تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصدقاء لمن..؟!

نافذة على حدث
الثلاثاء 21-2-2012
عبد الحليم سعود

يتوجه بعد أيام قليلة بعض مستعربي عصر الردة والانحطاط العربي، ممن أوكلت إليهم مهمة تشويه فكرة العروبة والانقلاب عليها، برفقة بعض دول الاستعمار القديم والحديث إلى العاصمة التونسية لعقد مجلس تآمر جديد ضد سورية تحت عنوان «أصدقاء سورية»،

في سياق موجة جديدة من موجات التضليل الإعلامي الذي يشوه الحقائق ويقلب الوقائع، وفي إطار حملة من حملات الضغط السياسي الذي يستهدف مناعة سورية وطناً وشعباً، لعل وعسى يتمكن هؤلاء من عرقلة مسيرة الإصلاح التي تسلك طريقها بكل ثقة نحو بر الأمان.‏

فلو تمعنا في أسماء الدول التي ستتقاطر وفودها إلى تونس لوجدنا أن أغلبها تكن العداء لسورية منذ سنوات بعيدة، وقد سحبت معها دولاً أخرى مسلوبة السيادة والقرار، للقيام بدور ما في هذه الحملة المسعورة، ولعل أبسط سؤال يمكن أن يخطر على البال هو متى كانت الامبريالية الأميركية تحسب صديقة لسورية أو متى كانت دول الاستعمار القديم التي فتتت المنطقة وقسمتها إلى دول صغيرة ومشيخات وممالك متهالكة تكن وداً للمنطقة، وهي المسؤولة عن جميع المآسي التي لحقت بشعوبها وخاصة الشعب الفلسطيني لأكثر من مئة عام، وهي نفس الدول التي تقف إلى جانب عدو العرب «الكيان الصهيوني» وتمده بكافة أشكال الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي ليبقى حجر عثرة في طريق وحدة العرب وتقدمهم..؟!‏

ففي الذاكرة القريبة للسوريين حصار وعقوبات اقتصادية إجرامية فرضتها هذه الدول في ثمانينات القرن الماضي على سورية لم تسلم منها عائلة سورية واحدة، وهي التي فرضت مؤخرا عقوبات أحادية ظالمة تركت آثارا سلبية على الوضع الاقتصادي والمعيشي لجميع السوريين دون استثناء، فهل تنسجم معاقبة الشعب السوري مع ادعاء الصداقة له، أم أن القضية مجرد «عنزة ولو طارت»..؟!‏

كلنا يعلم أن بإمكان الولايات المتحدة المدعومة بمال نفطي خليجي أن تحشد عدداً كبيراً من الدول وأشباه الدول أمثال مكرونيزيا وجزر مارشال وجزر سليمان ..إلخ، كما تفعل عادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تمرير بعض القرارات التي تريدها أو عرقلة القرارات التي لا تصب في مصلحتها.‏

فلو كانت هذه الدول تكن الود والصداقة للشعب السوري لسارعت لمساعدته في تجاوز الأزمة الراهنة كما تفعل دول صديقة أخرى مثل الصين وروسيا وإيران..ولكن نواياها باتت مكشوفة، ودعمها للإرهاب والعنف والتخريب الذي تمارسه الجماعات المسلحة داخل سورية صار أمراً واقعا لا يحتاج إلى دليل، فالجميع بات يدرك أن حل الأزمة في سورية له طريق واحد هو الحوار، وكل مسعى أو جهد يبذل خارج هذا الإطار يعتبر ضرباً من ضروب التدخل الخارجي الذي يعمق الأزمة ولا يحلها.!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية