تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المدرسة الأقل سعرا..ًبناء سكني من طابقين وباحة لا تتجاوز الثلاثين متراً

مجتمع
الأربعاء 15/11/2006
ميساء العجي

التشابك والاتساع في التعليم لم يتوقف على مرحلة التعليم الجامعي فحسب انما امتد ليشمل المدارس كافة. من يسير بشوارع دمشق يدرك أن عدد مدارسها الخاصة يفوق عدد طلابها.. فهل أدرك أصحاب المدارس الخاصة أهميةالتعليم في حياة هذا الجيل أم أنهم يجدون فيه تجارة رابحة يجنون منها الكثير ويجمعون ثروتهم ويؤمنوا مستقبل أولادهم.

للحديث بصراحة عن إحدى هذه المدارس قمت بزيارة لثانوية بإحدى أحياء مدينة دمشق الكبرى وتحدثت الى مديرها الذي أخذ يشرح في البداية: إنها مدرسة حديثة قامت بشراء الترخيص لكن المدرسة ..فوق بابها.. لائحة مسجل عليها أنهاأسست منذ أكثر من عقدين وأنهم منذ أخذهم للترخيص في بداية هذا العام بذلوا مجهوداً كبيراً باصلاح المدرسة وبناء حماماتها وتأمين الاساتذة الاكفاء لها ذلك من اجل الارتقاء بمستوى التعليم فيها بين الناس وذلك لجذب أكبر عدد من الطلاب للتسجيل فيها مبيناً أنه كان للمدرسة بالسابق سمعة سيئة جداً وكذلك البناء أسوأ فلم تكن توجد حمامات فيها وشعبها بدون ابواب وان وجدت فهي محطمة.‏

والمدرسة ليست ابتدائية ولا اعدادية انما ثانوية وفيها دوامين صباحي اناث في الساعة 7,30 حتى 12,30 ومسائي ذكور من 1-5 مساء وتحتوي اعداداً نموذجية من الطلاب ففي البكالوريا العلمي 12 طالبة والأدبي 36 طالبة.‏

واضاف مدير المدرسة ان مدرسته أقل أقساطاً بمدينة دمشق فيبلغ قسطها السنوي /20/ ألف ليرة سورية وعند سؤالي مع الباص أم بدون اجاب بدون الباص وعند سؤالي له عن قسط الباص اجاب لا توجد عنده فكرة عن ذلك انما يهتم هو بالاساتذة واجورهم والطلاب وتعليمهم لكن.. قبل قدوم المدير للمدرسة بعد اتصال أمينة السر به للاجابة عن الاسئلة سألت أمينة السر عن قسط الباص فاجابت ان 10 آلاف ليرة قد ينقص حسب المنطقة التي يقطن بها الطالب فان كان قريب جداً نأخذ فقط ستة آلاف ليرة سورية أما المناطق البعيدة فنأخذ عشرة آلاف ليرة سورية.‏

وعند سؤالي هل المدرسة مجهزة بأجهزة حاسوبية ومخابر للطلاب على مستوى العشرين ألف التي تؤخذ من الطلاب.. بالواقع لا أجد شيئاً من هذا, عند سؤالي عن السبب اجاب المدير: ان المدرسة حديثة والترخيص اخذ منذ فترة قصيرة فقط ونحن نقوم بالتمديدات الكهربائية من اجل الاجهزة الحاسوبية الجديدة ونعمل من اجل ذلك بجد واجتهاد وبين أن رئيس مجلس الادارة للمدرسة (أي مالكها وصاحب الأموال) هو يملك معاهد كمبيوتر فأي طالب أو طالبة يدرس بالمدرسة ويريد أن يحضر درساً من مادة المعلوماتية المقررة لطلاب الصف العاشر فليذهب لأي معهد كمبيوتر تابع لمالك المدرسة ويحضر كما يريد وكيفما شاء ويسأل عن اي شيء وبرأي المدير ان هذه ميزة يحسد عليها طلاب المدرسة فهو محظوظ من يدخل أحد هذه المعاهد ويأخذ درساً بالمعلوماتية فيها ومجاناً مع انه من المقرر أن يأخذها بمدرسته وبوقت دوامه وثمنه مدفوع ضمن قسط المدرسة ,لكن المدير اكد أن هذه ليست ميزة جيدة للطالب فحسب انما كون رئيس مجلس الادارة للمدرسة يملك اكثر من معهد منتشر في كافة مناطق مدينة دمشق فكل طالب يحضر درس بالمعهد القريب من منزله وبرأيه هذا أمر يسهل على الطلاب الحضور واخذ اكبر قدر من المعلومات فكيف ان كان احد هؤلاء الطلاب لا يوجد مركز قريب من بيته فما هو الحل يا مدير المدرسة?.‏

وما من أحد ينكر ان طلاب المرحلة الثانوية يحتاجون متابعة وملاحقة من اجل دروسهم ودراستهم سواء من اهلهم أو من مدرستهم والإ يتكاسلون ويهملون الدراسة.‏

فهل هذا هو الحل المناسب لعدم وجود أجهزة حاسوبية للمعلوماتية بالمدرسة يا ترى.‏

الأساتذة والموبايلات‏

بينما كنت بانتظار مدير المدرسة لإجراء اللقاء معه تم الاتصال أكثر من مرة باستاذ الرياضيات لإعطاء درسه الذي تأخر عنه ربع ساعة ولم يكن ينتهي لقاء مع المدير إلا وكان الأستاذ قد خرج من درس الرياضيات وكذلك أستاذ آخر لم اعرف مادته لانه دخل متأخراً أو خرج مسرعاً من اجل موعد آخر وكان سعيداً لالقائه الدرس بمدة ربع ساعة فقط وآخر خرج شاكياً من مشاغبة الطلاب ومشاكساتهم وخاصة مع الموبايلات التي يكثر استخدامها اليوم رغم مصادرة بعضها لكن دون جدوى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية