تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القنيطـــرة..قصـــــة حنيــــــن

هذا جولاننا
الأثنين 13-7-2009م
هدى شمالي

كانت تلك زيارتنا الأولى لمدينة القنيطرة، أنا ومجموعة من الزملاء.. وما أن دخلناها حتى احتضنتنا كالأم الحنون.. استقبلتنا فاتحة ذراعيها.. فاغرة ثغرها العذب بابتسامة حنونة.. وعيون يملؤها الحب والشوق.. مشينا في الشوارع الرحبة التي راحت تحكي قصصها بحزن وحنين تارة وبفرح وعزة تارة أخرى.

البيوت وأحجارها شواهد على قصصها، وأبنيتها صور لمن عاشوا ومروا وكانوا.. المسجد والكنيسة كانا متجاورين متآخيين، كل منهما يستأنس بالآخر كما الأخوة.‏

شاهدنا صوراً على الجدران، وحياة تنمو لتنهض من بين شقوقها بعزة وإباء رغم كل شيء. آثار الدمار والتخريب كانت واضحة، ولكن حضور الحياة كان أقوى، ورائحة النصر تفوح في كل مكان.. العلم يرفرف عالياً بشموخ، يغطي سماءها الصافية، ويحميها من جديد، وأشجارها الباسقة والمتعانقة كانت مظلتنا لنتدارى بها بعيداً عن شمسها الذهبية، والتي حدثتنا عن أحبتها الذين زرعوها وجلسوا بظلها وكم هي تفتقدهم.‏

أخذتنا للشريط الحدودي.. هناك أختها القريبة البعيدة، حدثتنا عنها بشوق وحرقة، رنونا بعيوننا إليها.. لوحنا بأيدينا، لعل سلامنا يصل.. أرسلنا كلمات حب وشوق من قلوبنا مع النسمات للقاء قريب معها.‏

مر الوقت دون أن نشعر، فسرعان ما تآلفنا مع المكان، وكشفنا الكثير من الذكريات والقصص التي مرت على هذه الأرض المحررة، وعلى الرغم من الدمار الهائل الذي ألحقته بها همجية العدو بقيت كالأم الحنون تعطي بلا كلل ولا تململ دروساً في العطاء والحب والكبرياء.‏

ودعناها محملين بالمحبة والعزة والنصر، بذكريات وقصص نرويها، واتفقنا على لقاء قريب في الجولان الحبيب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية