تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذهبي ثورة البعث

البقعة الساخنة
السبت 9-3-2013
علي نصر الله

في العيد الذهبي لثورة حزب البعث العربي الاشتراكي .. وفي هذا التوقيت بالذات ماذا عسانا نقول، وما الذي يمكن أن تقوله الأحزاب والقوى القومية التي نشأت معه وبعده .. أين هي اليوم مما يجري من «ثورات مصنعة» على الساحة العربية،

وأين الأحرار العرب مما يجري في جامعتهم المختطفة، وأين هم جميعاً مما يجري على الساحة الاقليمية والدولية؟!.‏

ما يمكن أن تقوله سورية الأبجدية الأولى؛ وحصن الأمة وقلعتها الصامدة قالته مراراً؛ وتقوله في هذه الأثناء للغرب والشرق؛ للأحرار وللعملاء؛ للوطنيين وللمأجورين؛ للعرب وللمستعربين؛ للصديق وللعدو: سورية هنا باقية؛ ومستمرة في كتابة مجد الأمة وصناعة تاريخها المشرف مهما غالى الأعراب في شرورهم؛ ومهما طغى وتجبر أعداء الأمة.‏

سورية مع حزب البعث العربي الاشتراكي وكل الأحزاب الوطنية القديم منها والجديد؛ ومع جيشها الوطني الباسل بقيادته وضباطه وأفراده؛ ومع شعبها العربي الرائد في قوميته ووعيه الوطني؛ ومع قيادتها الشجاعة التي يجسدها السيد الرئيس بشار الأسد؛ ستحفظ المشروع القومي العربي في مواجهة أعتى حملة امبريالية، وستخوض معركة الأمة الوجودية والمصيرية بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن كل الأحرار العرب وصولاً الى النصر الكامل وغير المنقوص، وما من خيار أمامها سوى تحقيق الانتصار الذي تصنعه اليوم.‏

وما يمكن للقوى القومية أن تقوله وتفعله كثير ومتعدد ينتظر منها قوله وفعله؛ ذلك أن الوجدان الذي يحفظ مكانة سورية لا ينبغي له أن يموت، والضمير الذي يدرك أهمية سورية ودورها لا ينبغي له أن يسكت على الأعراب والمستعربين، ولا ينبغي له أن يقبل بأن يعلو صوت الباطل على صوت الحق؛ ولا أن تستبدل الثقافة القومية بثقافتهم التكفيرية؛ ولا أن تنتصر إرادة الفتنة والقتل والتخريب على إرادة العيش المشترك والحياة والبناء.‏

مع تكشف الحقائق المتصلة بما جرى ويجري منذ عامين صار واضحاً للجميع أنّ هدف المؤامرة والاستهداف الذي تتعرض له سورية لا يتوقف عند الأهداف المعلنة التي يشتغل عليها الغرب والأعراب والعثمانيون الجدد المتمثلة بضرب استقرار سورية وتدمير اقتصادها وإضعاف دورها، وإنما بتحويلها الى الاصطفاف في طابور الرجعية العربية؛ وجعلها جزءاً من البيئة العربية - الخليجية تحديداً - الملتحقة بأميركا؛ والمطبعة مع كيان الإرهاب إسرائيل؛ والمستسلمة له.‏

في العيد الذهبي للبعث لا يسعنا إلا أن نؤكد أنّ سورية بحكومتها وشعبها وجيشها وأحزابها وقواها الوطنية لن تدع مخططات الفتنة والتمزيق والاستغلال والنهب والسيطرة والارتهان تمر؛ وإن شراسة الهجمة وتعدد أطراف المؤامرة لن يثنيها عن المبادىء والخيارات الوطنية والقومية، ولن يزيدها إلا صلابة وإصراراً على الصمود والتصدي والتقدم بثبات على طريق الحوار والبناء والإصلاح والتطوير.. وستبقى سورية ويندثر الآخرون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية