|
دمشق السوريون وأمام ازدياد حدة الاستهداف التي أصابت قطاع الكهرباء ومحطات التوليد وخطوط نقل الطاقة وقرارات التقنين التي زادت من مستويات الوجع لم يتعبوا كثيرا في البحث عن بدائل لتوفير الطاقة خصوصا في ظل طقس بارد وظروف جوية صعبة ونقص في مصادر الطاقة والوقود ،
فبدؤوا برحلة البحث عن «أديسون جديد» يخترع لهم بديل يؤمن التزود بالطاقة ولو بالحدود الدنيا في ظل ما ذكرنا من ظروف ومصاعب ووجدوا الحل في المولدات الكهربائية التي سجلت طلبا عاليا لامتلاكها رافقه ارتفاع غير مسبوق في أسعارها ودخول نوعيات «بازارية « لا تتمتع بالحد الأدنى من الجودة وعوامل الأمان في وقت بينت فيه معلومات السوق أن نحو مليون من أصناف المولدات قيمتها تفوق 25 مليار ليرة ـ بافتراض سعر المولدة وسطيا 25 ألف ليرة ـ وجدت طريقها إلى بيوت المستهلكين ومحلاتهم التجارية وغير ذلك. الإقبال المتزايد على شراء المولدات خلق في وجه السوريين مشكلة جديدة تمثلت في زيادة معدلات الإنفاق على ما تحتاجه هذه المولدات من وقود وزاد إنفاقهم على المازوت والبنزين اللازمين لتشغيلها، وبحساب بسيط نجد أن استهلاك المولدات وحدها فاق ما يعادل 3 ملايين ليتر من البنزين لتشغيل نصف حجم المباع من المولدات على اعتبار أن المولدة تستهلك 1 ليتر بنزين لعمل ساعة، فإذا قدرنا عمل 6 ساعات متقطعة أو متصلة نجد أن أرقام الاستهلاك تتضاعف ست مرات ، وبحساب سعر الليترـ إن توفر 100 ليرة ـ نكون أمام معدلات استهلاك غير مسبوقة ، تحمل جيوب الناس أكثر من 600مليون ليرة يوميا في حال ما ذكرنا من ساعات التشغيل ،خاصة في ظروف قاسية للغاية تمر بها البلاد منذ ما يقارب الثلاث سنوات هنا ندرك ماذا فعل بالسوريين انقطاع الكهرباء والمستفيد تحديدا حفنة من التجار الذين وجدوا في حاجة الناس فرصة ذهبية لزيادة مكاسبهم ؟!. ثمة حقيقة تؤكدها حال الناس بأن من لديهم القدرة على شراء مولدة يشكلون نسبة قليلة بالمقارنة مع السواد الأعظم من السوريين الذين تضاعفت أعدادهم بسبب ظروف الأزمة لهذا لم تكن المولّدات الخيار الأمثل للجميع نظراً لارتفاع أسعارها وعدم قدرة غالبية المواطنين على تحمل أعبائها، فمنهم من توجه لاستهلاك شمع الانارة وآخرون عادوا للدفاتر العتيقة حيث الفانوس والكاز والسراج والفتيل وغير ذلك كما انتشرت في الأسواق تجارة الشواحن الكهربائية ، لم يحل المشكلة لكنه ساهم في مضاعفة النفقات خاصة بعد رداءة منتجات الشمع المطروحة في السوق وجنون أسعارها. كما عرفت الأسواق بضاعة جديدة فرضتها أم الاختراع ربما تفي بالغرض وتناسب ذوي الدخل المحدود فمن لمبات الإنارة (led)، وصولا إلى استخدام بطاريات السيارات لتوليد الكهرباء عوضاً عن المولدات، وهي كافية لتشغيل تلفزيون ولمبتي توفير فقط، وسيئاتها أنها قد تفور إن تركت تعمل لفترة طويلة فهي تعمل فقط لمدة 4 ساعات ثم تحتاج إلى شحن، وهذه المخترعات المحلية تلاقي إقبالاً كبيراً من الناس الذين يفضلونها على المولدات المرتفعة الثمن وذات الصوت المزعج من جهة إضافة لكثرة أعطالها من جهة أخرى. المشكلة برزت أيضا في كثرة أعطال هذه البطاريات وحاجتها إلى الشحن بالكهرباء لعدة ساعات حيث تتراوح مدة خدمتها بحسب جودتها ، أما أسعارها فحدث بلا حرج حيث سجلت مبالغ كبيرة جدا وصلت في المستوى البسيط 17 ألف ليرة لتتعدى حسب السعة حاجز 40 ألف ليرة لكل شبكة يضاف إليها سعر « انفيرتر» الشاحن الذي يباع بمعدل 6ـ 8 آلاف ليرة أما خطوط الإنارة التي تغذيها البطارية فبسعر 1000 ليرة لكل متر والأرقام تتزايد حسب درجة السطوع لتصل إلى ستة آلاف ليرة . |
|