تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


آلاف الأطفال اللاجئين فريسة لعصابات الجريمة المنظمة

متابعات سياسية
الثلاثاء16 -2-2016
ترجمة : غادة سلامة

مآسي اللاجئين السوريين لا تقتصر فقط على قصص الهروب من الموت في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون حيث يتم انتشال جثث الكثيرين منهم سواء من حطام المراكب الغارقة او من لفظهم البحر على شواطئ اليونان وتركيا الراعية الاولى لهذه الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في سورية الدولة التي كانت تنعم بالأمان فالآلاف من الاطفال من اللاجئين الذين يصلون الى القارة الاوروبية دون مرافقة ذويهم معرضون لخطر الوقوع فريسة لعصابات الجريمة المنظمة التي باتت تنشط في هذا المجال فقد قالت وكالة الشرطة الاوروبية ( يوروبول ) ان اكثر من عشرة ألاف طفل هاجروا من دون ذويهم الى القارة الاوروبية واختفوا خلال العامين الماضيين وابدت تخوفها من وقوعهم بيد عصابات الاتجار بالبشر وتعرضهم للاستغلال الجنسي والاستعباد وقال مدير وكالة الشرطة الأوروبية يوروبول بريان دونالد ان هذا الرقم أيضا يشمل الاطفال الذين اختفوا من السجلات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا اليها في اوروبا .

واوضحت صحيفة الاوبزيرفر البريطانية ان خمسة الاف طفل فقدوا في ايطاليا وحدها بينما اكدت السلطات السويدية في اكتوبر تشرين الاول من العام المنصرم ان نحو الف طفل وصلوا الى مدينة تريلبورغ ( جنوب البلاد ) فقدوا ايضا ووصف بريان دونالد مدير وكالة يوروبول الاوروبية عن بلوغ عدد الاطفال اللاجئين المفقودين بعشرة الاف تقريبا وهو تقدير متحفظ كما وصفه دونالد وقد تم حصر وتحديد اختفاء اللاجئين الاطفال خلال الفترة الزمنية الممتدة ما بين 18 وال24 شهرا الماضية واضاف بريان دونالد ان هذا لا يعني ان جميع هؤلاء الاطفال هم حاليا ضحايا اعمال اجرامية فالبعض منهم ربما التحق بأقاربهم لكن نحن لا نعرف اين هم وماذا يفعلون ومع من هم حسب قول دونالد والذي اكد للصحيفة أن وكالة الشرطة الأوروبية عثرت على ادلة تشير الى تعرض بعض الاطفال اللاجئين الذين لا ترافقهم عائلاتهم للاستغلال الجنسي لافتا الى اعتقال اعداد كبيرة من المتورطين في استغلال اللاجئين خاصة مع تطور المنظومة الاجرامية المرتبطة بملف الهجرة لأوروبا خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية كما رصدت وكالة يوروبول تقاطعا مثيرا للقلق بين عصابات منظمة لتهريب اللاجئين السوريين الى اوروبا وعصابات الاتجار بالبشر التي تستغلهم جنسيا وتستعبدهم وتقول مسؤولة في منظمة انقذوا الاطفال أن عدد الاطفال المهاجرين من دون ذويهم الى اوروبا العام الماضي فقط هم عشرين الفا في حين وصل اكثر من مليون مهاجر ولاجئ الى اوروبا العام الماضي معظمهم من سورية .‏

وفي بريطانيا ايضا تتحدث التقارير بحسب صحيفة الأوبزيرفر البريطانية عن ان اعداد الاطفال الذين فقدوا بعد وصولهم الى البلاد تضاعفت العام الماضي وسط مخاوف من استهدافهم من قبل العصابات الاجرامية في حين اعلنت السلطات البريطانية الاسبوع الماضي بأنها ستستقبل قاصرين من دون ذويهم من الذين فروا من الحرب الدائرة في سورية الامر الذي سينشط بحسب صحيفة الاوبزرفر البريطانية هذه العصابات المنظمة لمحاولة اختطاف الكثير من هؤلاء الاطفال القادمين من دون ذويهم الذين اعلنت بريطانية بأنها على استعداد لاستقبالهم من دون ذويهم مما يؤكد صحة ما نشرته وكالة يوروبول الاوروبية والتي تقدر ان سبعة وعشرين بالمائة من اللاجئين الذين وصلوا الى القارة الاوروبية العام الماضي 2015 والمقدر عددهم بنحو مليون شخص هم من الاطفال وقال بريان دونالد للصحيفة ان هؤلاء الاطفال سواء كانوا مسجلين ام لا نحن نتحدث عن مئتان وسبعين الف طفل لاجئ يقول دونالد وبالطبع ليسوا جميعهم بدون مرافقين لكن لدينا دليل على ان جزءا منهم ربما كان من دون مرافقين ويبقى السؤال الاهم الذي يحتاج الى اجابة سريعة وواضحة كيف يختفي ويفقد هذا العدد من الاطفال دون حراك من حكومات الدول الاوروبية والمنظمات الدولية وعن اي حقوق للأطفال تتحدث المنظمات ان كان مصير الاطفال اما الفقد غرقا في البحر او الاختفاء على اراضي اوروبا ؟! ففي سقطة اخلاقية اخرى تطل الدانمارك وبعض الدول الاوروبية بقانون غريب لا يمت لحقوق الانسان او العصر الحديث بصلة وهو القانون الذي يسمح بمصادرة املاك اللاجئين من اموال او ذهب بحجة تمويل اقامتهم ومعيشتهم في الدانمارك وبالمصادفة الغريبة فالدانمارك كانت اول دولة تصادق على اتفاقية الامم المتحدة للاجئين في عام 1951 وما تفعله الدانمارك مع اللاجئين السوريين من مصادرة ممتلكاتهم قام به النازيون في المانيا وها هو التاريخ يعيد نفسه مع السوريين وبالرغم من مغبة هذا القانون الذي يخالف جميع المعاهدات والبروتوكولات حيث انه يحرض على كراهية اللاجئين والتمييز بينهم ويبدو ان الدانمارك اصبحت مثالا اوروبيا يحتذى في هذا الجانب فقد تبعتها كل من المانيا وسويسرا بخطوات مماثلة وبالرغم من استقبال اوروبا اللاجئين والمهاجرين لكن تغير اللهجة الاوروبية والتعامل باستهتار مع هذه القضية انسانية التي تحاول بعض الدول تسيسها هو سقوط اخلاقي وفشل دولي لدول اوروبية تتشدق بالحريات وحقوق الانسان وهي من ذلك براء فالمنظمات الدولية وخاصة الاوروبية تبدو اقل انتقادا واكثر صمتا ازاء تلك الممارسات الحكومية واللاأخلاقية لكثير من الدول الاوروبية وخاصة البريطانية التي قامت حكومتها بإجبار اللاجئين من طلاء بيوتهم وابوابهم باللون الاحمر كما اجبر البعض على ارتداء الاحمر لتميزهم عن البريطانيين وهذه معضلة اخلاقية وقعت بها اوروبا بشكل عام وبريطانية بشكل خاص.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية