|
حدث وتعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شدد على ان التجربة الصاروخية الروسية الاخيرة ليست عملا عدوانيا موجها ضد احد وانما هو عمل يأتي في اطار الرد على الاجراءات الاحادية الجانب التي تسعى من خلالها بعض القوى الدولية الى بسط هيمنتها وسيطرتها على العالم - في اشارة واضحة لواشنطن - اكد ان روسيا ليست وحشا خرج لتوه من الغابة. ولهجة موسكو غير العدائية - انما الحادة - اذا كانت تعكس ردة فعل فيها شيء من التوتر , فذلك لان لغة واشنطن توغل في تكريس سياسة الاملاءات وهيمنة القطب الواحد, وبالتالي كان لابد لروسيا من ان تعيد للتوازن الدولي المختل شيئا مما يجعله يتوقف دون مزيد من الاختلال , وكان لابد لها من ان تذكر الولايات المتحدة بان غرقها وفشلها في الملفات الدولية هنا وهناك لايسمح لها بالتمادي والاستغراق في التهديد ومحاولات التمدد. والمشادة الكلامية التي حصلت بين رايس ولافروف في اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني تعكس من دون ادنى شك عمق الانقسامات بين الجانبين واتساع الخلافات بينهما حول العديد من القضايا الدولية بدءا من كوسوفو ونشر الدرع الصاروخي مرورا بما يتصل بالطاقة والاحتباس الحراري وانتهاء بملفات العراق وايران والشرق الاوسط وماتدعيه واشنطن من قلق بشأن الديمقراطية وحقوق الانسان في روسيا وغيرها. ازدحام الافكار والملفات التي حملتها رايس الى اجتماع الثماني والتي سيضعها بوش على مائدة القمة في السادس من الشهر الجاري تدل بشكل أو بآخر على التدهور الحاصل في العلاقات الدولية الذي احدثته سياسته المتهورة , فاذا كان بوتين قد تعمد توجيه رسائل بعينها عبر التجربة الصاروخية وسخريته من حديث بوش عن الديمقراطية , فإنه ربما أراد لاصحاب الرؤوس الحامية ان يدركوا حقيقة ان روسيا وغيرها من بلدان العالم هي على قدم المساواة مع الدول الاخرى وترفض بالمطلق اي محاولة للمساس بنظامها المتسق مع القانون الدولي , وربما تكون دعوة لواشنطن ان رتبي بيتك الداخلي واهتمي بمشكلاتك. |
|