|
البقعة الساخنة منذ ذلك الحين ظهر الوكلاء الحصريون للمشروع الأمريكي وارتفعت أصواتهم وشعاراتهم, وتيقن الناس من صكوك اعتمادهم باعة جوالين في هذا السوق. غير أن مجريات السوق وحركة اسهم المشروع, لم تكن في صالح التاجر الأمريكي الكبير, فما إن ربح الصفقة الأولى, صفقة الاحتلال والقوة العسكرية المتفوقة, حتى بدأ سلسلة من الخسارات والهزائم المتلاحقة, هزته بعنف ونخرت كل أرصدته ورهاناته ودفعته رويداً رويداً الى حافة الإفلاس المتلبس أولاً ثم المعلن, خاصة عندما أعلن أهل بيته تخليهم عنه وعن سوقه وتجارته الفاسدة, فجاؤوا الى مربط خيله بجياد ديمقراطية تحل محل جياده الجمهورية المنكهة. ومن طبيعة الأشياء, خاصة تلك التي لاتقوم على أخلاق ومبادئ بل على مصالح آنية طارئة وعابرة وعلى قاعدة الصفقة, أن إفلاس التاجر الكبير يضيع الوكلاء والعملاء الصغار, يدمر مشاريعهم ويحبط طموحاتهم ويعزلهم في خانة الباحثين عن طوق النجاة بأي طريقة أو وسيلة, وبأي ثمن. حدث هذا للتاجر الأمريكي المعتكف الآن الى دفاتره القديمة والى بقايا ارصدته ورهاناته, وحدث هذا أيضاً لوكلائه وعملائه, الذين-كما العادة-تخلى عنهم وتركهم يواجهون مصائرهم لقاء ما صنعته يداه وايديهم معاً في يوم ما. ثلة الوكلاء والعملاء الصغار في لبنان, الذين ألهاهم التاجر الأمريكي المفلس بالدويلات والكانتونات وسجلات غينيس, وإن تمظهروا اليوم بالعناد ,والصلف وادعاء المتاجرة بالسوق, إلا أنهم-كما معلمهم وولي نعمتهم-مفلسون مفلسون, وما عاد عندهم إلا ملعب صغير وكرة مثقوبة ووقت مستقطع لايوصلهم الى هدف!! |
|