تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رفعوا عدد الأندية لينفعوا أم لينتفعوا?

رياضة
الأربعاء 28/9/2005م
غانم محمد

نقدنا غالبا ما يزعجهم, ومقارناتنا دائما تقلقهم, وليتهم يأخذون بالحّد الأدنى منها..

عندما طرح موضوع زيادة عدد فرق الدرجة الأولى بكرة القدم الى 16 فريقا قامت الدنيا ولم تقعد, واعتبر القسم الأكبر من جهابذة كرتنا إن هذه المسألة ليست في صالح الكرة السورية, وإن المستوى الفني لكرة القدم السورية لا يؤهلها لامتلاك دوري قوامه 16 فريقا سيلعبون 30 مرحلة في الدوري, بل ورأى بعضهم ضرورة تخفيض العدد من 14 كما هو الآن الى 12 ووصل الأمر ببعضهم الى القول: كثير على دورينا 8 فرق.‏‏

هي وجهات نظرنحترمها, كما نتمنى أن يحترم الغير وجهات نظرنا, لكن دعونا نشير وبسرعة الى المبررات التي ارتكز عليها طرح تخفيض عدد الفرق أو مجرد الابقاء على العدد الحالي ومقاطعة ذلك مع حالات مشابهة في السلة واليد والتي رفعوا عدد اندية الدرجة الأولى في كلتيهما مع أن البنية التحتية لهاتين اللعبتين أقل قوة ومتانة من كرة القدم.‏‏

المستوى الفني‏‏

صحيح أننا لم نصل بعد إلى مستوى الدوري الكروي في اسبانيا أو المانيا أو ايطاليا, لكن الصحيح أيضا أن عدد الفرق لا يشكل (بيضة القبان) في مسألة ارتفاع أو هبوط المستوى الفني للفرق, ومع هذا سلمنا بوجهة نظر اتحاد كرة القدم في هذا الشأن, وأهل مكة ادرى بشعابها, وبقي عدد فرق الدرجة الأولى 14 فريقا من محافظات: دمشق 3- حمص 1- حماة 2- حلب 2- اللاذقية 4- دير الزور 1- الحسكة ..1 أي أن الدرجة الأولى بكرة القدم تركزت في 7 محافظات من اصل 14 وهي مرشحة لأن تنحصر في 5 محافظات بالموسم القادم!.‏‏

لا أقول بوجوب وجود فريق من كل محافظة بالدرجة الأولى, وفي النهاية تحكم هذه المسألة معايير فنية ومنافسات.. الخ, لكن غياب الاضواء الكروية عن بقية المحافظات يؤثر أيضا وبشكل سلبي على مستوى اللعبة بها, والهدف من الاشارة هو مقارنة مبررات رفض الاقتراح الكروي وقبول ذلك في لعبتي السلة واليد, فهل المستوى الفني للعبتين أفضل من القدم حتى رفعنا عدد الفرق في كل منها?.‏‏

الملاعب والصالات‏‏

قالوا أيضا: إن الملاعب لا تستوعب زيادة عدد فرق القدم على الرغم من وجود ملعبين على الأقل في كل محافظة, ويصل عدد هذه الملاعب الى 10 في بعض المحافظات, والقسم الأكبر من هذه الملاعب بمواصفات جيدة, وقسم آخر في طريقه للوضع بالخدمة, في حين أن عدد الصالات أقل بكثير وهي مخصصة لأكثر من لعبة (السلة- اليد- الطائرة- الريشة- الألعاب الفردية.. الخ) فكيف ستستوعب الصالات كل هذا النشاط ويبدو الأمر مستحيلا في كرة القدم?.‏‏

حجم المنافسات‏‏

في الوقت الذي تقتصر فيه كرة القدم على فئات الذكور فإن السلة واليد لديها فئات الإناث إضافة للذكور, وهذا يعني أن عدد المباريات في السلة واليد مضاعف وهذه مسألة أخرى تزيد من حدة التنافض في اتخاذ القرار.‏‏

الجماهيرية‏‏

وإن كان الهدف من المنافسات الرياضية هو جذب اكبر عدد من الجمهور لمتابعته وما يعنيه ذلك من مكاسب فنية ومادية فإن لا مجال للمقارنة بين القدم وأي لعبة أخرى, وهذا المعيار يجب أن يؤخذ بالحسبان عند المقارنة.‏‏

والخلاصة:‏‏

إما أن التناقض والتباعد هو أهم ما يميز من يعمل في رياضتنا, وهذا الأمر ليس في صالح رياضتنا على الاطلاق, وإما ان المنفعة الشخصية لأعضاء الاتحادات هي من يتحكم بالقرار الرياضي, ونضطر لفهم قرار زيادة عدد اندية الدرجة الأولى بكرتي السلة واليد على النحو الآتي: زيادة عدد الفرق يعني زيادة عدد المباريات, وهذا بدوره يعني زيادة عدد المرات التي يكلف بها اعضاء الاتحادات كمراقبين, وبالتالي زيادة (الدخل) لأعضاء الاتحاد?!.‏‏

لو أن هناك قناعة رسمية بالفائدة الفنية لزيادة عدد مباريات أي لعبة لشملت هذه القناعة كل الألعاب, ولو أن هذه الزيادة مرتبطة بالبنية التحتية لأي لعبة فكرة القدم في المقدمة, لكن يبدو أن حسابات الاتحادات غير حساباتنا.‏‏

GHANEM 68 @ SCS-NET.ORG‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية