|
|
مرايا اجتماعية يمكن أن نجد ما أطلق عليه الخبراء ظاهرة الرجل الخفي ، والرجل الخفي هو الرجل الذي يختار أن يظل في دوره التقليدي الذي وضعه فيه الإعلام والمجتمع على الرغم من تغير هذا المجتمع، وأصبحت المرأة فيه مسؤولة هي الأخرى عن الصحة المادية للأسرة ،
فقد تغير وضع المرأة ، ولكن الرجل اختار أن «يختفي» من جانب كبير من المسؤوليات المتزايدة ، وترك الزوجة وحدها لتواجه كل تلك الأعباء في الداخل والخارج، ولذلك في بلد الحريات «الولايات المتحدة» ارتفعت معدلات الطلاق لتصل إلى 50 %، وهي نسبة عالية تشير إلى أن الأسرة الأميركية في محنة حقيقية والسبب ظاهرة «الرجل الخفي» فالزمان قد تغير، وتطور دور المرأة في العمل ، ولكن لم يتغير شيء في الجبهة المنزلية. فالرجل لا يزال يقدر نفسه بمقدار الدخل الذي يعول به أسرته.. والمرأة تشعر بأنها قد أصبحت أكثر مسؤولية عن رفاهية أطفالها ، ومظهر منزلها ، أيضاً تظل تلك الأعمال المجانية -غير مدفوعة الأجر- التي تقوم بها المرأة في منزلها أعمالاً خفية شفافة لا تعترف بها العائلة ولا المجتمع في العموم. ولأن المرأة انتقلت إلى مجال العمل فقد شاركت هي الأخرى في الأعباء المادية، ولكنها لا تزال مسؤولة عن الأطفال ، والمسؤوليات المنزلية ، ولا يقع أي من تلك المسؤوليات على شريكها. ولذلك فعندما لا يُقدّر الزوج ما تقوم به الزوجة من أعباء ومسؤوليات فهو بذلك يفرك الملح في جروح ملتهبة ، وتحدث المشاكل التي قد تصبح مزمنة. وعندما يشارك الرجل - حتى بأبسط الأشياء - يشعر بأنه قد فعل الكثير، وذلك لأن والده لم يكن يفعل أياً من تلك الأشياء، فهو يعجب كثيراً لرؤية غضب زوجته وهو يعتقد أنه يشاركها في كل شيء، ومع ذلك فإذا كان الرجل يقدرما تفعله زوجته ، ويشعرها بهذا التقدير، فسوف يخفف هذا من شعورها بالإحباط . فعندما تشعر المرأة بعدم التقدير تشعر بأن زوجها لا يحبها ، وذلك يؤدي إلى الشعور بالظلم ، وعدم الرضا ، ولذلك فيجب على الزوجة أن تتحدث مع زوجها ، وتؤكد له أن يظهر ويخرج من حالة الاختفاء الاختياري الذي يسعد بها، ويشاركها أي شيء ليس بالضرورة بالتساوي ، ولكن يجب أن يشارك حتى يشعر كلا الطرفين بوجود الحب بينهما ، فهذا الحب هو الذي سوف يجعلهما يتغاضيان عن الأخطاء الصغيرة ، التي قد تمر بسلام إذا لم يحدث اتفاق بشأن مسؤوليات الزواج ! |
|
