تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسائل ترامب لأردوغان للتمويه على صفقتهما القذرة.. رهانـــــات واشـــــنطن الخاســـــرة تدفــــع بشـــــركاء إرهابهــــا للســـــقوط تباعـــاً

الثورة - رصد وتحليل
عربي دولي
الجمعة18-10-2019
في كل ما جرى ويجري بالمنطقة من حروب مفتعلة وتخريب وتدمير متعمّد للبنى التحتية واستهداف أسس حياة دول المنطقة الرافضة للسطوة الأميركية والاستحواذ

الاستعماري وخاصة ما جرى ويجري من سنوات ثماني على الدولة السورية من عدوان إرهابي ممنهج من أعدائها نجد أن لأميركا الدور الرئيس في كل الفوضى الإرهابية الحاصلة وتبعاتها وتداعياتها، فتحت مزاعم محاربة «داعش» الإرهابي وهي تبني جسور العبور للإرهاب، وتمدّهم وتدعمهم بشكل مباشر وغير مباشر لضرب الآمنين في محاولة يائسة للنيل من ثبات الدولة السورية وصمود السوريين وتمسّكهم بوحدة أراضيهم وبحقوقهم المشروعة بدحر الغزاة والمعتدين وأدواتهم الإرهابية، وحتى بعد أن أمرت واشنطن بانسحاب قواتها المحتلة من بعض المناطق والقواعد العسكرية التي كانت تستخدمها لمؤازرة أدواتها الإرهابية على إثر إدراكها فشل مشاريعها الاستعمارية التي لهثت لتحقيقها في سورية وخاصة في الجزيرة السورية نجد بأنها هي من أعطى الضوء الأخضر للانتهازي أردوغان لتنفيذ عدوانه الوحشي على الأراضي السورية تحت مزاعم حماية أمن تركي مزعوم.‏

دونالد ترامب بحرصه المزيّف على الشرق الأوسط وتلاعبه المعتاد يتنطّح بين الحين والآخر للتسويق لهذه الأكاذيب ولا سيما ضد أعمال العدوان التركي على سورية وقد زعم في هذا الإطار فرض عقوبات اقتصادية على تركيا.‏

وكان البيت الأبيض قد نشر أيضاً رسالة ادّعى ترامب أنه قد أرسلها لأردوغان، في التاسع من تشرين الأول الحالي، وسط محاولات الرئيس الأميركي لاحتواء الخسائر السياسية التي تسبّب فيها قراره بسحب القوات الأميركية من شمال سورية، وذلك بحسب وكالة «رويترز».‏

وعلى خلفية زيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ووزير خارجيته مايك بومبيو إلى أنقرة كان ترامب قد هدد أردوغان بفرض عقوبات مدمّرة على تركيا إذا لم ينجح اللقاء المرتقب بينه وبين بنس، بحسب مزاعمه المتجددة.‏

التعاطي مع المشهد السوري وفق هذا المسار يرفع منسوب التلاعب الأميركي إلى أعلى الدرجات الذي نظّم من خلاله سلسلة مساومات تعيد إليه المنفعة، وبحسب كل المحللين والمتابعين فالقرار الأميركي الأخير بسحب قوات الاحتلال الأميركية من الشمال السوري، على عكس جميع ترهاته التي يصرّح بها فهو مهّد الطريق أمام عدوان تركيا على الأراضي السورية وعلى حلفاء واشنطن في تلك المنطقة.‏

فشل المشروع الأميركي لم يتوقف عند حدّ الأزمات الخارجية التي عصفت بواشنطن بل عكستها إلى الداخل الأميركي حيث طفت على السطح خلافات حادة داخل أروقة أصحاب القرار في الداخل الأميركي بعد سلسة مشاحنات ومشاجرات فضحت ذلك، ولا سيما أن جميع تلك المعطيات والتصرفات حشرت ترامب في الزاوية بمواجهة خصومه وحلفائه الداخليين على السواء.‏

في إطار ذلك انفجر الرئيس الأميركي، أمس الأول غضباً في وجه نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، ووجّه لها إهانات بالغة.‏

وقالت بيلوسي في تصريحات إن الرئيس الأميركي، انفجر غضباً، خلال اجتماع مصغّر، بشأن سورية، موضحة أن الاجتماع جرى تقليصه وتقليل مدته، بعد تصويت مجلس النواب على قرار يندد بسحب القوات الأميركية المحتلة، مضيفة «لقد تأثر ترامب بصورة كبيرة بهذا القرار».‏

وقالت بيلوسي إن ترامب بدا مهزوزاً للغاية بعد التصويت الساحق من الحزبين في مجلس النواب في وقت سابق لإدانة قراره سحب الجنود الأميركيين من سورية، مضيفة ما شهدناه من جانب ترامب كان حالة انهيار.‏

وبحسب محللين هذا السجال الحاد هو أحدث إشارة على التدهور الكبير في العلاقة بين ترامب وبيلوسي منذ أن بدأت الأخيرة تحقيقاً الشهر الماضي بهدف عزله.‏

وفي آخر تطورات العدوان العسكري التركي على الأراضي السورية طوقت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي وشنّت عدواناً مكثّفاً على أحيائها بسلاحي الطيران والمدفعية.‏

كما قامت قوات العدوان التركي باستهداف قرى عالية والسوسة والحويش والأسدية بريف رأس العين،بقصف مكثف بالطيران والمدفعية.‏

أما سورية فقد فضحت مجدداً أهداف ذلك العدوان على الرغم من كل المزاعم التركية والتباكي الكاذب، حيث أكدت دمشق أن العدوان التركي على الأراضي السورية وليد الأطماع التوسعية والأوهام البائدة لنظام أردوغان ويفقده موقع الضامن في إطار آستنة.‏

أما موسكو فقد أكدت في رسائل موجهة اإلى مسامع أردوغان قبيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأمن والاستقرار المستدامين في سورية لا يمكن تحقيقهما إلا على أساس فرض سيادتها على كامل أراضيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية