|
آدم إذ تقدمت للزواج من أول امرأة قابلتها وفي اللقاء الأول مباشرة, ولكنني بالمقابل املك الكثير من الأصدقاء الأنذال وهذا بالطبع أمر لا يدعوني للفخر ولكنه أيضا لا يخجلني. يمكننا أن نفهم هؤلاء الشباب جيدا فهم يسيرون وفق قاعدة منطقية بسيطة : لا بد لأي شاب طبيعي يلتقي بفتاة طبيعية (في حال توفرها) أن يستسيغها أولاً, ثم يتأكد من قدرته على الاستماع إليها, ومن ثم قدرته على الاستماع إليها مجدداً, ومن ثم يختبر قدرته على المغامرة باحتمالها مدى الحياة. بعد ذلك..وبعد ذلك فقط, يأتي قرار الزواج كتتويج طبيعي لهذه السلسلة الطويلة والمعقدة وغير المضمونة. المرأة من جهتها تملك السلسلة نفسها تماما ولكن مقلوبة, فهي تريد الزواج أولاً وبعد ذلك تدرس بقية الأمور على راحتها, والفرق بين الأسلوبين هو, بالضبط, الفرق بين الفشل المحتمل والفشل المؤكد. أجل ففيما الرجل يفعل كل شيء ليستبعد الفشل فإن المرأة تفعل كل شيء لتضمنه مؤكداً. يستغرق تفكير الفتاة بالزواج الوقت الذي تحتاجه للتفكير بإغاظة ابنة خالتها حيث يكفي أن تأخذ قرارا عاجلا بالحصول على فستان جديد أو تغيير تسريحة شعرها, فكذلك عندما تتصاعد حمى المنافسة يكفي أن تأخذ قراراً عاجلاً بالحصول على رجل أو تغيير رجل. أما الرجل فيفكر بالزواج بالجدية نفسها التي يفكر فيها بالتخطيط لحرب أو الإعداد لانقلاب ويحتاج من الوقت ما يكفي للإجابة على سؤالين صعبين للغاية: هل يموت من الضجر طليقا أم يموت من النكد في قفص الزوجية ? هل يتزوج ليصبح سعيدا أم يتزوج ليصبح فيلسوفا (حسب معادلة سقراط شبه المستحيلة) ? وهما بالتأكيد سؤالان يحتاجان إلى وقت أطول بكثير من فنجان قهوة في مقصف أو لمسة يد على رصيف . |
|