تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الجولانية...«البطيحـــــــة»

هذا جولاننا
الأثنين 13-7-2009م
نعود بالذاكرة إلى قرية البطيحة من جديد، حيث نشير إلى معلومات أوسع مما كنا قد ذكرناه في ذاكرتنا الجولانية سابقاً وهي معلومات توثيقية عن تلك القرية التي تجاور بحيرة طبرية، تلك البحيرة التي تستمد مياهها من نهر الشريعة.

كانت البطيحة قبل الاحتلال الصهيوني مركز ناحية تضم 21 قرية ومزرعة عربية سورية، تقع عند ملتقى الحدود السورية الأردنية الفلسطينية، في أقصى جنوب الجولان، على الساحل الشرقي من بحيرة طبريا. ويحد أراضيها من الجنوب قرية النقيب الفلسطينية، ومن الشرق قرى الجولان المنحدرة في القطاع الجنوبي، ومن الشمال قريتا الويسية والجعانين، ومن الغرب نهر «الشريعة» نهر الأردن وبحيرة طبريا.‏

ترتفع البطيحة عن سطح البحر بمقدار 186 متراً، وتتميز باتساع المكان، وحرارتها الدافئة شتاءً، وغزارة المياه وماتضفيه على المنطقة من اخضرار دائم. كما تعتبر ذات أجواء رطبة لقربها الشديد من بحيرة طبريا، فضلاً عن وجود الينابيع والسواقي والعيون في مختلف قراها مثل: عين الباشا، عين المسار، عين المزفرة الكبريتية على الحد الأقصى الجنوبي على الحدود مع فلسطين.‏

تعتبر معظم أراضي منطقة البطيحة من أغنى مناطق الجولان بالمياه والتربة الخصبة، حيث كانت أنظار الحركة الصهيونية تتجه إلى منطقة البطيحة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.‏

وتضم منطقة البطيحة جغرافياً جبالاً وأودية، وسهولاً، وتلالاً، وتبلغ مساحتها الكلية 53980 فداناً من الأرض، حيث تتألف من قسمين: قسم سهلي منبسط هلالي الشكل طوله 12 كيلو متراً، وعرضه 1،5 كيلو متر، وفي أودية الصفا والدالية ووادي الزاكية تجعل من مساحته 18 ألف دونم، تروى من قناتي الشيدة والعفريتية. وقسم جبلي تنمو فيه بكثافة الأشجار الحراجية المعروفة، وأشجار الفاكهة المتنوعة.‏

وتروى البطيحة من نهر «الشريعة» نهر الأردن. أرضها قوية الإنبات تزرع فيها الخضروات، والخضروات الباكورية التي يتم إنتاجها قبل موسمها وبعده، الأمر الذي هيأ تربتها لزراعة ونمو أشجار البرتقال، والبلح، والموز.‏

في 11/12/1955 اعتدت القوات الصهيونية على قرية البطيحة وأسفر هذ الاعتداء عن استشهاد خمسين مواطناً أعزل من أبناء القرية والقرى المحيطة بها، وقد تخلل هذا الاعتداء تدمير عدد من منازل القرى السورية وقتل سكانها تحت ركامها.‏

تم تهجير سكان القرية بعد احتلالها في عدوان حزيران عام 1967.‏

اشتهرت ناحية البطيحة بثرواتها الزراعية والسمكية والحيوانية، وذلك لتوفر مجموعة من مقومات نمو وتطور هذه الثروة، ومن أهمها:‏

1- تعتبر منطقة البطيحة سهل طمي كثير الخصوبة.‏

2- على اعتبارها جزء من غور الأردن وارتفاع درجة الحرارة في الصيف واعتدالها في الشتاء، جعل هذا السهل يشتهر بالزراعة الباكورية.‏

3- توفر المصادر المائية (ينابيع، أقنية، البحيرة)، كل ذلك جعل من سهل البطيحة مصدراً رئيسياً للزراعة وتوريد المحاصيل الزراعية إلى مدينتي القنيطرة ودمشق.‏

كما واشتهرت البطيحة بالأشجار المثمرة ومن أهمها الموز والزيتون والحمضيات. وفي عام 1963 تمت زراعة الرز في سهل البطيحة لكثرة المستنقعات المائية، وإضافة لزراعة الأشجار المثمرة تمت زراعة مساحات شاسعة للسمسم والقمح والشعير.‏

من أهم المحاصيل الزراعية الخضار بأنواعها والحمضيات والموز والزيتون.‏

كما اشتهرت بحيرة طبرية بثروتها السمكية، حيث وجدت فيها أنواع عديدة من الأسماك بلغت 22 نوعاً، أهمها: المشط الطبري، القشري، السردين، البربوط... الخ. واعتاش عدد كبير من أهالي البطيحة من صيد السمك وبيعه مباشرة أو عن طريق جمعية.‏

كان أهالي البطيحة يمارسون تربية الحيوانات، كالأبقار والأغنام والجواميس، إلى جانب صيد السمك والزراعة.‏

افتقرت البطيحة إلى الصناعة لاعتمادها بالدرجة الأهم على موردين معيشيين ضروريين، إلا أنه ومن الحاجة الملحة إلى بعض الصناعات الضرورية، والتي تهم المزارعين والصيادين، وجدت فيها بعض الصناعات التقليدية البسيطة مثل صناعة شباك الصيد، قوارب الصيد الصغيرة، صناعة جرار الفخار المائية، صناعة البسط (الحصر) من نبات الحلفا، طحن الحبوب، عصر الزيتون، والصناعات المنزلية مثل: رب البندورة، مربى المشمش، الجبن البلدي، السمن العربي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية