|
معاً على الطريق إن لشهر شباط ميزات متعددة أبرزها عند الموظف أنه يقبض راتبه قبل يومين أو ثلاثة، وعند البدو والفلاحين (المستقرضات) يروي العامة أن آذار يقول لشباط شباط يابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني فتكون سبعة أيام تزمجر فيها الطبيعة تملأ القلوب بالذعر تتصارع فيها السحب ويتلألأ البرق يخطف الأبصار ويجلجل الرعد يهز النوافذ وتنهمر الأمطار غزيرة وتتدفق السيول جامحة جارفة، في البادية قد تلتهم المواشي، وتهد الخيم، وتشرد الناس، وفي الأرياف قد تخرب المزارع، وتقتلع الأشجار وبين القرى قد تنقطع الطرقات. وفي العام 1937 سميت في منطقة القلمون (الطوفة) الكبرى وفي العام 1969 اجتاحت السيول جيرود من غربها إلى شرقها هدمت البيوت الطينية وشقت فيها شارعاً عرضه أربعون متراً. إن أهم ميزة لشباط أنه موسم الزواج والتوالد عند القطط.. في القرى والأحياء الشعبية تشعر أنه شباط دون أن تنظر إلى التقويم عندما تبدأ بسماع وقع قوائم القطط على سطوح البيوت وفي ساحاتها يجري بعضها خلف بعض فلاتستطيع أن تميز أيهما التابع وأيهما المتبوع الأنثى أم الذكر ويحتد صراخها بعصبية وشراسة ولا تستطيع أن تعرف أهو متعة أم ألم. القطة حيوان أليف ينتمي إلى فصيلة السنوريات تم تدجينه منذ نحو 7000 عام، متوسط عمرها 12- 14 عاماً ومتوسط وزنها 4-7 كغ وهي متعددة الألوان مرهفة السمع حادة الإبصار وهناك فصائل كثيرة منها كالسيامي والفارسي والتركي والانكليزي ويعتقد أن أسلافها نشأت في جو صحراوي لأنها تميل إلى الحرارة والتعرض للشمس، وهي تربي في المنازل لأنها أليفة وتتمتع بمهارة كبيرة في صيد الفئران والحشرات والثعابين وافتراسها. إن أهم غريزة عند القطة هي غريزة الصيد فإذا ما أحست بفأر انقضت عليه كالسهم وغرست مخالبها فيه ووضعته بين أنيابها، وانسلت بسرعة الريح تختفي في زاوية لا يراها أحد لتقضمه بمزاجية وأمان، حتى إذا كنت تطعمها ومددت لها قطعة لحم كبيرة فإنها تخطفها خطفاً (بغريزتها) وتهرب لتأكلها في الخفاء. في حديث عن الرسول (ص) أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها، وكان الصحابي عبد الرحمن بن صخر الدوسي (ابو هريرة) وهو من أبرز رواة الحديث يصطحب قطة يطعمها ويسقيها ويعنى بها فكني بها واشتهر بهذا الاسم. ومن طرائف القطط أن رئيس وزراء بريطانيا الشهير ونستون تشرشل كان لا يأكل إلا إذا جلست القطة على مائدته، أما الشاعر الإيطالي بترارك فقد صنع تمثالاً لقطته لشدة ولعه بها. وبالمقابل كان ايزنهاور إذا رأى قطة أطلق الرصاص بجانبها، والشاعر الإنكليزي تشيلي كان لا ينام إلا إذا تأكد أنها ليست تحت السرير. أما الامبرطور نابليون بونابرت فقد سمعه حرسه الخاص يصرخ فدخلوا عليه وإذا بقطة دخلت غرفته فأمرهم أن يطلقوا عليها الرصاص. |
|