|
اضاءات كما تحتاج إلى الجد، والاجتهاد، والمثابرة، وأن يظل الحلم مشتعلاً، والإصرار سبيل ليس فيه عودة. وقد يكون الحظ أحياناً عندما تهبط الثروة على أحدهم دون جهد، ودون سابق إنذار من ميراث، أو ورقة يانصيب، أو أي مسبب آخر كربح تجاري غير متوقع بضربة موفقة، وغير ذلك. وقد يفوز اختراع، أو ابتكار ما مهما كان بسيطاً بفرصته للذيوع، والانتشار ما دام يحقق فائدة فيتحقق الثراء.. وفي وقتنا الحالي تعددت الأبواب التي يمكن من خلالها الدخول إلى عالم الحلم.. وأوضح مثال على ذلك هو ما وصل إليه (زوكربيرغ) مبتكر موقع التواصل الاجتماعي الأشهر ليُصنف من بين أغنى أغنياء العالم، وقد بدأت مغامرته بفكرة مبتكرة طُبقت على نطاق محدود لكنها ما لبثت أن توسعت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن لتغزو كل العقول، وتحقق أرباحاً ما كانت في الحسبان.. ومَنْ يدري ماذا سيأتي به الموقع في المستقبل من أفكار تأخذ طريقها للتطبيق! كذلك هو الحال مع ما ابتُكر من ألعاب الفيديو، والألعاب الالكترونية وهي تحصد أرباحاً متصاعدة كلما ازدادت أعداد المستخدمين، أو اللاعبين وهي تعِد بالمزيد من كل جديد. تلك الألعاب باتوا يحذرون منها، وهي من كل الأشكال، والأنواع، وتتلون بين المغامرات، والحركة، والقتال، والإثارة، والعنف، الخ...، ويعتبرون هوس ممارستها إدماناً يستوجب العلاج، لأنها تبدأ عموماً برغبة الاكتشاف، ثم تتحول إلى هواية، لتنتهي كأولوية في الممارسة على حساب ما هو من أولويات الحياة.. وليتسمر اللاعب أمامها وقد نسي العالم الفسيح في الخارج، وأن فيه أصدقاء ينتظرون من ينضم إليهم، أو أنه يتماهي مع شخوص اللعبة حتى يظن نفسه هو ذلك الخارق الذي يهزِم، ولا يُهزم. ومن تلك الألعاب ما يُصنف على أنه من الألعاب الخطرة، وخاصة تلك التفاعلية التي تتسم بالعنف، ومن الطريف أن بعض ألعاب الفيديو قد فعلت فعلها ليس في التوجه نحو العنف فقط بل في طلاق الأزواج معززة تأثيرها على العلاقات الأسرية.. إلا أن من تلك الألعاب أيضاً ما هو مفيد كتلك التي تحفز الذكاء، وتدرب على سرعة البديهة، وسرعة التقاط المعنى.. ومنها ما هو تدريب على حل الألغاز، والرياضة، والموسيقا، والتصميم، وتربية الحيوان، ومحاكاة الحياة، وأيضاً محاكاة البناء والإدارة من خلال مشاريع خيالية لبناء المدن، أو المنتجعات، والمنتزهات، وشبكات القطارات، وغيرها. لكن أمراً لم يكن متوقعاً هو أن تتحول الألعاب الإلكترونية إلى أسرع الطرق للحصول على الملايين ليس لمصنعيها بل لمن يمارسونها من المراهقين.. ليحصدوا من ورائها الثروات، ويصبحوا من المليونيرات. ومقابل كل تلك الأصوات التي تعلو بالنداء والتنبيه من مخاطر الألعاب الالكترونية العنيفة، فإن منصات المسابقات العالمية التي تقام لأجلها شأنها شأن المسابقات الرياضية كفيلة بأن تُصم الآذان عن سماع أي نداء.. بل كيف هو الحال عندما ترصد ملايين الدولارات للفائز بكأس العالم لبعض الألعاب الشهيرة وقد نظمت مشاركاتها الدولية على غرار الدوري الرياضي ليتنافس لاعبوها على الفوز بعد أن يجتازوا التصفيات التأهيلية للعبة عبر (الانترنت)، ومن ثم التصفيات نصف النهائية، وصولاً إلى التصفيات النهائية ليكون الفوز من نصيب فائز واحد، أو أكثر ممن حققوا أفضل النتائج. أما الألعاب الرياضية الالكترونية، وأهمها كرة القدم فقد تقدمت على غيرها من مثيلاتها لتفوز بلقب ملكة الألعاب الالكترونية، ولترصد لها أهم المسابقات الدولية، والفائز فيها موعود بالثراء، ورصيده المالي سيعد بالملايين من الدولارات. مراهقون مندفعون تحول اللعب لديهم إلى شغف، فإذا بهم يقفزون إلى عالم الشهرة والمال، إذ يتوجون ملوكاً في قائمة واحدة من أشهر مسابقات الألعاب الالكترونية التي تخطت جوائزها المالية حاجز المليون دولار لما بعده بكثير، وليسدل الستار على تلك المسابقة، وقد اعتبروها حدثاً دولياً كبيراً تفوق بمكافآته المالية على أهم الأحداث الرياضية الكبرى والشهيرة، بعد أن شاركت فيها فرق من المراهقين من كل أنحاء العالم، لتعتبر جوائزها هي الأعلى في تاريخ المسابقات الالكترونية بعد أن أصبح لها تاريخ، وكأس عالمي، وبطولات عالمية فردية، وجماعية. بهذا الفوز، وبنصر كانت مكافأته عشرات الملايين وليست الألوف من الدولارات يصبح الفائزون بالتالي نموذجاً لغيرهم من المراهقين الحالمين الذين ربما لن يفوزوا كأقرانهم، وقد لا تعود لديهم من حدود فاصلة بين الجد واللعب، وتصبح المتعة هي الفائدة، والفائدة هي المتعة.. والثروة هدف ربما ليس ببعيد المنال.. لكنهم بحكم أعمارهم الصغيرة لن يدركوا أن الثراء الأغلى والأثمن هو عندما يكون للعقل، والنفس قبل الجيوب.. ليكون التوازن بين المادة والروح. |
|