلة الشركة بدأت قبل عدة سنوات ولم تحدث بيوم واحد فقد تراكمت مخازينها سواء من أقلام الرصاص والخشب المضغوط وتراجعت مبيعاتها ,الاستهلاكية وهي الموزع الرئيسي لمنتجات الشركة قالت بذلك الوقت إن تدني المواصفات الفنية للكبريت وأقلام الرصاص وكذلك عدم الاعتناء بالأمبلاج هو السبب الأساسي في إحجام المستهلكين عن شراء هاتين المادتين وبالتالي تراكم هذه ا لمواد في مستودعات الاستهلاكية.‏

الإدارات ا لمتعاقبة للشركة كانت ترمي بالمسؤولية على الإدارة التي سبقتها وتؤكد أنها ستعمل على تطوير الشركة لكن المفاجأة أن معظم المديرين,الذين تعاقبوا على إدارة الشركة قد تم تسليمهم مناصب أعلى في حين أن إنتاج الشركة كان يسوء عاماً بعد عام !!‏

ومن الحجج التي كان يقدمها أولئك المديريون أن عدم الإقبال على شراء منتجات الشركة كان بسبب المنافسة الشديدة من المنتجات الأخرى سواء التي تدخل تهريباً أو تنتج محلياً أو تستورد بشكل نظامي دون أن تكلف نفسها تلك الإدارات تطوير إنتاجها والاعتراف بتقصيرها واستمر هذا الوضع حتى توقفت الشركة عن الإنتاج وتراكمت مخازينها وبعد مرور عامين على التوقف تمكنت الشركة من تصريف مخازينها بشق النفس ولسنا ندري إذا تم ذلك بخسارة أم بسعر التكلفة لكن ما نعرفه أن الشركة لجأت إلى بيع عمالها كميات من الكبريت على أن يتم تسديد قيمتها على شكل أقساط ومن أساليب بيعها أيضاً أسلوب المقايضة وكذلك بيع ا لكبريت عبر سيارات الشركة.‏

المفارقة الغريبة أن الشركة طرحت مرتين للاستثمار لكن أحداً من المستثمرين لم يتقدم إلى استثمارها وهذا يدل على ا لوضع المتردي للشركة عبر تلك السنوات ,وهذا ما يجعلنا نتساءل أين كانت الجهات الوصائية عليها خلال تلك الفترة?!‏

وقد طرحت عدة مشاريع بديلة لإقامتها في الشركة كنشاط بديل عن نشاطها الحالي مثل إقامة مصنع للميكروباصات ومشروع لتصنيع الأغطية المعدنية لكن تلك المشاريع تبخرت بينما المشكلة تزداد تفاقماً.وهذا ما يجعلنا نتساءل أخيرً : هل عجزت وزارة الصناعة وهيئة تخطيط الدولة عن إيجاد حل لأصغر شركة في سورية خلال عدة سنوات?!!‏

وأين يقف المنظرون في الاقتصاد من إيجاد أفكار لإنقاذ هذه ا لشركة ?!! وكيف سيكون الوضع بالنسبة لشركات أخرى?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية