تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يبحثون عن القطاع العام

الكنز
الأربعاء 15/11/2006
منير الوادي

عندما تم الترخيص لاقامة مصارف خاصة في سورية كان الامل كبيرا بوجود اضافة جديدة للاقتصاد السوري تعطيه المزيد من المرونة.

ولكن وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات نسأل هل استطاعت المصارف الخاصة تلبية رغبات المواطنين والاستفادة من القيمة المضافة المتنظرة من المصارف بتشجيع الصناعات الناشئة والمشاريع المتوسطة والصغيرة.‏

ما تابعناه خلال ثلاث سنوات للاسف لا يشجع لان هذه المصارف مازالت تعمل على القروض التجارية فقط وقصيرة الامد واذا ارادت التحويل او الاقراض بالعملة الاجنبية فانها تشترط ان يكون السداد خلال فترة لا تتجاوز الستة أشهر بسبب خوفهم من تقلبات العملة.‏

وكذلك الامر نجدهم لا يساهمون بتمويل المشاريع المتوسطة اوالصغيرة الناشئة بل يشترطون ان يكون المشروع قائما ويمكن تمويل التوسعة او التطوير بعد التأكد من وجود ضمانات كبيرة.‏

وما يدلل على عدم رغبة هذه المصارف بتحقيق الاضافة الحقيقية للاقتصاد السوري انها مازالت الى الآن تعمل بعدد محدود جدا من الفروع لا يرقى الى الدور المتنظر منها لان تقديم الخدمة الجيدة يحتاج اولا لفروع متعددة ومنتشرة في اماكن التجمعات السكانية الكبيرة.‏

واخر مطالباتها هو ان نأخذ دورا للمساهمة بتمويل مشاريع وعمليات القطاع العام وهذا شيء مستغرب كثيرا لان القطاع العام يملك مصارف حكومية ممتلئة بالاموال وتستطيع ان تمول مشاريعها ويفترض بالخاص ان يمول الخاص وينشطه بدل البحث عن دور جديد.‏

من خلال المتابعة نقرأ ان المصارف الخاصة تهدف الى الربح فقط وليس لديها اي خطط لتقديم اضافة للاقتصاد الوطني وفوق ذلك ايضا نجد ان الجانب الاجتماعي غائب تماما عنهم وهو ما يخالف توجهات السياسة الاقتصادية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية