|
نافذة على حدث وألقاً وحضوراً كلما ظنت السنون أنها استطاعت ان ترميه في زاويا التاريخ المظلمة التي يبرع البعض بتناسيها ونسيانها بل واقتلاعها من الذاكرة بعد أن غاصوا حتى آذانهم في مستنقعات المشاريع والمخططات الصهيو- أميركية التي تتصدر أولوياتها نسف ذاكرتنا واغتيال تاريخنا الذي لايزال رغم هزائم وخيبات وخيانات أولئك متخماً ومفعماً بانتصاراتنا وإنجازاتنا التي باتت اليوم المستهدف الرئيس لقوى الشر والطغيان. لقد رسمت ثورة الثامن من آذار مشهداً جديداً غيرت مفرداته التي استمدتها من تطلعات وطموحات الجماهير العربية.. غيرت ذلك الواقع القائم آنذاك والذي صاغت معظم عناوينه وهوامشه اسرائيل والولايات المتحدة ودول الاستعمار الغربي التي تحاول جاهدة اليوم استعادة ذلك الواقع الذي بات حلما بعيد المنال بفعل وحدة السوريين واصرارهم على مجابهة المستحيل الذي بات يتلوى وجعا و ألماً جراء وعيهم و صمودهم الاسطوري. ونزولاً عند مقتضيات الضرورة التي تحتاجها هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها سورية وأمتنا العربية فإننا نجدد التأكيد أن ثورة آذار لم تكن مجرد عنوان عريض لمضمون فارغ كالثوب الفضفاض الذي يلف جسماً نحيلاً مريضاً بل كانت رسالة حضارية وإنسانية تعكس من جهة صراع الانسان مع الظلم والاستبداد والطغيان وتعكس من جهة اخرى رغبته بالانعتاق والحرية من ذلك القيد الذي ادمى العقول والقلوب قبل الاجساد، مع ملاحظة ان تلك الرسالة يؤطرها نهج فكري واضح جوهره ونواته تطلعات وطموحات الجماهير وقدرة أبناء الوطن على تغيير الواقع وقهر الظلم والاستبداد والاستعمار، وهنا يكمن السر الحقيقي وراء نجاحها ونوعيتها وتجددها رغم مرور نحو نصف قرن على ولادتها. |
|