|
هذا جولاننا البيوت وأحجارها شواهد على قصصها، وأبنيتها صور لمن عاشوا ومروا وكانوا.. المسجد والكنيسة كانا متجاورين متآخيين، كل منهما يستأنس بالآخر كما الأخوة.
شاهدنا صوراً على الجدران، وحياة تنمو لتنهض من بين شقوقها بعزة وإباء رغم كل شيء. آثار الدمار والتخريب كانت واضحة، ولكن حضور الحياة كان أقوى، ورائحة النصر تفوح في كل مكان.. العلم يرفرف عالياً بشموخ، يغطي سماءها الصافية، ويحميها من جديد، وأشجارها الباسقة والمتعانقة كانت مظلتنا لنتدارى بها بعيداً عن شمسها الذهبية، والتي حدثتنا عن أحبتها الذين زرعوها وجلسوا بظلها وكم هي تفتقدهم. أخذتنا للشريط الحدودي.. هناك أختها القريبة البعيدة، حدثتنا عنها بشوق وحرقة، رنونا بعيوننا إليها.. لوحنا بأيدينا، لعل سلامنا يصل.. أرسلنا كلمات حب وشوق من قلوبنا مع النسمات للقاء قريب معها. مر الوقت دون أن نشعر، فسرعان ما تآلفنا مع المكان، وكشفنا الكثير من الذكريات والقصص التي مرت على هذه الأرض المحررة، وعلى الرغم من الدمار الهائل الذي ألحقته بها همجية العدو بقيت كالأم الحنون تعطي بلا كلل ولا تململ دروساً في العطاء والحب والكبرياء. ودعناها محملين بالمحبة والعزة والنصر، بذكريات وقصص نرويها، واتفقنا على لقاء قريب في الجولان الحبيب. |
|