تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قمة التهويد

الصفحة الاولى
الأربعاء 26-3-2014
أسعد عبود

ليس الخلاف المزدهر بين دول الخليج وبعيداً عنها..ولا هو الاختلاف حول الموقف من الإرهاب.. أو حسابات من يجلس في موقع سورية الشاغر!!؟ سبب حالة الانحدار والهزال التي تنعقد في ظلها القمة العربية الراهنة في الكويت هي قمة إعلان العجز!.

صحيح أننا لم نعهد من القمم العربية سوى العجز، إنما الفرق هنا - وهو ضئيل - أننا اعتدنا قمماً تظهر العجز.. أما الراهنة فهي تعلن العجز!؟ وقد تنفض اليوم دون بيان.. ذاك هو المطلوب.. بلا بيان.. وبلا اعتذار! فالمؤتمرون يعرفون أن القمة أقل من أن تصدر بياناً، ويعلمون أن ذلك ما هو مطلوب منعاً للحرج وخوفاً من السيد الآمر وعجزاً أمامه.‏

هل يمكن لبيان يصدر عن قمة عربية أن يتجاهل قضية التهويد في القدس وعموم الديار الفلسطينية المحتلة ؟ ذاك هو الحرج!... فالأوامر تمنع أي اشارة في بيان ما تؤكد على رفض التهويد.. وبالتالي.. الفلسطيني لا بد له أن يصر على ذلك والأوامر تمنع العربان من الموافقة..؟! والصمت أفضل حل، ولا حاجة لأي بيان.‏

يكاد السعودي يبكي متأثراً على شغور مقعد سورية، حالة نفاق وكذب يؤكدها أن هذا الكذاب المنافق لا يبحث عمن يمثل سورية ليحتل مقعدها، بل باعترافه.. عمن يسلح المعارضة دون أي اعتبار للارهاب.. وهو يعلم أن وجود سورية في مقعدها كان كافياً لفرض رفض التهويد بأي بيان يصدر عن أي قمة.. وهذا أحد أهم أسباب تغييب سورية عن مجلس الجامعة وعن القمة...أي الموقف العربي أمام السياسة الإسرائيلية!‏

ثلاث سنوات على الحرب المدمرة في سورية ولا يجد السعودي ومن ورائه، ما يبحثون عنه لسورية سوى مزيد من السلاح من أجل مزيد من القتل والتخريب والتدمير؟!هنا فقط مطلوب السلاح والمزيد من السلاح، ويضيف الجربا أنه السلاح النوعي كي يبرر خيبتهم فيما وصلوا إليه في الميدان ولم ينقصهم يوماً السلاح.. ويعلم الجميع أن أي سلاح يعطى للمعارضة لن ينفع إلا في مزيد من الخراب والتخريب.‏

هذه قمة الإفلاس يهدده شبح التغيرات في المحيط العربي ولاسيما على المقعد المصري.. وهو ما قد لا تنفع معه بهلوانيات الدعم السعودي والزعم أنهم أصبحوا معادين لنظام مرسي مثلما أصبحوا معادين لنظام مبارك و.. هم في صف الثورة؟؟!!..‏

الوضع العربي الذي قد يعيد للقمة تألقها النسبي.. ويبعد عنها - ولو شكلياً - الافلاس الفاضح، أن تعود سورية إلى مقعدها وتعود مصر إلى دورها... هو السحر الذي يمكن أن يخرج مؤسسة القمة من عجزها وفشلها، على الاقل يعيد لها وجهاً يحمل راية الهم العربي، ولا يخجل من رفض التهويد أو يخشاه!‏

في القمة الراهنة، خلافاً لسابقتها، ثمة من رفض لمقعد سورية إلا أصحابه.. ومنع إلا علمها..هل في ذلك دور لمصر بعد ميرسي.. لمصر المنتظرة...؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية