|
ثقافة
لنعد إلى دائرة الشعر التي تضيق بمقدار ما تتسع، ولكن في ضيقها جمال الإبداع والألق، لأنهم الشعراء الحقيقيون فعلاً، ومن أقدر من الشاعر الأصيل على تمييز الشعر الذي يحلق بنا في سماوات عليا ؟ الشاعر الحق يفتح نوافذ على سماوات الشعر ويقرأ في أقمارها وآيات إبداعها ويتألق في نقده ليقدم لنا باقة من العبق الذي انتظرناه طويلاً، الشاعر والناقد عبد الكريم الناعم صاحب التجربة الإبداعية الثرة والغنية، والقلم الذي ما زال - امد الله بعمره - ينبض بالحب والشعر والامل والعطاء، في كتابه النقدي الهام والمتميز الصادر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، تحت عنوان: نافذة لاقمار الشعر، قراءة تحليلية جمالية في نصوص شعرية، في هذا الكتاب الهام يعيدنا الى المنابع العبقة بالابداع الحقيقي، ينتقي باقة من الشعراء الذين يشهد الابداع لهم، فكيف اذا اضيفت شهادة الناعم شاعرا وناقدا ودارسا للابداع الذي قدموه ؟ الشعر بلغة الشعر منذ مقدمة الكتاب يقررالناعم ان تكون الباقة الشعرية فعلا باقة في الذائقة النقدية والتلقي الذي يأتينا بلغة الشعر وكيف لا ومبضع الناقد هنا شفاف يرق حتى يكاد يكون شعراً كما القصائد التي على طاولته، بل ربما تتعانق الجماليات لتكون وحدة عضوية نسميها نصا مفتوحا على كل الوان الادب ما بين النقد والشعر والتذوق الجمالي، يقول الناعم: مشيرا منذ البداية انني منحاز لقراءة الشعر بروح شاعر وبأحاسيس شاعر، ومع ما يتفق مع الافاق الشعرية، مبتعدا عن تلك الحقول التي حولت النص الشعري الى ظواهر واحصاءات خارجية، وتفصيلات في السطح من أجل أن تنجز فعل التشريح، الذي لايجوز على الاحياء وكنت بذلك مستعينا بذائقتي وبكل ما يساعد على اجتلاء جماليات النص الشعري، آخذاً بعين الاعتبار وبدرجة قصوى روحيته، وهذا ليس موقفا مجانيا، رافضا هكذا المدارس والمناهج.. بل محتجا عليها انها اهملت تلك الروح في الشعر، والشعر الذي لاروح فيه هو شعر جثة ومع الجثة لانبض، ولا افق ولا نافذة الا الدفن، وهكذا فان النافذة هي انا من خلال القراءات المقدمة. اما الاقمار فهم الشعراء، ومعظمهم اقمار معروفة وثمة من كتبت عن مجموعة له، وثمة من كانت رؤيتي لابداعه من خلال موقف شمولي بحسب رؤيتي، وثمة من اخذت له نصا مفردا وليس بالضرورة ان هذا النص يمثل صاحبه كل التمثيل بيد انه نص ويمثل ولو بقدر ما ملامح صاحبه الشعرية... ومن اقمار هذه النافذة يقف الشاعر عند كل من: خالد ابو خالد \ حميد سعيد \ عبد العزيز المقالح \ محمد عمران \ شوقي بزيع \ عصام خليل \ سامي مهدي \ صقر عليشي \ خليل الموسى \ صالح سلمان. ولان النص النقدي المنسوج بلغة الشعر، هو كما القصيدة لايمكن ان يختزل فانا نقف عند بعض ما قدمه حول الشاعر الكبير خالد ابو خالد، وهو عمود الكتاب ومدماك حقيقي في الحداثة الشعرية والابداعية، ومن الجمالية بمكان ان الناقد والشاعر عبدالكريم الناعم قدم خالد ابو خالد في بداية الاقمار، وتحت عنوان: خالد ابو خالد والاقمار القادمة، تبدأ دراسة الشاعر الناعم لتجربة خالد ابو خالد، وتمتد هذه الدراسة لتشمل الكثير من العناوين الهامة التي لايمكن للقارىء ان يعبر دون الوقوف عندها. يتناول الناعم العناوين التالية عند خالد ابو خالد: المضمون \ البنية الفنية وهي: الملحمية، الغنائية، الصورة، الندم الحامض، التكثيف، التدفق، التماهي، ويختم الدراسة حول ابو خالد بالقول: لست ازعم اني كتبت ما كتبت كي احيط بتجربة عمرها قرابة الاربعين عاما بل سعيت لكي اقرأ في بعض سطور هذه التجربة وارجو ان اكون قد وفقت في ذلك وان لم فان محاولتي تشفع لي، وليعود الى القول: اسمح لنفسي بالعودة الى العنوان، ولماذا هذا العنوان بالذات ؟ نحن في هذا الوطن العربي الكبير شعوب قمرية كما تثبت المكتشفات فلطافة ضوء القمر في الليل ذي النسائم العليلة، تنقل انسان هذه الارض من قهر سطوع الشمس الحارة الى درجة غليان الدم الى لطافة الابتراد والانشراح، وفي عودة الاقمار ما ينبيء بالبزوغ والخروج من سرار الظلمات والدخول في رحابات الزرقة الشفيفة الاسرة، والنظر في قناديل الله \ النجوم المحمولة خارج اطار انها كتل صماء بل هي كما يريدها العشاق الحقيقيون والشعراء المبدعون، وهذا ما دعاني لاختيار ذلك العنوان. بالتاكيد لا احد اقدر من الشاعر على سبر اسرار واغوار الليل وهمسات الشعراء، من الشاعر نفسه، فكيف اذا كان قمرا شعريا يحلق في فضاءات لا قرار لها ويقرأ مدارات الاقمار الاخرى، ليس خالد ابو خالد الا مفتاحا لهذه الاقمار، واشارتنا الى الكتاب ليست الا خبرا عاما فالتحليق يستدعي لغة الناعم ومن اين لنا هذه Yomn.abbas@gmail.com"؟ Yomn.abbas@gmail.com">اللغة Yomn.abbas@gmail.com"؟ Yomn.abbas@gmail.com |
|