|
معاً على الطريق باتجاه الخروج، الانسحاب، الانكفاء، فليكن اسمها ما كان، لتَبقى هزيمة، أو لتحفر في العمق معاني الهزيمة ودلالاتها. من دون تَجميل، إنّ تطورات الميدان المُتوازية مع التطورات السياسية، بمُؤشراتها لا مُسمّى لها إلا ما يَلتقي مع ما كانت سورية أكدته مراراً وتكراراً منذ البداية، وما يَتطابق مع ما كان ردده حُلفاء سورية بلا حَرج، بل باندفاع المُؤيد الواثق من النهايات التي لا بُدّ أن تُترجم انتصار الحق على الباطل. كتلة واحدة أو أجزاء مُنفصلة، مهما كان شكل منظومة العدوان وهي تَنكفئ وتَنشغل بلملمة أشلائها وحَزم حقائب الرحيل المَملوءة بالخيبات، فإنها - كتلة واحدة، وأجزاء مُنفصلة - هي التي اختارت، وبالتالي عليها أن تتحمل التبعات والتداعيات، وأن تَعترف للآخر، قبل أن تَعترف داخلياً بمَحدودية قُدراتها، وبالفشل والإخفاق. ما الذي جَعلها كمنظومة تَضم أكثر من مئة كيان سياسي بينها كل الغرب الاستعماري، الشمال والجنوب، الدول العظمى، الكيان الصهيوني وكيانات العُهر الوهابي بالخليج، التنظيم الأخواني مُمثلاً بالكيان السلجوقي ومَحمية قطر .. ما الذي جعلها كمنظومة تصل إلى ما وصلت إليه من الوقوف أمام حَتمية الاختيار بين التفكيك والتفكك أو تَجرع الهزيمة المُكتملة؟ قوّة سورية، صلابتها، حقها وثَباتها، الجوهرُ في الأسباب والعوامل، يُضاف لها على نحو مُؤكد مَوقف الأصدقاء والحلفاء الداعم، وصولاً إلى قُدسية امتزاج الدم تصدياً، دفاعاً وشَراكة بالعمل المُقدس، هذا ما لا يُشكك به إلا جاهل بقراءة خرائط السياسة والأرض، فضلاً عن التاريخ، ولكن هل هناك عوامل أخرى كان لها إسهاماتها؟ نعم، هناك البلطجة، مُمارستها ونَهجها المُعتمد لدى الطرف الآخر - المنظومة إياها بالقيادة الصهيوأميركية - يُضاف إليها الغرور والغطرسة وقذارة الأدوات المُستخدمة، هو ما لعب دوراً فاضحاً كاشفاً، وهو ما أسهم بإنتاج حتمية مُواجهة الخيارات المُغلقة على تَفكك تحالف العدوان، وعلى تَفكيك أجنداته. الثقة بين مُكونات تحالف العدوان باتت في وضع لا ينفع معها الاشتغال على الترميم، فالتفكّك حالة يُعانيها التحالف، وتَنهار معها المنظومة. أجنداتُ التقسيم، سيناريوهات الانفصال والفَدرلة، تَفككت أم ما حالها؟ وأين هي اليوم بالمُقارنة مع بدايات الحرب والعدوان؟ ما يُلخص الإجابات الصحيحة عن عشرات الأسئلة المَطروحة، ويَختزلها، ربما تُقدمه النظرة المُتمعنة بحال اللص أردوغان التائه بين واشنطن وموسكو، المُحاصر داخلياً، المَأزوم بمَقادير تُوازي أزمة شريكيه نتنياهو وترامب، وتُساوي أزمة دميم قطر وحَمديها، ولا تَقل عن أزمة ابن سلمانكو الشريك الآخر قبل تَحوله للخصومة كأحد ألد أعداء اليوم! انتظروا، فإنّ ما بعد التفكيك والتفكك آت، وهو أعظم، بل سنَجعله كذلك!. |
|