تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشروع الدسـتور.. فـي عيـونهم

الأخيــــــرة
الثلاثاء 21-2-2012
د. فؤاد طوبال : استجاب للكثير من التســـــاؤلات

أنا كمتابع لدي وجهة نظر ربما خاصة , الدستور الحالي عندما أقر , قيل إن سورية كانت تعيش فترة هدوء واستقرار كامل , حاليا الحاجة ملحة إلى تغييره بشكل جزئي وبرأيي لا داعي لإثارة كثير من البنود فيه , أنا مع إلغاء المادة 8 لأن السلطة المطلقة للحزب أدت إلى الفساد , وأنا كرجل علماني لست مع الفقرة التي تتحدث عن دين رئيس الجمهورية وأرى أن لكل مواطن سوري الحق بالطموح للرئاسة على أن تكون الكفاءة هي الأساس , توجد ظروف خاصة حكمت ونحن بكل الأحوال نجابه هذه الظروف وسنبقى كذلك لأن لها امتدادات أكثر ولا نستطيع التوقف عند طلبات هذه المؤامرة، لأننا كلما تنازلنا زادت كذلك , إذا أردنا أن تكون سورية دولة حضارية ممكن أن نتجاوز هذه الفقرة ولا يكون للدين ذكر بالدستور , يعني مع أن تكون سورية دولة إسلامية أو مع كتلة الدول الإسلامية إنما ممكن لأي مواطن الترشح لرئاسة الجمهورية ,الفكرة الأساسية أنني أخشى أن تؤدي هذه الفقرة إلى سلبية فئة كبيرة من المجتمع بالإعراض عن التصويت أو الاستفتاء السلبي لذلك أنا أقترح أن يكون الاستفتاء من جزأين: أحدهما على هذه الفقرة، والثاني على مفردات الدستور وربما وجهة النظر هذه خاصة لا أعرف .‏

أما بشكل عام فقد استجاب الدستور إلى الكثير من التساؤلات , مثلا كثير من الناس ذهبت أراضيهم سدى، وهم معترضون وثائرون والدستور الجديد أراحهم وهذا إيجابي بشكل عام , ولاحظنا من خلال اللقاءات المتلفزة مع المعارضة الوطنية أن هذا لقي استحسانا لديهم ومنهم قدري جميل , وبرأيي أن كل مواطن يجب أن يقدم تنازلا عن بند من البنود لأنه لا بد يمس شريحة أخرى، يعني هذا الدستور إيجابي ومن يرى فيه فقرة لا تعجبه يجب أن يغض النظر لمصلحة باقي الفقرات مثلا عندما يوافق أحدهم على نسبة 80% من الدستور معنى ذلك أنه يصوت بالموافقة لأنه بالطبع لن يتطابق 100% مع أفكار أي شخص , وكثيرة هي القناعات والأفكار المختلفة , إذاً يكفي أن يكون الرضا بنسبة 80% , ملخص الحديث ثلاث نقاط :‏

أولا : موضوع دين رئيس الجمهورية رغم أنه جاء بظروف معينة و يمكن استبداله , الدولة إسلامية بغض النظر أن يكون رئيس الدولة مسلماً أو لا , مثل لبنان كنموذج .‏

ثانيا : هو إيجابي جداً ويجب أن نصوت عليه بأغلبية الفقرات .‏

ثالثا : هو يرضي أطراف في المعارضة لذلك ضروري أن نعترف به، وخاصة أنه أعد بهدوء وشاركت به أطراف كثيرة منهم معارضة ومنهم موالاة .‏

التصويت ضرورة ومن يرى بعض الفقرات لا تناسبه فربما تناسب غيره لذلك يجب ألا يكون أنانياً ويعتمد التقييم من منظاره الشخصي لدستور موجه لشرائح المجتمع كافة, هذه الفكرة أؤكد عليها من أجل الميثاق الوطني ووصول سورية إلى بر الأمان .‏

***‏

د. عبد الناصر ونوس : نحتــاجه في هـذه المرحلة‏

أستطيع اختصار الموضوع أنه في الحقيقة المرحلة تحتاج لدستور كهذا , وأنا أعتبره عنواناً كبيراً وفيه تجاوب واضح وصريح من أناس حريصين لفتح باب واسع جدا للآخر للحوار والتفاهم , وأعتبره كدستور رقم واحد بالأهمية لأنه صورة ترسم لنا كل حياتنا ويهمنا من ناحية الثقافة والمبدعين مروراً بالتعليم المجاني الذي أكد عليه , رغم وجود أصوات كثيرة لتجاوز هذا الموضوع , فإيجابيته واضحة وديمقراطية حتى أثناء النقاش للوصول إلى مواضيعه , وهذه رسالة للجميع أن ما يحدث ليس له سقف للتغيير أو سقف للتفاهم كل شيء داخل البلد ممكن التحاور فيه والمناقشة حتى في لونه وحجمه , لكن بالمقابل أيضا أعطانا إشارة إلى أن أي شيء يأتي من خارج سورية لا يمكن النقاش فيه , وجود الدستور والرصد الكامل وتصويت 26 الشهر لأي مبدأ من مبادئ الإملاءات الخارجية هذا شيء اسمه عنوان لسورية , ففي داخلها رحيمة وفي الخارج لها موقف يخص الوطن والمواطنة , وألمّح على أن هناك عنواناً يحكى به الكثير , بدأت الأجندات تأتي من الخارج وترددها الببغائية في الداخل , المحب لا يمكن أن يرى عيوب المحبوب مقابل أنه لا يمكن أن يرى فيما يكره إلا ملامح النقص الموجودة فيه , نحن الشرقيون عاطفيون جدا, الشارع السوري يتسم بالمحبة والانفعالية والبساطة , يكره بصدق ويحب بصدق ويستقبل بصدق , صدق اللحظة لقناعات مسبقة لأننا تعودنا أن نأخذ كل شيء في حياتنا على أنه إرث , وقناعاتنا هي أيضا جزء من إرثنا , حالياً الكل يناقش من خلال قناعات مسبقة وموجودة حريص عليها , وهناك النسبة مئوية لمن يناقش برؤية قابلة للتبدل مع كل المستجدات التي تحدث , إذاً الذين يحملون رؤية في الشارع السوري هم قلائل, هنا يبدأ الموضوع كيف ينظر للدستور من خلال القناعات الموجودة , أنا لا أعتقد أن الموضوع ممكن إيجازه أو اختصاره لأن له امتدادات كثيرة، ممكن عند بعض الأشخاص تصل إلى 1200 عام للخلف , وممكن عند أشخاص آخرين أن تصل إلى 100 عام للأمام ينظروا له من خلال هذا المفهوم , هذا الكونتراست الموجود في شارعنا بين الذي يعيدنا إلى الخلف1200 عام ويناقشنا بالدستور وبين الجانب الآخر الذي يناقشنا فيه من خلال رؤيته التي تمتد إلى 100 عام للأمام , بكل الاحتمالات الجانب الثاني هو الأهم لأنه يناقش المستقبل , لذلك هنا أقف وأقول: الدستور يحمل مفاهيم إيجابية جداً , وفي وقتها الحالي تحمل رسائل إلى الشارع السوري , على سبيل المثال المادة الثامنة التي تقول حزب البعث هو الذي يقود الدولة والمجتمع وبالتالي كثير من البعثيين ليسوا مع إزالته ولكن المصلحة العامة ومصلحة الوطن هي فوق أي اعتبار , بالمقابل هناك أقليات مقيمة في سورية تتساءل عن سبب شرط الديانة الإسلامية للرئيس , إذاً تبقى وجهات النظر تأخذ يميناً ويساراً أثناء عبورها من مادة لأخرى , لكن المفهوم العام للدستور إيجابي برأي الأغلبية الكبيرة و ليس من المعقول أن يتناسب مع كل وجهات النظر والطموح, ولكن بالمطلق العام ولو بالهمس كل واحد منا يقول في سره هذه خطوة إيجابية جداً ونحن بحاجة لها الآن , وممكن البعض يقول تأخرت ولكن في الحقيقة لا لأن هذا الموضوع كبير جدا وربما سيأخذنا للأمام 40 أو 50 عاماً مثل الدساتير السابقة وهذا سيكون رقمه التاسع إن تم التصويت عليه , وما لفت نظري واستوقفني هو أنه لم يغفل المبدعين ووقف عندهم وورد فيه عبارة جميلة جداً في هذا الخصوص , هذا يؤكد وجود رؤية إنسانية ضمن سطور الدستور، مع ملاحظتي أن هناك مراعاة لوجهات نظر ولكن المرحلة تتطلبها وكما قلت المصلحة العامة فوق أي وجهات نظر .‏

التصويت لابد منه وواجب وطني، فكما يطالب أحدنا بحقوقه أيضا عليه واجبات , عدم التصويت لا أعتبره موقفاً سلبياً وحسب بل هو شيء من التخاذل تجاه الوطن، وخاصة في هذه المرحلة حتى لو قلت لا , إلا أنه لا بد من التصويت.‏

تماضر ابراهيم‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية