تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرجال أيضاً... يثرثرون!!

آدم
الأربعاء 15/11/2006
لينا ديوب

وحدها المصادفة جعلتني أستمع لحديثهما, رجلان مرموقان أو هكذا يقال عنهما أو يصنفان في مكان عملهما وربما في المجتمع عموماً,

والحديث الذي تعمدت بعد بدايته أن أكمله لا يتناول مشكلات العمل ولا غلاء المعيشة ولا صعوبة تعليم الأبناء, ولا حتى عن تردي العمل الصحفي أو الفساد في سورية, وإنما عن رجل آخر زميل لهما, عن غروره وأوهامه عن نفسه بأنه من نخبة القوم ثقافياً وسلوكياً, وعن كذبه على نفسه وعلى الآخرين والأخريات, ولاحقاً عن مظهره أي ما يلبس وكيف يدخن ومع من يظهر من الفتيات ياللعجب هل معشر الرجال يلجؤون للغيبة والنميمة? وأي رجال? رجال العلم والثقافة? إنه لأمر مؤسف حقاً, فهم حملة لواء الثقافة والفكر والنهضة الاجتماعية وتحمل أعباء الحياة ولن يجدوا الوقت لهكذا ثرثرات!!‏

طبعاً هذا ليس المثال الوحيد على ثرثرة الرجال وقد تضيق الصفحات عليها, ولو لم يعط الرجل نفسه مكانة خاصة ترفعه عن المرأة وكأنها من عالم آخر لقلنا إن الأمر طبيعي فهم بشر أيضاً ومن هذا المجتمع الذي يضيق على الانسان كثيراً بموانعه التي لا تنتهي التي تضطر الناس جميعاً للمجاملة وعدم التعبير الصريح والواضح عن الآراء ليس في السياسة فقط.‏

ولو لم يتردد الرجال بانتقاص من آراء المرأة التي تروقهم والاعراض عنها وتحويل المجالس المشتركة إلى نسوي ورجالي, لقلنا لا بأس على رأي علماء النفس إنها حاجة نفسية وارتياح إنسان لإنسان.‏

لكن عندما يعمد إلى حجب المرأة في البيت إن كانت ربة منزل ويبعدها عن الشأن العام, ويمارس التدريب والتأهيل والمراتب الوظيفية, ألا يكون يساهم في خلق عالم النميمة أمراً مقبولاً بالنسبة لها! فيأتي رغم كل الفضاءات المفتوحة أمامه ويلجأ إلى ما دفعها إليه الضيق!‏

فهل ستستمر أيها الرجل معتبراً الثرثرة حكراً على النساء? أم ستضطر مع ازدياد مشاركتها لك في ميدان العمل وتزايد تشكل الوعي عندها لكل ما يؤذيها وثقل حجم الضغوط والصعوبات عليكما معاً, إلى الاعتراف بأن الانسان عندما تضيق به السبل تتراجع أساليب دفاعه عن نفسه خاصة إذا كان وحيداً, ولن يضيرك هذا الاعتراف فقد تجد ما هو مشترك مع المرأة ومتشابه, غير الثرثرة الكثير وربما الخطر!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية