|
نافذة على حدث فخلال سنوات الأزمة في سورية لم يستطع هذا النظام الفاجر وإعلامه الأكثر فجوراً تغيير شكل ومضمون الخطاب الذي يعتمده وتخليصه من مغالطاته الهائلة وادعاءاته الباطلة، ليؤكد النظرة السائدة حول بنيته الأيديولوجية البائدة وعقليته المتخلفة المنتمية إلى عصور الانحطاط والجاهلية. فرغم كل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة وأحداث مصيرية تستدعي التوقف عندها وقراءتها بتمعن وعقلانية من أجل التأقلم معها، لا يزال نظام آل سعود مواظباً على مهاتراته السياسية، متمسكاً بسلوكه المتهور، متوهماً أن الحماية الأميركية له وطفرته النفطية التي أمنت له شراء بعض الذمم والولاءات الرخيصة وتجنيد المرتزقة والارهابيين لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة والعالم، ستحصنه ضد الانهيار، وتنقذه من النيران التي يؤججها، وتجنبه حصد نتائج مغامراته المجنونة. فعلى وقع إخفاقات مرتزقته المتكررة في سورية وعجزهم عن تنفيذ الأجندات الموكلة إليهم، يكرّر صبية النظام السعودي رغبته بخوض حرب برية في سورية لقلب موازين القوى في الميدان، ومحاولة انتشال الإرهابيين من مأزقهم المتفاقم، واضعا إمكاناته المالية والعسكرية في خدمة واشنطن التي تعرف كيف تستثمر جهل وطيش حكامه الحمقى كصفقات أسلحة مشبوهة وفتاوى تحريضية وفتن متنقلة تساعدها على توسيع فوضاها «الخلاقة»، دون الحاجة إلى تكرار حماقة الغزو وفق النموذج العراقي. ولكن ما يفوت آل سعود ومن في حكمهم هو أن واشنطن التي تبحث عن مصالحها على حساب مصالح أدواتها ومرتزقتها، ليست في وارد الانجرار إلى حرب غير مضمونة النتائج مع روسيا، ولكن لا بأس عندها من امتطاء بعض الحماقات السعودية والاردوغانية لاستثمارها في لعبة التوازنات الجديدة، بانتظار أن يحين موعد التسوية النهائية..! |
|