تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ربيع الانتصار ....

مجتمع
السبت 9-3-2013
فاطمة حسين

في مثل هذه الأيام من كل عام.. ومع قدوم الربيع يأتي معه ربيعا آخر لا يقل إشراقا وجمالا وهو ربيع ثورة الثامن من آذار ...هذه الثورة التي بفضلها وصلت سورية إلى مركز متقدم في وسط عالم يمتلئ بالأحداث المتسارعة والمتغيرة والمتمثلة في الكثير من البؤر المتوترة التي تحيط بنا ..

في ذلك الحين لم نكن نعلم نحن السوريين أن بلادنا ستعاني أيضا مثل هذه البلدان وسيلحقها نار الإرهاب ليحرق معظم أرضها و مدنها وقراها وحتى حاراتها .. لم يعلم السوريون أن تلك العصابات المسلحة ستغتصب الهدوء والسلام من بيوتهم وشوارعهم... فهم كانوا يعيشون في الأمان والأمن الذي كان يبسط جناحه على كل حياتهم وأيامهم .. وهاهي ذكرى ثورة الثامن من آذار قد أقبلت علينا ونحن في هذه الأزمة التي ظللت حياتنا باللون القاتم منذ ما يقارب العامين ومن المفترض أن تأتي هذه المناسبة وسورية تزهو بألوان الربيع المشرقة كما كنا نتمنى وكما كانت في الماضي حيث تحمل هذه الذكرى في كل عام مزيدا من الانجازات التي يعمل أبناء سورية جميع أبنائها بلا استثناء على بنائها وصناعتها... ومازالت تلك الثورة مرتبطة بالانجازات الضخمة التي صنعها السوريون بكل حب وأمل وطموح فكانوا يستقبلون هذه الذكرى بكل راحة واطمئنان وثقة بالمستقبل فسورية كانت تنعم بالاستقرار فانتشرت المشاريع ووضع حجر الأساس في كل قرية ومدينة سورية وهم واثقون إن بلدهم بخير .. ولولا هذه الثورة لما صمدت سورية وظلت واقفة بكل شموخ وثقة في عز هذه الأزمة التي قاربت العامين ونتمنى أن تنتهي عند هذه المدة..‏

نحن السوريين.... نعتز بهذه الثورة ونفتخر لأنها حققت الكثير من أحلامنا التي أصبحت أمرا واقعا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكل ما يتفرع عن هذه المجالات من فروع تتصل بكل مناحي حياة السوريين المختلفة سواء تعليم أو صناعة أو تجارة أو زراعة وغيرها.. هناك الكثير من الانجازات التي حققها السوريون عبر العقود الماضية لا تعد ولا تحصى ففي كل اتجاه نمشي فيه من بلدنا الحبيب وأي طريق نسلكه إلى أي محافظة أو مدينة أو قرية مهما بعدت نرى صرحا ثقافيا أو جامعة أو سداً يروي الأراضي ناهيك عن المستشفيات والمصانع الضخمة حتى بات المواطن السوري يفكر بالأشياء التي تمنحه الرفاهية والراحة في حياته ..نعم هذه هي سورية الثورة هذا هو آذار السوري هذا الشهر الذي فيه مناسبات متنوعة نفتخر فيها نحن السوريين وهي التي أعطت سورية ذلك الدور المميز في هذا العالم الفوضوي ..‏

ولكن الأزمة التي عصفت بسورية منذ ما يقارب العامين جعلت المواطن السوري يخاف على هذه الانجازات التي امتدت إليها يد التخريب والحرق فقد اتشحت تلك الذكرى بالحزن فالشهداء كثر والإرهاب الذي نواجهه كبير جدا يشارك في صنعه كل العالم والأقارب قبل الأباعد لا نستثني منهم إلا القليل إن هذه الأزمة زرعت الألم والدموع في كل بيت سوري وفي كل شبر من الأرض السورية وأصبح الهم السوري الأوحد هو استعادة الأمن والأمان الذي كنا نعيشه قبل الأزمة ..نعم إن كل هم السوريين هو عودة تلك الأيام التي كانت تحمل بين طياتها الفرح والأمل وهذا نلمسه في كل عمل قاموا فيه من اجل بناء سورية الاستقرار والازدهار ..‏

ولكن كما يقولون (فالضربة التي لا تكسرك تقويك ) ولذلك فان هذه الأزمة جعلت السوريين أقوياء اكثر واشد في مواجهة هذا الإرهاب القذر المتلون بجميع الألوان القاتمة السوداء....‏

فمنذ الأيام الأولى من الأزمة اتخذ السوريون قرارهم بكل قوة وزخم وذلك بنزولهم إلى الساحات العامة بالملايين رافضين كل من يحاول تقسيمهم وإضعافهم ملتفين حول قائدهم وجيشهم العظيم مؤمنين بوطنهم.... نعم قال السوريون كلمتهم واتخذوا قرارهم بوحدتهم والتفافهم حول قائدهم وبالوقوف إلى جانب الجيش يمدونه بالصبر ويعطونه الشجاعة و والصمود اكثر وهو يقارع الإرهاب في كل حارة وفي كل شارع وقرية ومدينة سورية ....هذا الجيش الذي سيعيد هذه الذكرى الخالدة وسورية تزهو بانتصار كبير بإذن الله ....وبهمة..وشجاعة جيشها وصمود شعبها وحكمة قائدها ....ولو كلف الكثير من حياتنا وأرواحنا.....‏

فكل عام وسورية بألف خير...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية