|
ع.المكشوف والواقع أننا نبدأ -على الأغلب- بالوقوع في الخطأ منذ اللحظات الأولى التي تلي تاريخ تخرج المتفوقين من الجامعة, ولا سيما المتفوقين في العلوم الأساسية والعلوم الهندسية والتقانات, فضلاً عن الاختصاصات الطبية فبعد التخرج من الجامعة تبدأ مرحلة البحث عن الاختصاص الدقيق بالنسبة للمتفوقين وهم في هذه اللحظة يصدمون بآليات القبول للدراسات العليا التي تتعامل مع النجاح العادي شأنها بالتعامل مع حالات النجاح الاستثنائي. الواقع أن فروع الاختصاص بالدراسات العليا قد تكون مناسبة للطلبة المتفوقين المتقاربين في معدلات تخرجهم وفي مستويات معارفهم, لكنها لا تتناسب أبداً مع واقع الطلبة ذوي الإمكانات الكبيرة الذين يندر تواتر تخرجهم, لكنهم على قلتهم كثرة بالنسبة لعدد خريجي جامعاتنا. ويبدأ هؤلاء المتميزون رحلة البحث عن الاختصاص الذي يلائم إمكانياتهم وتخيب آمالهم باكتشاف الحقيقة الصاعقة التي تترك آثاراً سلبية بكل تأكيد فإما أن تدفن إمكانياتهم وقدراتهم على مقاعد الاختصاصات العادية وإما أن يفتح أمامهم طريق الهجرة إلى ما وراء المحيط حيث تنقطع أواصر علاقاتهم مع الجذر الذي رعاهم والأرض التي احتضنتهم فيما يحسن الآخرون -والغرب خصوصاً- استثمارهم وحرمان أصحاب الحق من تلك المقدرات. والحل ليس عصياً على وزارة التعليم العالي ومجالس البحث العلمي والصرخة نعلنها علَّنا نجد آذاناً تعي وقلوباً تسمع?! |
|