تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حماية الآثار

من البعيد
الثلاثاء 21-2-2012
  عبد اللطيف الصالح

   مايجري من تعديات وتجاوزات على عدد من المواقع الأثرية بدير الزور يعطي انطباعاً بأن الإهمال وغياب وسائل وعناصر الحماية أسباب كفيلة بانتشار هذه الظاهرة وتزايدها

والتي إن استمرت دون إيقافها من الممكن أن تشوه معالم هذه الأوابد إلى أن نخسرها كلياً وتصبح مجرد أطلال نتباكى عليها .‏

  الوقائع تشير إلى أن مخالفات البناء زحفت نحو حرم بعض المواقع الأثرية وتغلغلت داخل بعضها الآخر بشكل ملحوظ على مرأى مجالس الوحدات الإدارية التي تدير ظهرها وتغمض عينيها لما يجري ويحصل ، وأمام دائرة الآثار التي تقف عاجزة عن فعل شيء في ضوء ضعف إمكاناتها لعمليات الحراسة والحماية لمواقع أثرية مسجلة يزيد عددها عن 200 موقع توزع عليها 70 حارساً فقط .‏

   أمام هذا العجز راسلت دائرة الآثار الجهات المعنية وعلى رأسها المحافظة وخاطبتها بأكثر من كتاب للتدخل لإيقاف مسلسل التجاوزات وقمعها وإزالة مخالفات البناء المشيدة ضمن حرم الآثار إلا أنها لم تجد من يسعفها في الاستجابة لمطالبها وكأن بهذه المراسلات قد نامت بالإدراج أو تاهت عن مسارها لتبقى المشكلة في فضاء مجهول دون حلول .‏

  ان حماية آثارنا وأوابدنا التاريخية لا تقتصر على جهة دون الأخرى وان كانت هناك مسؤوليات ومهام كبيرة تقع على عاتقي وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار تتمثل في الاهتمام بالمواقع الأثرية وتأمين كل متطلبات الحماية لها لاسيما وأننا أمام مشكلة ليست بالسهلة وتتطلب تدخلاً عاجلاً على المستويين المحلي والمركزي لإزالة المخالفات والتعديات الحاصلة وإزاحتها عن المعالم الأثرية قبل أن تزداد هذه المعالم تشويهاً وتخريباً بفعل فاعل يقوم بذلك نهاراً جهاراً دون حسيب أو رقيب .‏

latif966@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية