|
عين المواطن فالتصحيح في ذكراه السادسة والثلاثين يعني بالنسبة لنا التطوير والتحديث في كل مناحي الحياة. صحيح أننا حققنا الكثير عبر السنوات الماضية من عمر التصحيح, لكننا بحاجة لتحقيق المزيد في السنين القادمات من حياتنا, ولا سيما أننا نواجه تحديات كبرى في الداخل والخارج. تحديات الداخل تعني بالنسبة لنا مواجهة كل ما يعوق مسيرة التطوير والتحديث ووضع الحلول الناجعة له, وتعني أيضاً - أي تحديات الداخل - تحقيق بل الوصول إلى الدولة العصرية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ, كي نكون في مصاف الدول المتقدمة عالمياً وفي كل المجالات, ونحن وبفضل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد نسير بخطوات حثيثة باتجاه تحقيق ذلك. أما فيما يتعلق بتحديات الخارج وما ينتج عن موقفنا الثابت والمبدئي من مجمل القضايا القومية والوطنية فهذا يتطلب منا المزيد من رص الصفوف لمواجهة تلك التحديات, لا سيما إذا ما علمنا أن موقفنا هذا يفرض علينا تضحيات جساماً لأننا نواجه هجمة أمريكية - صهيونية نتيجة مواقفنا من جملة قضايا أهمها موقفنا من قضية المقاومة وشرعيتها في تحرير الأرض, وقضية فلسطين والعراق ولبنان وتحرير كل شبر من الأرض العربية المحتلة, طبعاً موقفنا هذا لا يرضي أعداء الأمة, وهو يتطلب منا أن نكون في إطار جبهة داخلية متراصة, لأننا وكما أشرنا نواجه تلك التحديات وحيدين, فحالة من السقوط والتردي العربي قد سيطرت على الكثير من الأنظمة العربية اللاهثة وراء الأمريكان وإسرائيل, لكن يبقى رهاننا على الشارع العربي, والمقاومة الوطنية والإسلامية, ومن يقف معنا مؤيداً لقضايانا العادلة. تأتينا ذكرى التصحيح هذا العام وهي تحمل لنا إرادة قوية لا تقبل التنازل أو التفريط بحق من الحقوق, لأن الجماهير التي التفت حول هذه الحركة منذ يومها الأول تيقنت أنها - أي الحركة - قد جددت رؤية البعث لتلك الجماهير, وأنها فتحت لهم طريق العبور الذي انتظروه طويلاً. فها هي سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد لا تقبل الهزيمة والاستسلام لأن إرادة الشجعان لا تساوم على حق من الحقوق العربية, وها هي صياغة التاريخ تعود من جديد لأننا نريده تاريخاً تصاغ كلماته من الارتباط العميق بجذور الوطن ونضال الأمة, ومن التلاحم الجماهيري بين القائد والشعب, هذا التلاحم الذي تعبر عنه المحبة والصدق والوفاء بين طرفي المعادلة, وهذه الصفة لم يتمتع بها أي قائد غير القائد الخالد حافظ الأسد صانع التصحيح ومن بعده القائد بشار الأسد الذي لم يترك مجالاً من مجالات الحياة إلا وحركه باتجاه جعل سورية محط أنظار كل العرب الطامحين لرفع راية الانتصار من جهة, وتحقيق التطور والتقدم في كل مناحي حياتنا من جهة ثانية...فسورية التي تحتفل غداً بذكرى التصحيح تعيش في قلب كل عربي حر شريف. |
|