تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إطلاق النار من الخلف.!!

كواليس
الثلاثاء 16-2-2016
يونس خلف

العادة عندما تنفجر أي حرب في أي منطقة أن يبادر مجلس الأمن إلى عقد اجتماع عاجل‏ يكون أول المعروض فيه وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة‏ وعندما يتم اعتداء على دولة ما يتدخل مجلس الأمن ويتصدر جدول أعماله

موضوع الاعتداء والتنديد والشجب كحد أدنى وهو ما لم يحدث منذ بدء الحرب على سورية رغم مرور خمس سنوات على هذه الحرب الظالمة.‏

أما اليوم وبعد كل ماحدث على الأرض السورية من قتل وتدمير وقطع الرؤوس وتهجير المواطنين يأتي من يقدم الحل الذي يراه في وقف إطلاق النار وكأنه يعيش في كوكب آخر أو أنه لا يرى ولا يسمع وربما لا يشاهد التلفزيون أيضاً!.‏

ولذلك يبدو السؤال مشروعا : هل وقف إطلاق النار يعتبر من القرارات المناسبة في الوقت المناسب.؟ وهل هو قرار عادل.؟ والسؤال الآخر بكل موضوعية وواقعية : هل مثل هذا يبدو قابلاً للتطبيق.؟ ثم كيف يطالب البعض بوقف الأعمال القتالية وفي نفس الوقت يجيش ويستدعي المرتزقة من كل مكان ويهدد ويتوعد بهجوم بري للاعتداء على سيادة دولة وداخل أراضيها.‏

طبيعي أنه لا قيمة لكل هذا التهديد والوعيد لكن ثمة تأملات وتساؤلات لا بد منها إزاء توزيع الأدوار بين المتآمرين وأدواتهم العميلة لا سيما وأن هذه التهديدات تصدر عن تحالف هش يخفي معظم عناصره رؤوسهم بالرمال، إضافة إلى أن صعوبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار تبدو واضحة وفقاً لإجماع الكل بأن الجيش العربي السوري لديه قيادة موحدة ومرجعيته معروفة أما العصابات الإرهابية فكل عصابة تعيث فساداً وإرهاباً لصالح من يقاسمها الولاء ويقدم لها الدعم وبالتالي من الذي سيكون قادراً على إلزام هذه العصابات بوقف إطلاق النار؟‏

وبالعودة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة فإنه مع انهيار مبادئ الشرعية الدولية من المؤكد أن هذه المؤسسات باتت تهدد مصير ومستقبل الدول والشعوب بعد أن عبثت بها التحالفات المتآمرة وألغت وجودها حكماً بعد أن انتهكتها أمريكا وصارت جزءاً من أهوائها، فكيف يمكن لأي دولة أو شعب أن يثق بما تقرره هذه المؤسسات وماذا يمكن أن يفعل كل من يتعامل بحسن النوايا مع قرار مثل وقف إطلاق النار وإذ به يصطدم بأن الأطراف الأخرى استمرت بإطلاق النار وربما من الخلف أيضاً.؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية