تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لنتحرر من نفوذ ( إيباك)!

جون افريك- بقلم جورج سوروس
ترجمة
الأحد 3/6/2007
ترجمة دلال ابراهيم

لما كانت اسرائيل تحتاج اكثر من أي وقت مضى الى دعم الولايات المتحدة لها, فهل هذا هو الوقت المناسب للتنديد بالنفوذ القوي الذي تتمتع به لجنة إيباك- لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الاميركية, اللوتي القوى المؤيد لإسرائيل, على السياسة الاميركية?

لا أدعي وأقول إنني غير مبال ومتأثر بتلك الحجة. ولهذا السبب أحجمت عن انتقاد السياسة الاسرائيلية في الماضي, وإن كنت غير صهيوني ولست باليهودي المتدين, الممارس لشعائره الديفية, إلا أنني أشعر بقربي جدا من أبناء جلدتي في الدين, وأنا متمسك ومرتبط جدا بمسألة بقاء واستمرار اسرائيل, كما ولا أريد أن أمنح ولو ذرة طحين إلى أعداء اسرائيل , وقد بررت موقفي هذا, حينما قلت إنني وإن رغبت في انتقاد اسرائيل , فإنه من الطبيعي أن أذهب لأعيش في اسرائيل, ولكن وبما أن العديد من الاسرائيليين لايوفرون انتقاداتهم تجاه اسرائيل فهم ليسوا بحاجة لي. وبالتالي فقد آثرت أن اتخذ جانبا آخر لجلده بسوطي, ورغم ذلك أطرح الآن السؤال التالي: لماذا تواجد اسرائيل ضمن هذا الوضع الخطر والحرج للغاية? وأنا لا استبعد أبدا مسؤولية لجنة ايباك عن هذا الوضع, وكوني مدافعا شرسا عن حرية التعبير, وقدمت دعمي إلى منشقين ينتمون إلى دول عديدة. واتخذت موقفا مناهضا للرئيس جورج بوش حينما أعلن أن اولئك الذين لايؤيدون سياسته, فإنهم يؤيدون الارهابيين ولم استطع التزام جانب الصمت في وقت يعتبر اللوبي المؤيد لاسرائيل هو أحد آخر معاقل هذه العقيدة, وأقول ذلك وأشعر ببعض التردد لأنني أعرف مسبقا أنني سأتعرض إلى هجمات جديدة, ممكن أن تؤثر وتسيء إلى مقدرتي في الاقناع في مجال الدفاع عن القضايا التي التزمت بالدفاع عنها, إلا أن المنشقين الذين دعمتهم واجهوا ايضا مخاطر كبيرة وأنا لم التزم بما يكفي في الشؤون اليهودية لكي أورط نفسي في اصلاح لجنة ايباك ولكن يتعين علي أن أعلن موقفي بصراحة لصالح مسار نقدي هو لب مجتمعنا المنفتح.‏

ومن المشكوك فيه جدا أن يستطيع الحزب الديمقراطي التحرر من نفوذ ايباك فكل شخص يجرأ على التنديد بنفوذ ايباك يعرض نفسه للويل والثبور وعظائم الأمور ولن يعرضوا أنفسهم إلى تلك المخاطر. وبناء على ذلك فالأمر يعود إلى المجتمع اليهودي الاميركي نفسه أن يعيد هذه المنظمة التي تدعي تمثيلهم إلى جادة الصواب ولكن هذا لن يتم فيما إن لم يتحقق استبعاد وإقصاء أولا, الحجة المضللة المتمسك بها المدافعون عن السياسة الحالية, أي أولئك الذين ينتقدون سياسة الاحتلال الاسرائيلية الحالية وسياسة القمع في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية يتهمون بالتشجيع على معاداة السامية.‏

وقد استفادت لجنة ايباك من تلك ( الهرطقات السياسية) التي افتعلتها مسبقا, لتعزز من موقفها داخل الوكالة اليهودية ما سهل لها ضخ سمومها من أجل تأجيج المشاعر المعادية للسامية , كما تدعي. هذا الموقف من قبل ايباك اعطى الطاقم الحاكم في تل ابيب صك براءة. وهو ما كان بحاجة إليه اولمرت وطاقمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية