|
دمشق
وعرض الرئيس الأسد خلال اللقاء مجريات الاحداث في سورية والبرامج الزمنية للاصلاحات الجارية بعد اقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الارهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل اطراف خارجية. وشكر الرئيس الأسد باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الامن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الاملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس والتي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الاصلاحات في البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجي مؤكدا تصميم سورية على انجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين. وقال الرئيس الأسد ان سورية رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للازمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي اقرت في الثاني من شهر تشرين الثاني للعام الماضي وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الاطراف العربية لعمل البعثة مجددا استعداد سورية للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار في سورية. من جهته اعتبر الوزير لافروف ان موقف روسيا في مجلس الامن من القضية السورية نابع من تقييمها الواقعي والمتوازن للاحداث التي تشهدها سورية واحترامها للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها ومن قناعتها بان التدخل الخارجي والتحريض بدلا من تشجيع الحوار الداخلي سيؤدي إلى المزيد من العنف وسفك الدماء. وجدد وزير الخارجية الروسي حرص بلاده على استقرار سورية واستقلالية قرارها ودعمها لمصالح الشعب السوري وللاصلاحات الديمقراطية الجارية في سورية وعبر عن امل روسيا في الاسراع بتنفيذ هذه الاصلاحات ومشاركة جميع السوريين بحوار وطني يحفظ سيادة بلدهم وامنه واستقراره. حضر اللقاء فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية. ويتألف الوفد المرافق لوزير الخارجية الروسي من ميخائيل فرادكوف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية لروسيا وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية وفلاديمير زيماكوف نائب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي وسيرغي فيرشينين مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية وعظمة الله كولمحمدوف سفير روسيا في دمشق. وفي تصريح صحفي عقب مباحثاته مع الرئيس الأسد قال لافروف اجريت مقابلة مهمة جدا مع قيادة الجمهورية العربية السورية وقبل كل شيء مع الرئيس الأسد والشرع والمعلم واكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الازمة السورية في اقرب وقت ممكن على اساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2/11/2011. واضاف لافروف في تصريح للصحفيين عقب لقائه مع الرئيس الأسد ظهر أمس ان الرئيس الأسد اكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره ولهذا الغرض تؤكد سورية اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من اي خروقات او انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره. وقال وزير الخارجية الروسي اؤكد ما قلته امس في المكالمة الهاتفية مع امين عام الجامعة العربية نبيل العربي ان روسيا تعتقد انه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها ما يشكل عاملا جديا مهما. على البعثة مراقبة المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره واضاف لافروف يجب ان تراقب المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من اي طرف كان مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية. وقال لافروف ان الرئيس الأسد اكد ان اللجنة التي كانت قد شكلت لاجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لاجراء هذا الحوار ولا بد ان تتم مساعدتها من قبل من يستطيع ان يساعد بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون الحوار حتى الان ان ينضموا إلى الحوار. وقال وزير الخارجية الروسي ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الرئيس الأسد حول ضرورة تسريع الاصلاحات السياسية في سورية التي نضجت منذ زمن ودعونا في هذا الاطار إلى اجراء اصلاح دستوري في اسرع وقت ممكن وقد اكد الرئيس الأسد لنا انه في اسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة باعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لاجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الاهمية القصوى وفيما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الاحزاب التي شكلت بموجب قانون الاحزاب الجديد وستجري هذه الانتخابات على اساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت اي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث. واكد لافروف ان نتائج هذه الزيارة التي قمنا بها تنفيذا لتكليف من قبل الرئيس ميدفيديف كانت مهمة جدا واتت في وقتها ولدينا كل الاسس التي تجعلنا نعتقد ان الاشارة التي اتينا بها حول ضرورة المضي قدما وفق كل الاتجاهات قد استوعبت. وقال وزير الخارجية الروسي نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى ايجاد حل وتسوية للازمة السورية وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سورية وفي جامعة الدول العربية وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب او لاخر لا توافق حتى الان على المشاركة في الحوار الوطني العام ونعتقد انه من الضروري ان تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير اكثر عليها. وختم لافروف تصريحه بالقول ننطلق من اهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين ونعتقد كذلك ان المنطقة تحتاج إلى السلام وسورية تحتاج إلى السلام وكل القوى الخارجية لابد ان تساعد على الحوار الوطني والوصول على اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية. |
|