تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الصحافة الإسرائيلية...الهجوم على غزة...يوفال ديسكن : الجحيم بانتظارنا

ترجمة
الأحد 3/6/2007
أحمد أبو هدبة

كان الدخول الإسرائيلي على خط الاقتتال الداخلي الفلسطيني واضحا منذ البداية , بغض النظر عن قرار حكومة أولمرت بالتصعيد وإعطاء الأوامر لجيش الاحتلال بالقيام بعمليات محدودة

وبعد ذلك الاستمرار بعمليات التصفية واستهداف مواقع القوة التنفيذية ومقرات فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية, فقد كان الهدف هو تأليب جهة فلسطينية على أخرى والسعي لإضعاف القوى الوطنية والإسلامية المجاهدة , وبالتالي خلق حالة من الفوضى تكون جسراً للكيان الصهيوني للاستمرار في فرض سياساته والادعاء بان الشعب الفلسطيني ليس مؤهلا لحكم نفسه بنفسه .‏

الرد الفلسطيني السريع على التصعيد العسكري الصهيوني المتتالي أحدث بدوره جدلا عالي الوتيرة سواء داخل المؤسسات الرسمية والجيش أو في وسائل الإعلام والصحافة تحديدا في الكيان الصهيوني, فقد صعد مسؤولون إسرائيليون من لهجة تهديداتهم لقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالاغتيال كان ديختر الأوضح عندما هدد باغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في أول فرصة تسنح . ونقلت الإذاعة العسكرية عن ضابط كبير قوله إن الأيام الوشيكة ستشهد مزيداً من التصعيد العسكري الإسرائيلي, يشمل قصفاً مكثفاً للطيران الحربي ومحاولات لاستهداف قادة الخلايا التي تطلق الصواريخ وقادة حماس والجهاد من دون قيود زمنية أو قيود تتعلق بهوية المستهدفين. كل ذلك في موازاة رفض إسرائيل اقتراحا من حماس لهدنة واسعة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية.‏

من جهته ابلغ وزير الدفاع عمير بيرتس مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن إسرائيل تعض على نواجذها كي لا تضطر إلى القيام بهجوم بري واسع النطاق في قطاع غزة(. وأضاف انه طلب من سولانا خلال لقائهما في القدس المحتلة أن يستأنف الاتحاد الأوروبي مقاطعته السلطة الفلسطينية وحركة حماس وحجب المساعدات المالية عنهما. وكان بيرتس قال في وقت سابق إن حماس وغيرها تخطئ إذا أوهمت نفسها بأن إسرائيل سترتدع عن اتخاذ أي قرار بما في ذلك قرار بالتوغل البري في القطاع.من جهتها هددت ليفني باستهداف قادة (التنظيمات الفلسطينية) وقالت إن الوقت لم يحن لوقف النار معتبرة اقتراح حماس وقف النار تضليلاً. وأضافت أن المطلوب من إسرائيل القيام بنشاط مزدوج: اتخاذ خطوات متشددة ضد حماس وسائر الجهات المتشددة في موازاة نشاطات لتقوية المعتدلين في أراضي السلطة الفلسطينية. واقترحت ليفني إقامة حاجز مائي في الشريط الحدودي بين رفح وسيناء (محور صلاح الدين) لوقف تهريب السلاح. ويقضي الاقتراح بإغراق الأنفاق بالماء من دون أن تصبح معبراً مائياً. وتقترح ليفني إقامة الحاجز المائي في الجانب المصري من الحدود بتمويل أميركي.واتفق نائب وزير الدفاع افرايم سنيه مع ليفني في رفض اقتراح حماس وقال إن )مثل هذه الاقتراحات هو نتاج الضغط الذي نمارسه وسنواصل ممارسته على قادة الحركة وناشطيها ولم نقل بعد كلمتنا الأخيرة في هذا المجال.. وسيكون مفعول الضغط أكبر كلما طال وقته ألوف بن قال في هارتس في معرض تعليقه على اجتماع المجلس الوزاري المصغر بعد تساقط صواريخ القسام على سديروت ومستعمرات النقب : المجلس الوزاري المصغر اًصيب مجدداً ب (رؤية النفق) وسمع فقط خططاً عسكرية للتصدي لصواريخ القسام ولتعاظم قوة حماس في القطاع. والفوارق بين البدائل تطرقت إلى عدد الفرق العسكرية التي ستُستخدم وبالمستوى الفلسطيني الذي سيتعرض للتصفية, ولن تنشغل بالمسألة المبدئية إذا كان يوجد أصلاً جواب عسكري قادر على إزالة التهديد بثمن بشري وسياسي معقول‏

.وأضاف بن يقول:ثمة أربعة بدائل كهذه مطروحة الآن على الطاولة:‏

وقف النار في الضفة الغربية. القيادة الفلسطينية تقترح على إسرائيل الكف عن الاعتقالات والعمليات العسكرية الأُخيرة في الضفة,‏

خطة دايتون. المنسق الأمني الأميركي يقترح تدريب (وبطريقة غير مباشرة تسليح) قوات الأمن للسلطة الفلسطينية واستخدامها ضد مطلقي صواريخ القسام وضد الذين يحفرون الأنفاق..‏

المحادثات مع حماس. إذا ضعف عباس, ربما يكون من الأفضل لإسرائيل التحدث مع الجهة الأقوى في القطاع حول وقف للنار طويل الأمد, مقابل رفع الحصار الاقتصادي .‏

لقاءات مع عباس. هذه هي السياسة المفضلة على أولمرت وعلى وزيرة الخارجية تسيفي ليفني. إسرائيل تجد صعوبة في ملء هذه اللقاءات بالمضمون بما يتجاوز مجرد حصولها‏

الجنرال غيورا أيلاند , رئيس مجلس الأمن القومي سابقا , يدعو إلى عدم الخوف من العالم والعمل في غزة حتى لو أدى إلى هدم الكثير من المنازل وقال في مقالة نشرها في يديعوت أحرنوت(قبل كل مباحثة مهمة, يُراد الاتفاق على الفروض الرئيسة. فيما يتعلق بمواجهتنا إطلاق صواريخ القسام من غزة من الصحيح أن نفترض ثلاثة فروض:‏

الأول, لا توجد قدرة عسكرية على وقف إطلاق الصواريخ بعملية جوية فقط.‏

ثانيا, بغير تغيير الوضع على امتداد محور صلاح الدين ستستمر حماس تقوى عسكريا.‏

ثالثا, الواقع في سدروت لا يحتمل.‏

الطريق الأول: احتلال مناطق من قطاع غزة, وعلى رأسها محور صلاح الدين. لن نكتفي باحتلال الممر, الذي هو أضيق من أن يُمكّن من الدفاع عنه, بل نوسعه ليصبح 300 متر. ومعنى ذلك هدم مئات البيوت في رفح وأن يصبح آلاف الناس بلا سقف. سيهب العالم وسيغضب المصريون - وهذا جيد! ستصر إسرائيل على أنها ستسحب قواتها فقط اذا نشأت تسوية أمنية مُرضية. تسوية كهذه ممكنة ومن الصحيح الاتفاق مع الولايات المتحدة قبل العملية.‏

يجب العمل في عدد من المناطق الأخرى على نحو مشابه.‏

الطريق الثاني: أن تعلن إسرائيل بأن غزة من جهتها كيان سياسي (مستقل عن الضفة), تسيطر عليه حماس عمليا ورسميا. هذا الكيان في وضع حرب مع إسرائيل, ولهذا من الصحيح من جهتنا أن نأخذ بثلاث عمليات:‏

.أن نغلق فورا وعلى نحو دائم المعابر الحدودية بين إسرائيل وغزة (ولما كانت غزة مفتوحة على مصر فلا توجد مشكلة أن يتم تزويد غزة بالبضائع منها).‏

.أن نعلن بأنه بعد اشهر سنقطع التزويد للماء والكهرباء والوقود.‏

.لكون غزة دولة معادية في وضع حرب مع إسرائيل, تجب مهاجمة كل هدف للسلطة في غزة وكل بنية تحتية تخدم الجهد القتالي الموجه إلينا, وفي ضمن ذلك الشوارع والجسور.‏

هذا النشاط الإسرائيلي يُعرض للخطر مستقبل الدولة الفلسطينية - وهذا جيد. لا شك في أن العالم سيهب أكثر وسيريد أن يُعيد الوضع إلى الوراء. ستوافق إسرائيل على ذلك اذا ما تم الوفاء بالشروط لذلك فقط, وهي شروط يجب الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة سلفا.‏

وبالرغم من لغة التصعيد التي تسم الخطاب السياسي والإعلامي الصهيوني إلا أن هناك اجماعا بين المحللين العسكريين بعدم وجود حل عسكري لصواريخ القسام .‏

يوفال ديسكن رئيس الشاباك حذر من دخول غزة لكنه أشار في مقال له في هارتس إلى جملة من الشروط التي تلزم إسرائيل حتى تستطيع أن تتغلب على الوضع في غزة وبالتالي مواجهة صواريخ القسام :‏

دون خلق ردع حقيقي سنواصل تلقي ضربات القسام. في بيت لاهيا وبيت حانون يعيشون بطمأنينة على مسافة 3كم من سديروت. في المرحلة التالية ستكون نار على عسقلان ونتيفوت‏

من جهتها أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت على لسان مراسلها العسكري يوسي يهوشع أن المواجهة مع حماس ستستمر أسابيع أخرى وأضاف يقول : تقدر محافل عسكرية رفيعة المستوى بان المواجهة الحالية مع حماس من شأنها أن تستمر لأسابيع أخرى, ويتعين على سكان سديروت أن يكونوا جاهزين لذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية