|
محليات ـ محافظات وتحت رعاية مديرية صحتها وبالتعاون مع المركز الوطني السوري لزراعة الأعضاء والكلية- استمراراً لبرنامج الأيام الكلوية ودعماً لبرنامج التطوير الطبي المستمر حيث التقى العديد من أصحاب الاختصاص والمهتمين من غالبية المحافظات السورية ليفتحوا الكثير من النقاشات والحوارات التي قدمت الكثير من الطروحات العلمية الطبية. أهمية التشخيص د.حسان سلوم/ دمشق/ طرح في المحاضرة الافتتاحية ( الأهمية الطبية والاجتماعية لتشخيص ومعالجة التهاب الكبب والكلية) حيث قدم فكرة موسعة عن أعمال الكلى ووظائفها ووظيفة الكبد وأهمية التشخيص ومعالجة التهاب الكلية الذي يصيب كل المراحل العمرية رغم كثرتها في سن الشباب , ولا تفرق بين عرق وآخر إلا أنها تحمل بعض الفروق بين المناطق الجغرافية والتي تنتمي إليها بكثرة التهابات الكبب الذي يؤدي إلى التهاب الكلى, غير أنها ترجح في بعض الحالات لإصابة الإناث وحالات أخرى للذكور، وتحتاج المعالجة للمدى الطويل فهي تستنزف الموارد الصحية ما يحتم المعالجة باكراً, لذلك ركز على ضرورة اعتماد البرنامج الوطني. وفي حديثه للثورة بين د.سلوم قائلاً: أن الفكرة الأساسية للبرنامج الوطني لأمراض الكلى كون علاج الكلية والكبب يعتمد أساساً على أدوية تصنف مثبطات مناعة وهي غالية الثمن بشكل كبير وتستعمل لمدة طويلة ما يزيد عن كلفة العلاج ولا يستطيع المواطن العادي أن ينفق من دخله للمعالجة بهذه الأدوية لذلك في النظام الصحي لدينا في سورية تتحمل الدولة أعباء العلاج عبر لجنة للموافقة للحصول على الدواء. وهذا يستنزف موارد مهمة من موارد الصحة لذلك وضع برنامج وطني مهم بهدف ترشيد الإنفاق على الحالات التي تستفيد فعلاً وخدمة لأكبر عدد ممكن من المرضى ضمن الموارد المتاحة، وهذا دور البرنامج الوطني لأن الدولة لا تزال تتحمل كلفة المعالجات بقطاعاتها المختلفة (الصحة، التعليم العالي، الخدمات الطبية العسكرية). وأضاف د.سلوم : هناك الكثير من مسببات التهاب الكبب والكلى منها بدئي مجهول السبب يصيب الكلية مباشرة وهناك إصابات كبية ثانوية ناتجة عن أمراض خارج الكلية أهمها أمراض النسيج الضام، السكري أو الأورام. استخدام الصادات الحيوية وأشارت محاضرة د. الهام حرفوش تحت عنوان (التناذرات الكبدية تعريف، تصنيف «أسباب» التظاهرات السريرية) إلى أهمية التوعية والتي تتحدد بتناول الأدوية حسب الإرشادات الطبية, وعدم الإكثار منها, فالإصابات بأمراض الكلى غالبيتها لاجدوى من تناول الصادات الحيوية إلا إذا كان هناك إنتان بالبكتريا, والانتانات حاملة نتيجة فيروسية لاتستجيب للصادات الحيوية, وإعطاؤها بشكل غير مدروس يمكن أن يؤدي إلى ظهور سلالات جرثومية مقاومة لطيف واسع من الصادات الحيوية مما يطرح مشكلة التخلص من هذه العوامل الممرضة. بالمقابل الاستخدام المرّشد المدروس واستخدام الصادات الحيوية لمدة كافية يحددها الطبيب للتخلص من العامل الممرض الجرثومي هام جداً وعدم إيقاف المعالجة لمجرد تحسن الأعراض, لأن العامل الممرض قد يكون ما زال موجوداً في الجسم ويؤدي إيقاف العلاج المبكر من دون استشارة الطبيب إلى عودة نشاط هذا الجرثوم وربما لاكتسابه مقاومة للصادات الحيوية ما يؤدي إلى زيادة تركيز مكونات في الدم ما قد يتسبب في توضعها بالكلية وإحداث أذية كلوية. ووجهت د. حرفوش رسالتها إلى الطبيب الممارس « الأطفال» البدء بالتحاليل البسيطة غير المكلفة والتي تفيد بمعلومات هامة مثل فحص البول والراسب والذي يكشف عن وجود بيلة بروتينية تكون مؤشراً لمرض كلوي قيد التطور.. حيث يمكن أن تكون المعالجة في المرحلة المبكرة عاملاً في إيقاف تطوره إلى مراحل غير عكوسة لا شفاء منها أو قد تبطئ من سير هذا المرض نحو القصور الكلوي. خزعة وتشخيص وفتحت د. لينة الأسعد/ دمشق الباب واسعاً ضمن محاضرتها على (معايير تشخيص الأمراض الكبية.. مخبرياً- تشريحياً) وأوضحت أن التشخيص يأتي عن طريق تثبيت الخزعة ونقلها بشكل فوري إلى المخبر ليجرى لها فحص مناعي بالإضافة إلى فحص مجهري مع تلوينات خاصة.. فخزعة الكلية تختلف بمقارنتها عن بقية الخزعات فهي تحتاج إلى ما يسمى «ومضات مناعي» وهي تقنية حديثة في تشخيص أمراض الكلية ويلزمه تدريباً للطبيب والفني الذي يتعامل مع الخزعة. وتأتي أهمية هذه الخزعة من كونها مصدراً تشخيصاً دقيقاً حيث تعتبر الطريق الأمثل لتشخيص أمراض الكلى، وتحديد الإنذار, وأحياناً من المعلومات المأخوذة منها يمكن أن تحدد طرق المعالجة وفي أحيان كثيرة التأثيرات الجانبية للدواء. الأقل تشخيصاً بدورها اعتمدت د. منى الراهب منسقة الندوة في محاضرتها «أسس المعالجة.. وهل الوقاية ممكنة»؟, مبينة التشخيص الأولي والعلاج المبكر الأهم في الأمراض الكلوية لأن الأمراض الكبية هي مشكلة صحية كبيرة وعامة، وتشكل سبباً للمرض والوفيات في كل العالم وتعتبر سبباً شائعاً للأمراض الكلوية المزمنة ((CKD فأكثر من 16%منها تنتهي بالقصور الكلوي المزمن خلال 10-25 سنة، وهذا الأخير نتيجة لعديد من الأمراض التي تندرج تحت عنوان اعتلال الكبب الكلوية ولأسبابها المختلفة خاصة بتواجد عوامل تسيء للإنذار في هذه الأمراض (الجنس المذكر– العمر فوق 50 سنة، وتواجد ارتفاع الضغط، والقصور الكلوي منذ بدء التشخيص، وتواجد تليف في الأنابيب والخلال يتظاهر بالخزعة منذ البدء وتواجد البيلة البروتينية الغزيرة أيضاً منذ البدء), والأسوأ من ذلك أنها من آقل الأمراض تشخيصاً في الوقت المناسب رغم سهولة الكشف, فثلاثة فحوص بسيطة قد تجعلنا نمسك طرف الخيط الضغط الشرياني– البومين البول– كرياتين المصل GFR وهو خير مقياس لوظيفة الكلية و(تواجد بيلة بروتينية مستمرة هو خير دليل على تواجد مرض كلوي مزمن), CKDمتزايدة الحدوث وبالتالي ارتفاع عدد المرشحين للتنقية الدموية وللمبرمجين على لائحة الانتظار لزرع الكلية. كما أنها واسعة الانتشار ومكلفة العلاج، وخارج هذا الموضوع فإن القصور الكلوي المزمن يشكل مشكلة كبيرة في النظام الصحي العالمي فالتنقية الدموية تكلف 5%من الميزانية المخصصة للعلاج سنوياً (إحصائية كندية ) وتأتي خطورة القصور الكلوي النهائي المحدث بالآفات الكبية إصابة الفئة العمرية المنتجة بنسبة 2/5 من الحالات ما يسبب الدمار الاقتصادي والاجتماعي لدى المريض وعائلته.. وكثير من هذه الأمراض تشخيصها وعلاجها المبكر يحسن الوظيفة الكلوية المتأذية.. كما أن ضبط كثير من أسباب هذه الأمراض ومن تظاهراتها قد يكون كاف للحفاظ على وظيفة كلوية سوية. سجل وطني رئيس الرابطة السورية لأطباء الكلية د. أحمد عجة نوه إلى أهمية اللقاءات العلمية الطبية لتبادل الخبرات والتواصل اجتماعياً والتوعية لغير المختصين. وأضاف: هناك نقاط هامة ضمن سياق الموضوع الكامل والرسالة التي يراد إيصالها في هذه الندوة تتعلق بأمراض التهاب الكبب والكلية والتي نسبتها ليس كباقي الأمراض.. وأهمية الموضوع تتأتى من أنها أمراض مزمنة قد تؤدي لمراحل متقدمة تتطلب تدخل الكلية الصناعية أو زرع الكلى, وعادة هذه الأمراض مكلفة اقتصادياً إن كان للدولة بشكل عام أو للمريض وأهله بشكل خاص. متابعاً بالقول: سعيت ضمن المداخلة لتوضيح أهمية نشر التوعية إن كان على المستوى العام أو الخاص لخطورة هذه الأمراض وضرورة الانتباه للكشف المبكر لها عبر الفحوصات الروتينية خلال حياة كل شخص, حيث يجب اعتماد فحوصات قبل دخول المدرسة وخدمة العلم وما قبل الزواج لتكون فحوصات فعلية وليست صورية لنتمكن من الكشف المبكر عن هذه الأمراض. ودعاعجة وزارة الصحة إلى الاهتمام بالإحصاءات اللازمة حول نسبة الإصابات بالمرض لوضع خطة مناسبة للكشف والوقاية والعلاج, فمثلاً لدينا 5000 مريض يخضعون لجلسات التنقية الدموية- الكلية الصناعية تكلفتهم سنوياً قد تضاهي تكلفة متابعة 5ملايين مريض بارتفاع ضغط الدم الشرياني في سورية, لذلك يفترض أن يكون هناك مركز(سجل وطني) يتبع لوزارة الصحة من حيث مسؤوليتها السياسية الصحية في سورية مهمته حصر أعداد المرضى, ونسبة حدوث الأمراض الكلوية بالمجتمع، والتكلفة المتوقعة للكشف والوقاية والعلاج لهؤلاء بغية وضع خطة وطنية مسبقة , وشجع على استمرارية مثل هذه الندوات لتوعية الكوادر الطبية والعاملين في مجال الصحة العامة للمساهمة بمثل هذا المشروع إن كان مستوصفات أو الصحة المدرسية وغيرها. الأدوية وتسجيلها خلال الجلسة المسائية تناولت الطاولة المستديرة ( الخيارات الدوائية والإقلال من العلاج ودور الأدوية وأسس تسجيل الدواء في وزارة الصحة) بحضور رئيسة مكتب الدواء في وزارة الصحة وبمشاركة عدد من أطباء الكلى من غالبية المحافظات السورية التابعين لوزارات (الصحة، الدفاع، التعليم العالي) وخلصت إلى أربعة بنود أساسية هي: الدعم ورفع المستوى العلمي للمعامل الوطنية لتنتج أدوية موثقة علمياً لتحل محل الأدوية المستوردة في حال لم تتمكن الوزارة من استيرادها بسبب الحصار الاقتصادي. والبند الثاني تشكيل لجان علمية في المحافظات وتدريبها وإعطائها الأسس الصحيحة لها لتعرف كيف يتم تقييم الدواء سواء أكان مستورداً أم وطنياً لتشارك في التقييم مع المركز المختص في وزارة الصحة. بينما البند الثالث فحدد لوضع مرشد علاجي موثق ومعتمد في رابطة أطباء الكلية السوريين يفيد بإيجاد خطة موحدة لتقييم الأدوية واستخدامها من دون هدر أو حدوث تنافس غير صحيح, إضافة إلى البند الرابع وتضمن الإسراع بفتح مركز في صحة اللاذقية ودعمه لتسهيل متابعة وإعطاء المرضى الزارعين للكلية الدواء الخاص بهم المتواجدين في الساحل السوري كافة لإعفائهم من مشقة السفر إلى دمشق بعد زرع الكلية. تجدر الإشارة إلى أن الندوة افتتحت بحضور السيد أمين فرع حزب البعث والسيد محافظ اللاذقية. |
|