تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا وبريطانيا وفرنسا تحول معاناة شعوب المنطقة إلى خبز يومي.. الجعفري: مكافحة الإرهاب بإقامة تحالف دولي شرعي وبمشـــاركة الدول المعنيـــة وفي مقدمتهــا ســــورية

نيويورك
سانا
صفحة أولى
الثلاثاء 16-2-2016
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ضرورة التمسك بمبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها والمساواة في السيادة وتسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لضمان ارساء سيادة القانون على الصعيد الدولي

وحفظ السلم والامن الدوليين وتحقيق التنمية وتوطيد العلاقات الودية بين الدول الاعضاء بالمنظمة الدولية.‏

ونبه الجعفري في بيان أدلى به أمس أمام جلسة النقاش المفتوح في مجلس الامن تحت عنوان الحفاظ على السلم والامن الدوليين واحترام مبادئ وأهداف الميثاق إلى عواقب كل مسعى لفرض مصطلحات جديدة غير توافقية على حساب أحكام الميثاق التي أقرتها الدول الاعضاء وقال: ان ذلك يعني تقويض التراث القانوني التراكمي للدول الاعضاء واعادة عقارب الساعة نحو الوراء.‏

وانتقد الجعفري التصريحات المنسقة المقلقة للغاية التي يروج لها الامين العام وممثلون لدول دائمة العضوية في مجلس الامن والمفترض أن تكون مؤتمنة على مبادئ ومقاصد الميثاق لافتا إلى أن تلك التصريحات تروج لنهج تلك الدول التدخلي وانتهاك مبدأ السيادة بذرائع مختلفة تفتح الباب واسعا أمام تكرار نماذج لتدخلات عسكرية غير مشروعة شهدها العديد من الدول الاعضاء وأدت إلى زعزعة الامن والسلم الدوليين واضعاف الامم المتحدة وتقويض مصداقيتها.‏

وقال الجعفري: ان ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تناسوا الويلات التي ترتبت على سياسات حكوماتهم على مدى العقود الماضية على دول منطقة الشرق الاوسط والتي تحول المعاناة لدى شعوبها إلى خبز يومي لهم ابتداء من دعم وتسهيل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة واستخدام امتياز النقض عشرات المرات لحماية استمرار هذا الاحتلال إلى استهداف وتدمير واحتلال العراق ثم ليبيا ومن ثم العمل على تقويض الحكومة الشرعية في سورية كما فعلت سابقا في دول في أمريكا اللاتينية وحول العالم.‏

وحذر الجعفري من أن هذا النمط من التفكير السياسي لدى هذه الدول ينهي ما تبقى من مصداقية ومرجعية للقانون الدولي ويسعى إلى تكرار أخطاء جسيمة مجددا بدلا من تقديم الاعتذار عن أخطاء دموية سابقة .‏

واضاف الجعفري: ان العقود السبعة التي انقضت منذ انشاء منظمة الامم المتحدة أكدت الحاجة لإعلاء أحكام الميثاق وضمان احترامه واصلاح بعض طرائق العمل وتفعيل بعضها الآخر ما يمكن الامم المتحدة من القيام بالدور الذي أناطته بها الدول الاعضاء للحفاظ على مصداقية المنظمة الدولية وفعاليتها.‏

وأكد الدكتور الجعفري أن الامم المتحدة اصطدمت خلال مسيرتها بمساعي دول نافذة للهيمنة عليها وتحويلها إلى أداة لخدمة مصالحها وسياساتها غير آبهة بتعارض سياساتها مع القانون الدولي ومبادئ وأحكام الميثاق ومصالح دول أعضاء أخرى مشيرا في هذا الصدد إلى استمرار عجز الامم المتحدة عن اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق الكثير من قرارات الشرعية الدولية وخاصة تلك الداعية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل وللاراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان وإلزام اسرائيل بالكف عن سياساتها العدوانية بحق المواطنين العرب الرازحين تحت الاحتلال ودول المنطقة.‏

كما انتقد الجعفري انتهاج بعض الدول ممارسات التلاعب بأحكام الميثاق وتجاوزها واعتماد الازدواجية في المعايير واستنباط مصطلحات ومفاهيم جديدة للالتفاف على أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي وقال: هي مصطلحات ومفاهيم لم تحظ بتوافق الدول الاعضاء والتي تم استخدامها لتبرير تدخلات عسكرية استعمارية دموية في دول بعينها أدت إلى انتشار الإرهاب والفوضي ومعاناة العديد من الشعوب مشيرا إلى ان التدخل بذريعة حماية المدنيين في ليبيا أسفر عن قتل 150 ألف ليبي وتحويل ليبيا إلى بؤرة للإرهاب في العالم.‏

ودعا الجعفري الامم المتحدة التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية على النازية والفاشية والعسكرتارية إلى تكرار انتصارها على المد الإرهابي المتمثل في التنظيمات الإرهابية كداعش و جبهة النصرة وغيرهما من الكيانات والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تنشط على الاراضي السورية بما فيها ما يسمى جيش الاسلام و أحرار الشام وبوكو حرام و حركة تركستان الشرقية وامارة القوقاز وأنصار الشريعة وحركة الشباب والجماعة الاسلامية وغيرها مشددا على أن أي جهد لمكافحة الإرهاب لن يكتب له النجاح في حال تعارض مع أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي ودون التنسيق المسبق والتعاون الكامل مع حكومات الدول المعنية وطالما استمر استخدام بعض الدول للإرهاب كأداة لسياستها الخارجية والتغاضي عن ممارسات حكومات الدول الداعمة للإرهاب.‏

وشدد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة على أن محاولة بعض الدول الاعضاء تبرير تدخلها العسكري في سورية بذريعة مكافحة داعش دون التنسيق مع الحكومة السورية يمثل تشويها لاحكام ميثاق الامم المتحدة وتلاعبا سوريالياً رخيصاً بالقانون الدولي سعيا لاستهداف السيادة السورية بما يؤدي إلى اطالة أمد الإرهاب وتبرير استدامته والتغطية على رعاته مؤكدا في هذا الصدد على أن السبيل الوحيد المجدي لمكافحة الإرهاب يتمثل باقامة تحالف دولي فاعل ضمن اطار الشرعية الدولية وبمشاركة الدول المعنية وفي مقدمتها الدولة السورية التي تمثل الطرف الاساسي الذي يتصدى للإرهاب في المنطقة. وأشار الجعفري إلى أن الاوضاع التي تشهدها سورية ودول أخرى في المنطقة تعكس الحالة المؤسفة التي وصلت اليها منظمة الامم المتحدة حيث استغلت بعض الدول الاعضاء منبر المنظمة للتدخل الفج غير المسبوق في الشؤون الداخلية السورية وعملت على التحريض على العنف والإرهاب ونشر الادعاءات الكاذبة وشيطنة الحكومة السورية وتأجيج الازمة وعرقلة جهود التسوية بهدف زعزعة استقرار سورية والمساس بسياساتها وبخياراتها الوطنية السيادية وتغيير حكومتها الشرعية باستخدام القوة والإرهاب اضافة إلى مسارعة حكومات بعض الدول لفبركة كيانات مصنعة خارجيا والترويج لها بهدف احلالها مكان الحكومة السورية الشرعية في ظل ادعاءات مضللة وكاذبة سبق استخدامها للترويج لغزو دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية ولتغيير أنظمة الحكم فيها بالقوة.‏

ولفت الجعفري إلى فرض التدابير القسرية الاحادية بحق الشعب السوري وحرمانه من مستلزماته المعيشية اليومية كالغذاء والدواء ووقود التدفئة والعمل على تأجيج الاوضاع لايجاد مبررات للتدخل العسكري بذرائع انسانية كاذبة على غرار التجربة الليبية التي ما زال الشعب الليبي الشقيق والعالم بأسره يلمس نتائجها المدمرة حتى الان. وانتقد الجعفري عدم تقديم متسببي هذه الخطايا الكبيرة اعتذارا أو تغييرا في سياساتهم الكارثية التي جلبت العار لهم وسفك الدماء لشعوبنا.‏

وتساءل مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة: اين التعهد الذي قطعته بعض حكومات دول أعضاء بالمنظمة لدى انضمامها للامم المتحدة بالالتزام بالعيش في سلام وحسن جوار مع الدول الأخرى وأين احترامها لمبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الودية بين الدول وحسن الجوار الواردة في قرار الجمعية العامة 2625 لعام 1970 في ضوء قيام حكومات تلك الدول بتجميع المجرمين الإرهابيين المرتزقة الاجانب والتكفيريين المتعطشين للدماء من شتى أنحاء العالم وتسليحهم وتمويلهم وارسالهم إلى سورية والعراق وتسميتهم زورا وبهتانا بالجهاديين والمعارضين المعتدلين ليؤسسوا كيانهم الإرهابي ويجعلوا من سورية قاعدة جديدة لإرهابهم ينطلقون منها إلى دول الجوار والعالم بأسره لا بل ان البعض استمرأ تسمية إرهابيي داعش بدولة الخلافة الاسلامية للايحاء بأن إرهاب داعش هو مشروع دولة .‏

وأضاف: كيف يتم تفسير صمت الامم المتحدة عن الانتهاكات الممنهجة المستمرة التي ترتكبها بعض الحكومات لقراراتها الخاصة بمكافحة الإرهاب وفي مقدمتها قرارات مجلس الامن ذوات الارقام 1267 و1373 و2170 و2178 و2199 و2253.‏

واستهجن الجعفري استمرار صمت مجلس الامن وعجزه عن وضع حد لاعتداءات النظامين التركي والسعودي وعدم اضطلاعه بدوره الاساسي لحفظ السلم والامن الدوليين مشيرا بذلك إلى تكرار أعمال النظام التركي العدوانية ضد سيادة وسلامة أراضي سورية وتدخل قواته العسكرية مجددا لدعم الإرهاب الذي يرعاه داخل الاراضي السورية بعد اعتماده مرارا على المرتزقة والإرهابيين الاجانب الذين استقدمهم بالشراكة مع حكومات دول أخرى إلى سورية وقيامه بقصف أماكن تواجد مواطنين سوريين أكراد ومواقع للجيش العربي السوري داخل الاراضي السورية بالمدفعية الثقيلة وارساله عشرات العربات التي تحمل الرشاشات ومئات المسلحين من القوات التركية والمرتزقة إلى منطقة أعزاز السورية اضافة إلى استمرار تركيا بالسماح بمرور عصابات مسلحة متطرفة جديدة إلى سورية لدعم تنظيمي جبهة النصرة وداعش الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي لحقت بها أضرار جسيمة خلال المعارك مذكرا بأن النظام التركي أقدم على تزويد تلك التنظيمات الإرهابية بأسلحة كيماوية لاستخدامها ضد القوات الحكومية والمدنيين السوريين واستخدام ذلك فيما بعد لتوجيه الاتهام للحكومة السورية.‏

وأشار الجعفري إلى تزامن هذه الممارسات العدوانية مع دعوات النظام السعودي لتدخل عسكري في سورية بذريعة مكافحة إرهاب داعش الذي أنشأه ورعاه هذا النظام وفكره الوهابي المتطرف.‏

وتساءل الجعفري في ختام بيانه عن أي أمن وأي سلم دوليين نتحدث في ضوء صمت المجلس الدولي على هذه الممارسات معربا عن الالم البالغ لدى عرض هذه الوقائع في ضوء مقتل المئات يوميا في سورية وفي دول أخرى وفي ظل عجز الامم المتحدة عن مساءلة مشغلي الإرهاب العالمي في استهتار وصل إلى حد غير مسبوق تجلى بتولي النظام السعودي مركز الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب واناطة رعاية حوار الحضارات بقطر واستضافة القمة الانسانية الدولية بتركيا واناطة عضوية ترويكا العمل الانساني في مجلس الامن بالاردن قبل أن تنتهي عضويته.‏

وقال الجعفري أشرتم إلى أن الامم المتحدة لا تزال أفضل خيار متاح لمواجهة التحديات الكبيرة والمعقدة الماثلة أمام البشرية ومع اننا نشاطركم هذا الرأي الا أنه على الامم المتحدة أن تتدارك الثغرات الكبيرة والاضطلاع بمسؤولياتها تجاه دولها الاعضاء وفقا للميثاق وتحقيقا لآمال أبائها المؤسسين.‏

وكان الجعفري استهل بيانه بالترحيب بترؤس وزيرة خارجية جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديقة لهذا الاجتماع المهم موجها التهنئة لها على تولي فنزويلا رئاسة مجلس الامن للشهر الجاري مجددا دعم سورية لمواقف فنزويلا المشرفة في مجلس الامن للحفاظ على السلم والامن الدوليين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية