|
سانا - الثورة وتحدث منسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقاش خلال الندوة عن مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي في ظل المحاولات المحمومة لتحييد العرب عن قضيتهم الرئيسية وهي القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني من خلال صراعات جانبية وخاصة فيما يجري اليوم من أحداث. واستعرض النقاش ما تقوم به اسرائيل من مجازر وانتهاكات وأعمال عدوانية واستيطانية وتهجير للفلسطينيين منذ عام 1948 مشيرا الى ان استخدام حق النقض الفيتو من قبل الولايات المتحدة ضد أي مشروع قرار لادانته اسرائيل ووقف جرائمها ادى الى ان تصبح رأس حربة للجرائم الدولية التي تمارس بحق امتنا العربية وفلسطين. وأشار الى ان اسرائيل وكجزء من استراتيجيتها العسكرية حاولت في عدوانها منذ 1948 و1956 و1967 تكريس قوة الردع الصهيونية واحتلال أراض جديدة وفرض شروطها السياسية في المنطقة لكن حرب تشرين التحريرية عام 1973 وظهور ظاهرة المقاومات الشعبية المنظمة قلب الاية وحطم أسطورة الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر واكد انه لو وجدت الارادة والاعداد الجيد فان النصر العسكري سيكون حليف العرب وسيتم تحرير الاراضي المحتلة. واوضح ان ذلك تجسد في انتصار المقاومة في عام 2000 الذي فرض الانسحاب الاسرائيلي دون شروط وهزيمة اسرائيل ومن خلفها القوى الداعمة لها في تحقيق اهدافها وفي عدوان تموز 2006 على لبنان وعدوانها على غزة التي اثبتت ان قوة الردع الصهيوني قد سقطت وان المقاومة قادرة على خلق توازنات في القدرات النارية ورسم استراتيجيات جديدة في صراعها وتحويل المعركة الى قلب اسرائيل من حيث القوة التدميرية والدقة وبالتالي اسقاط كل النظريات الاسرائيلية بأنها هي من تحدد طبيعة الصراع. واكد ان التقارير الاسرائيلية تكشف مدى التخوف من تعاظم القوى المقاومة وقدراتها معتبرا ان الكيان الصهيوني وصل الى مرحلة انه ليس له أمل في البقاء الا في ظل ما يحاول زرعه من فتن وصراعات في المنطقة لتحييدها عن جوهر الصراع الاساسي. واشار الى ان ما تتعرض له سورية يأتي في هذا السياق ولو بأساليب جديدة فهي تشكل قاعدة الارتكاز العربي و لم تركع يوما وتتراجع عن دعمها للقضية الفلسطينية في وقت تراجع فيه الكثيرون رغم كل التهديدات والضغوظ والظروف التي تواجهها مؤكدا ان سورية ستبقى صامدة وقوية بشعبها وجيشها وقيادتها وستخرج من أزمتها لانها تدرك طبيعة الصراع وكيف تخوضه. من جهته اعتبر الباحث الدكتور غازي حسين ان سورية تمثل قلعة الشموخ العربي والقومية العربية التي تبنت كل حركات المقاومة العربية و منها انطلقت المقاومة الفلسطينية مؤكدا انها ستخرج مما تتعرض له أقوى لتتابع مسيرتها الوطنية والقومية والانسانية. وقدم حسين عرضا لكيفية تبلور المشروع الصهيوني وارتباطه مع الاستعمار وأركانه وعناصره وأبعاده ومخاطره ومصيره مشيرا الى انه بدأ كجزء من المخطط الاستعماري للهيمنة على الوطن العربي وتبلور في كتاب تيودور هرتزل دولة اليهود و مؤتمر بازل 1897 الذي تأسست فيه الحركة الصهيونية كحركة عالمية منظمة وتجسد من خلال تقرير كامبل في عام 1907 واتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور ومعاهدة الصلح في فرساي 1919 ومعاهدة سان ريمو. واشار الى ان المشروع الصهيوني قام على عدة ركائز منطلقة من التعليمات والخرافات التوراتية والتلمودية والصهيونية منها خرافة ارض الميعاد وحدودها التوراتية من النيل الى الفرات والحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين و النقاء والتفوق العرقي المنطلق من مقولة شعب الله المختار ومعزوفة الاضطهاد وان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وكل ذلك لتبرير الاستعمار الاستيطاني لتهويد فلسطين العربية. بدوره أشار الباحث أبو علي حسن ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى غياب المشروع العربي المضاد للمشروع الصهيوني الذي لم يكتمل ولن يكتمل وسيزول خاصة انه يعاني من مجموعة أزمات وجودية أبرزها ان اسرائيل و بالرغم من كل حروبها على العرب وممارساتها لم تتمكن من ايقاف الصراع العربي الاسرائيلي وتحقيق الامن لشعبها المزعوم لان هذا الصراع موضوعي وحضاري وثقافي ولا يمكن لاحد ان يوقفه اضافة الى انها لم تستطيع حتى الان تحديد هويتها الى جانب الاختلاف الثقافي والتمييز العنصري فيها وما تعانيه من هجرة معاكسة واعتمادها بشكل أساسي على المساعدات التي لا يمكنها البقاء من دونها. وكان الدكتور صابر فلحوط الذي أدار الندوة لفت الى ان موضوع الندوة ليس بعيدا عما يجري الان في المنطقة خاصة انه من نتائج ارتدادات المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين الذي يستهدف الامة العربية تراثا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا مؤكدا ان سورية وهي تواجه المؤامرة التي تتعرض لها وما تقوم به عصابات الغدر والارهاب فهي تحارب المشروع الصهيوني خاصة انها تدفع فواتير مواقفها الوطنية والقومية ودورها في المنطقة. وأكدت مداخلات الحضور ان سورية ستخرج منتصرة من الازمة التي تمر بها والمؤامرة التي تتعرض لها و ستبقى صامدة ومتمسكة بمواقفها وان القضية الفلسطينية ستبقى القضية الاساسية لسورية. حضر الندوة عدد من الامناء العامين لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ووزير الثقافة وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورئيس وأعضاء اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وعدد من المديرين العامين للمؤسسات الاعلامية والهيئات والمراكز البحثية ورئيس اتحاد الصحفيين وعدد كبير من الباحثين والادباء والصحفيين والمهتمين بالشأن السياسي. |
|