|
دمشق وهي أصغر وارخص سيارة في العالم بثمانين كيلو غراماً من الذهب لتذيب عقدة الفقر في نفوس مالكيها. الفكرة من الناحية التسويقية تبدو وكأنها قُدّت من وادي عبقر. الهنود أساتذة في الحرف الدقيقة والصبر،فالكثيرمن التماثيل، على سبيل المثال، تعاقب على إنجازها أربعة اوخمسة أجيال،ولأنهم أساتذة في الدقائق فهم كذلك في التسويق. في الهند هذه القارة المترامية اللهجات والأديان تتلبسك الدهشة لقدرتهم المهولة على البيع والترويج والتسويق،فبراعتهم عولمت قصة بناء تاج محل ،هذا القصر الجميل حتى غدا محجاً للزوار،ا لهنود فيه أكثر من الأجانب، حولوه الى أحد أبرز المقاصد السياحية على مستوى الكرة الأرضية ليس من باب هندسة بنائه بل من باب الغَزْل على التمادي في عاطفة الحب والوفاء. نحن نسوق ونروج للسياحة الداخلية بـ «مذكرات التفاهم» بأجنحة في معارض داخلية وخارجية ليس شرطاً إن تقيمها وزارة السياحة،الترويج عندنا إن تم فإنما يتم عن طريق مقولات من قبيل» لكل إنسان وطنان وطنه الأصلي وسورية» فعراقة سورية كمتحف مفتوح يضم بين حدوده نحو 3500 موقع اثري هو المغناطيس الجاذب للسياح من غرب وشرق، لا الحملات غير المحترفة التي تعهد لغير محترفين . ارتأى صناع السياحة الهنود ان يحضروا معهم إلى مصر سيلينا جيتلي ملكة جمال الهند العام الماضي، لتقضي فترة أعياد الكريسماس في الأقصر، إلى هنا قد يبدو الخبر فيه مسحة من مهنية رفيعة. أصحاب الشركات الهندية، الذين ابرموا اتفاق تعاون مع المصريين لتنشيط السوق المصرية، شطّار ومهرة ولاتفوتهم فائتة،إذ صمموا حملتهم على مستويين، الأول أن تبقى ملكتهم لفترة أسبوع أواكثرتجوب تحت الأضواء بين الآثار المصرية. والعكاز الثاني كان حشد 150 مراسلاً لمختلف وسائل الإعلام الهندية وهي تنقل صورالآثار المصرية بنكهة الجمال الهندي، وهنا بيت مربط العبقرية ، الربط بين الجمالين البشري والحجري في حبل واحد ،فصورة الأهرام ستبدو أجمل إذا تقدمتها صورة الحسناء،وهكذا يبدأ تأثير الخدر الدعائي على عواطف وعقول الفئة المستهدفة. المصريون مساكين لفقدهم جزءاً كبيراً من السياحة ،هامتهم الاقتصادية الأولى،ولأن صاحب الحاجة أرعن وهم يريدون تحريك مياه السياحة الراكدة، فقد عمدوا الى دعوة شخصيات عالمية - صف أول- لمواقعهم السياحية عساها تصبح قطباً جاذباً، وهم وإن نجحوا مع الهنود او بالتعاون معهم فإنهم لم ينجحوا البتة في دعوة كاثرين اشتون إلى الأقصر، ،فقد جاءت بالتوقيت الخطأ، السياحة تحتاج إلى ذكاء وخبرة يعرفان من أين يؤكل قرار السائح في حزم الحقائب والسفر صوب المقصد المستهدف ، ولذلك على دعواتها ان تلّوح بقسمات جمال زنوبيا،والى طبق شهي وشاطئ نظيف، والحديث عن الكلفة يصبح تفاصيل. |
|