|
شؤون سياسية التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام ,2002تتحرك القوات الإسرائيلية باتجاه غزة,وتقوم الطائرات الإسرائىلية بقصف مدن القطاع,وضرب الفلسطينيين ووضع المنطقة على حافة الاشتعال. وهذه عادة الإسرائيليين دائماً,فعندما أقر مؤتمر القمة مبادرة السلام عام 2002 تحرك الجيش الإسرائيلي يقتحم المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وشهدت هذه المدن تدميراً كان هو الأشد في تاريخ الإرهاب الصهيوني على أهلنا في فلسطين,ثم انتقل هذا العدوان الى مدن قطاع غزة. وما زال هذا الإرهاب مستمراً في الضفة والقطاع لأن الإسرائيليين يريدون من هذا العدوان القضاء على ما يسمى الوجود الفلسطيني ولزرع الرعب واليأس في نفوس الجماهير العربية من خلال تخويفها والوصول بها الى حافة اليأس. وكلما حاول العرب التوجه الى السلام اتجه الإسرائيليون الى العدوان,ومن المؤسف أن هذا العدوان لا يلقى من الدول العربية ومن المجتمع الدولي التنديد المطلوب أو الرد الصحيح لوقفه وكبح جموحه لأن الإدارة الأميركية تشعل الضوء الأحمر في وجه أي تنديد يمس الأعمال الإرهابية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. إسرائيل لم تعد تمتلك الجيش الذي لا يقهر,وبالتالي لم تعد تمتلك القوة التي لا تقاوم,فلماذا الاستكانة والخوف,فالحرب على لبنان أكدت قدرة العرب على هزيمة إسرائيل كما أكدت حرب عام 1973 قدرة العرب على مواجهة القوة الإسرائيلية,لكن ما حدث أن الولايات المتحدة فككت هذا الانتصار واعادت العرب الى وضع ما قبل الحرب وتوجهت بحربها الإعلامية الى جيل الشباب لتخريب ذاكرته وانتمائه. وهي تحاول اليوم أن تفكك انتصار المقاومة اللبنانية بخلق أزمة بين اللبنانيين وبين لبنان وسورية واشغال العرب بما يسمى الخطر الايراني. كان هذا عنوان صحيفة الواشنطن بوست بعد فشل الحرب الإسرائيلية الأميركية على لبنان التي كان يأمل منها الأميركيون والإسرائيليون تدشين المحطة الأهم في مشروع الهيمنة والسيطرة على المنطقة سياسياً واقتصادياً (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد) . لأن هزيمة المقاومة ستفضي الى وضع سورية في الموقف الصعب من جديد والذي يجعل فاعليتها بحسب رأيهم ضعيفاً في عملية المواجهة للمشروع الأميركي الصهيوني,وهذا الضعف سيمكن الإدارة الأميركية من التحكم بالمنطقة العربية ورسم خارطتها من جديد والسيطرة على النفط العربي وعلى الممرات المائية التي تنقل هذا النفط الى العالم,وتحقيق الحلم الصهيوني باقامة إسرائيل الكبرى وعلى حساب الوجود العربي. ولكن الأحلام الأميركية الصهيونية فشلت,وباتت المقاومة أكثر قوة,وأصبحت المقاومة في نظر الجماهير العربية هي الأمل,ودمشق بعد الحرب باتت أكثر قوة وقدرة على التصدي والمواجهة ولعب دور محوري وفاعل لاعادة ترتيب أوراق القوة العربية من جديد,وقد بدا هذا الدور واضحاً في مؤتمر القمة العربية الذي عقد مؤخراً في الرياض. الحرب الهزيمة (أي حرب إسرائيل على لبنان) كانت كارثية على إسرائيل وأميركا لأنها كشفت عن الخلل في البنى السياسية والعسكرية والنفسية في كل منهما وأكدت أن العرب لن يتركوا مصيرهم ومستقبلهم ووجودهم لعبة في أيدي الأميركيين. فالمقاومة اللبنانية لم تنتصر على الجيش الإسرائيلي والغطرسة الأميركية وحسب انما انتصرت على روح الغطرسة لدى المؤسسات العسكرية والسياسية في كل منهما وأبرزت قدرة المقاومة الباسلة وأهميتها لدى الجماهير العربية التي يحاول الأميركيون والإسرائيليون زرعها باليأس والهزيمة فنتائج هذه الحرب رفعت الروح المعنوية لدى الجماهير العربية وعززت ثقتها بأن إسرائيل قابلة للهزيمة وأن العرب قادرون على الانتصار. وساهمت هذه الحرب في تعزيز موقع سورية السياسي,وأكدت صحة توجهاتها القومية ومنهجها الممانع والمواجهة للمخططات والتهديدات الصهيونية الأميركية,ووجهت أنظار الأطراف العربية التي تصفها أميركا بالمعتدلة الى هذا الانتصار,فغيرت من مواقفها بكسر الحاجز الذي أقامته أميركا بين سورية والمقاومة |
|