تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المستثمرون والصناعيون يطالبون بتحسين بناها التحتية.. .. وخطــــر تلـــــوث البيئـــة والميـــــــاه يثيــــر القــــلــق والتســـــــــاؤل..14 منطقــــة صنــــاعية في ريف دمشـــق ..ودراسـة لإحـــداث أخـــرى في دير عطية

ملف المدن الصناعية
الخميس24-10-2019
متابعة هزاع عساف

تشكل المدن والمناطق الصناعية بمجاميعها من صناعيين وحرفيين العصب الرئيس للمدن الكبرى ومقياسا لتطورها وبالتالي تعتبر أحد عوامل نهوض تلك المدن نتيجة إعداد الصناع والحرفيين الجدد الذين يرفدون المنشآت التي تحتاج لخبراتهم كي تنهض وتتطور وبالتالي تعود وتنشط دورة الحياة الاقتصادية لتلك المدينة من جديد.

‏‏‏

هذا كله يقودنا إلى السعي الجاد من قبل الحكومة لتأهيل ما دمرته الحرب حيث أتت تلك الحرب على البنى التحتية ودمرت وخربت...الخ‏‏‏

من ضمن ما خربته الحرب البنى التحتية لمناطقنا الصناعية التي تحتاج اليوم من أجل النهوض بواقعها الخدمي إلى إعادة تأهيل وتمويل مما يشكل عامل تحفيز وتشجيع لدى الصناعيين والحرفيين بالعودة إلى مقاسمهم وعودة الحياة إليها مجدداً، وفي هذا الاطار كانت للمدن والمناطق الصناعية الاولوية في سلم اهتمام الدولة وتقديم جميع وسائل الدعم والرعاية لإعادة تأهيل البنى التحتية ومتابعة تنفيذ ماكانت تخطط له، واستكمال مشاريع بنائها على امتداد الجغرافيا الوطنية .‏‏‏

____________________________________________‏‏‏

ريف دمشق - لينا شلهوب:‏‏‏

  بين مدير المناطق الصناعية والحرفية في ريف دمشق المهندس أسعد خلوف أن الظروف القاسية التي ألقت بظلالها على واقع المناطق الصناعية، وما أفضت إليه من تراجع حجم الاستثمارات فيها، لم تمنع من إعادة شحن قواها ضمن إمكاناتها المتاحة، والتوجّه نحو أعمال صيانة وإصلاح ما تم تدميره وتخريبه، مؤكداً أن وزارة الإدارة المحلية والبيئة اتخذت مجموعة من الاجراءات بغية جذب وتشجيع المستثمرين، مع توفير متطلبات العمل.‏‏‏

  وأوضح أنه يوجد في المحافظة مناطق صناعية قائمة ومستثمرة عمرها عشرات السنين، ومن أهمها منطقة تل كردي، التي تتميز بمنشآت ومعامل كبيرة وضخمة على مستوى الشرق الأوسط، والتي كانت وما زالت تدعم الاقتصاد الوطني، ومنطقة فضلون الصناعية والحرفية وفيها معظم الصناعات، كذلك منطقة صحنايا وأشرفية صحنايا والتي تم تنظيمها مؤخراً، مضيفاً أنه يوجد ثلاث مناطق صناعية في الكسوة وهي قيد التنظيم وإصدار المخططات التنظيمية لها، وتتميز بمنشآت ضخمة، بالإضافة إلى منطقة صناعية في خيارة دنون والدير علي، وحالياً يتم تنظيمها وتوسيعها، ناهيك عن وجود مناطق صناعية وحرفية في السّليمة وتتخصص بأعمال مواد البناء (رخام- بلاط- حجر.. وجميع مواد البناء)، وهي تغذي دمشق وريفها والمحافظات المجاورة، كما يوجد منطقة حرفية في مدينة التل وتتخصص بحرف السيارت وكل ما يتعلق بصيانتها، كما يوجد فيها ورش لأعمال الخشب والألمنيوم والديكورات، وبعض الورشات الصغيرة للألبسة والتريكو، والمنطقة الصناعية في حوش بلاس وتختص بأعمال السيارات وقطع التبديل وتعتبر من أهم المناطق الحرفية لخدمة السيارات، كما يوجد بعض المناطق الصناعية والحرفية الأخرى قيد التجهيز والتخديم مثل (أوتايا- مديرة- العتيبة)، ومنطقة صناعية في (البويضة - السبينة)، وقارة، والمنطقة الصناعية والحرفية في جيرود.‏‏‏

    كذلك هناك دراسة توسعة المنطقة الصناعية في يبرود والنبك، وإحداث مدينة صناعية في دير عطية، وهي قيد الدراسة والتجهيز، والتي تم تدشينها ووضع حجر الأساس لها، مع وجود دراسة كاملة لإحداث منطقة صناعية وحرفية في بلدة منين، وتجهيز المنطقة الصناعية في جيرود بالبنية التحتية.‏‏‏

   وكشف خلوف عن أنه تم ترخيص عشرات المنشآت والمعامل الصناعية المتنوعة (صناعية وخدمية وزراعية وغيرها..)، والمحافظة حالياً تعمل على دراسة المخططات التنظيمية لبعض المناطق، وتوفير الاعتمادات اللازمة لتنفيذ مشاريع بنية تحتية للمناطق غير المخدّمة، وصيانة لبعض المناطق المنظّمة، كما تعمل بكل طاقاتها لتحسين الوضع الصناعي، وتوفير جميع الخدمات للصناعيين في سبيل دعم الاقتصاد الوطني، وللارتقاء بصناعاتنا إلى الأفضل، من خلال إصدار قرارات وتعاميم وإعفاءات، وتوفير القروض الصناعية بفائدة قليلة وطويلة الأجل، بالإضافة إلى التعاون الكبير المقدّم من غرفة الصناعة والتنسيق مع المحافظة لدعم وحل مشكلات الصناعيين في شتى المجالات.‏‏‏

  كذلك نوه بأنه يتمركز في محافظة ريف دمشق أكثر من 20 ألف معمل ومصنع ومنشأة لمختلف الصناعات، كما تضم أكثر من 14 منطقة صناعية، وعرج على أنه تم التوجيه إلى جميع الوحدات الإدارية بلحظ مناطق صناعية وحرفية ضمن حدودهم الإدارية مستقبلاً ليصار إلى دراستها وتنظيمها وتخديمها لوضعها في الاستثمار.‏‏‏

رئيس لجنة تل كردي أحمد ضياء بغدادي بين أن المنطقة الصناعية في تل كردي تعاني من عدم الاهتمام وحل مشاكل الصناعيين، و خاصة أن ما يقارب 50 معملا باشرت عملها، وهناك فرصة لانطلاق الإنتاج وبالتالي اللجوء إلى التصدير، لكن الأمر مرهون بإمكانية مساعدتهم بالعودة إلى منشآتهم مع تقديم المساعدات ولاسيما في موضوع القروض الميسرة التي تعد الهم الأساسي للصناعيين وخاصة أنه لا يمكن لأي صناعي البدء من دون رأسمال لإعادة الاستثمار من جديد.‏‏‏

واشار بأن المنطقة كانت تتبع لخمس بلديات، لذا وضع الخدمات سيىء، كما يتم تنفيذ إجراءات غير موضوعية من قبل البلدية، حيث قام المعنيون بهدم عدد من المنشآت بذريعة أنها مخالفة، متسائلا كيف لم تكن مخالفة قبل الحرب، علماً أنه تم هدم البعض منها وختم البعض اﻵخر بالشمع اﻷحمر رغم أن أصحابها أتموا دفع الرسوم المترتبة عليهم، مشيراً إلى أن هناك قرارات اتخدت في الحكومة لمصلحة الصناعيين ولا سيما ما يخص إعفاء الصناعيين من الرسوم الجمركية للآلات التي سرقت ودمرت، لكن هناك أمورا ﻻبد من تطبيقها لتفعيل عجلة الإنتاج، مؤكدا أن محافظة ريف دمشق كلفت رئيس الخدمات الفنية في المحافظة المهندس غسان الجاسم مع كادر من مهندسي المديرية متابعة واقع تل كردي بكل خدماته والبنى التحتية، كذلك لفت إلى ضرورة إعادة تعبيد الطرقات التي تعرضت للانكسارات والانهيارات خلال فترة اﻷحداث، والتي ستسهم بسهولة حركة الصناعيين وتصريف إنتاجهم.‏‏‏

بدوره أكد أحد الصناعيين أن هناك معاناة ناتجة عن انقطاعات في التيار الكهربائي ما يؤثر على آلية العمل والإنتاج، كذلك اﻷمر يحدث للمعامل المختصة بصنع البلاستيك، إذ إن انقطاع التيار الكهربائي أثناء العمل له تأثيرات سلبية على الإنتاج وعلى اﻵلات نفسها.‏‏‏

ولفت تامر العظمة عضو لجنة تل كردي وصاحب إحدى المنشآت إلى أن خدمات الهاتف والانترنت تشكو سوء التغطية، حيث تم وصل خطوط الهاتف بعد تأهيل المنطقة الصناعية بطريقة سيئة، إذ لم يتم تغيير الكبل إنما إعادة توصيل المهترىء، وهذا يؤثر على التواصل بين إدارة العمل والمصنع.‏‏‏

وركز عدد من الصناعيين على ضرورة تأهيل مراكز التحويل لجميع المصانع لبدء الإصلاح والعمل، مؤكدين أهمية إحداث مكتب خدمات ليلبي طلبات الصناعيين، إضافة إلى تمديد مياه الشرب، إذ كان هناك وعود منذ سنتين لوضع منهل للمياه وحتى اﻵن لم يفِ المعنيون بوعدهم، مع ضرورة إحداث خط صرف صحي وربطه بخط الصرف الصحي الرئيسي، وتأمين مصدر للمحروقات لتزويد المعامل بالمازوت والفيول.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية