تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بإرادة الحياة وقوة الأمل

مجتمع
الثلاثاء 7-1-2014
علاء الدين محمد

نقطة التحول المفاجئة للعالم في مجريات الأحداث السورية والتي شغلت القاصي والداني من المحللين والمتابعين للشأن السوري بعد المؤسسة العسكرية هي الحيوية والمرونة التي يبديها ويظهرها مجتمعنا العربي السوري بألوانه المتنوعة،

المنسجمة مع ذاتها والمتصالحة مع نفسها والتي أثبتت بحق أنه جسور واثق، صبور يسمو فوق الجراح ويعيش حياته كما يعيشها الأبطال الأشداء الأقوياء الذين لاتهزهم محنة ولا تضعفهم مصيبة ولا توهن قواهم جريمة ولايرهبهم أو يخيفهم إرهاب ولا ترتجف قلوبهم وأياديهم في ضرب وسحق كل من يتطاول على حرمة الوطن،‏

خصال وسمات هذا المجتمع لفتت أنظار العالم والمتغطرسين منه حيث أرقتهم عبقريته في التكيف والتلاؤم والانسجام مع الظروف الحياتية والمعاشية الصعبة ومع الظرف الراهن وما يصيبه من إجرام على امتداد الوطن وبالتالي تكمن عبقرية هذا المجتمع في تسطيره رسائل متعددة واضحة لاتحتاج إلى تفسير وتحليل للقوى والمنظمات والهيئات الدولية إن مايجري على أرضنا من تصادم إرادات وتصارع قوى بهدف تحطيم بعضها كلياً أو جزئياً وإغراق المجتمع بالدم وإطالة أمد التصادم والاقتتال إلى أطول وقت ممكن لن يقدم شيئاً ولن يتمكن ملوك الرمال المتحركة ولا أسيادهم من السيطرة والتحكم في إدارة الشعب السوري كما يرغبون لأنه منذ النشأة الأولى امتاز عن غيره من شعوب العالم بالوعي الفطري والاعتماد على نفسه في حل مشاكله ثم امتاز بالقراءة المتأنية والموضوعية للأحداث والتطورات التي تجري في بلدان العالم وبالأخص التي تجري في منطقتنا العربية ولأنه أيضاً عبر التاريخ القديم والحديث كان أكثر التصاقاً بالأزمات والحروب ومهما اعتمد الخصم على عنصر المباغتة الطارئة فلن يفلح لأن الأثر يزول بزوال العدوان واتمامه والباعث الرئيس لهذا العدوان هو الخاسر الأكبر عاجلاً أم آجلاً.‏

صحيح أن الأضرار النفسية والجسدية للمجتمع جسيمة ولايستهان بها لكن قدرة المواطنين الذين يواجهون الإرهاب على الصبر والتكيف مع الظروف الطارئة هي التي تعطيهم فسحة أمل حياتية متجددة فالملفت والمثير للإعجاب والدهشة أن ضحايا الإرهاب من الجرحى الأبطال الذين قاتلوا في أكثر من موقعة ممتلئين بالطاقة والحياة والتفاؤل ويعيشون حياتهم كما الآخرين فيقيمون الأفراح الجماعية ويتفقون مع من يحبون على عقد قرانهم في ليلة واحدة رغم معاناتهم المؤلمة ظاهرة مجتمعية غاية في الأهمية أن يقدم مجموعة من الشباب الجرحى على الزواج في يوم واحد وأسرهم وأصدقاؤهم إلى جانبهم هذا يدلل على حيوية هذا المجتمع وتجدده وقدرته على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية فبلد مواطنوه وأفراده ومجتمعه بهذه القوة والصلابة والجسارة والقدرة الفائقة في التكيف مع الظروف والأزمات عصي على التشرذم والانكسار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية